تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(إياك نعبد وإياك نستعين) مع أن سياق السورة كان بضمير الغائب المتمثل في افسم الظاهر (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم) السياق الذي تمشي عليه السورة هو الغائب ولم يقل إياه نعبد وإياه نستعين.

المحاور الأساسية في سورة الفاتحة

لو حاولنا أن نطبق السورة على الحديث القدسي ونعرف ما للعبد وما لله رب العالمين بنصّ الحديث لكن مع تلميحات أخرى. يقول الله سبحانه وتعالى (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي) ونتفق أن الصلاة المذكورة هنا هي الفاتحة وتسميتها بالصلاة لها دلالة أنها لا تتم الصلاة إلا بها ولعظمها. (فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي) واضح فيها الحمد ولعلنا نعود للألفاظ ولماذا بدئت السورة بالحمد، ثم قال بعد ذلك (وإذا قال؛ الرحمن الرحيم. قال الله تعالى؛ أثنى علي عبدي) فيها ثناء على الله سبحانه وتعالى، الله سبحانه وتعالى بيّن لنا أنه من أعظم ما اثني به عليه هو الرحمة ولذلك جانب الرحمة يظهر في السورة أكثر ونحن لا نجد شيئاً من التخويف والترهيب إلا في (مالك يوم الدين) و (غير المغضوب عليهم) وبقية السورة كلها خير كلها رحمة ورد الرحمن مرتين وتكررت الرحمة مرتين. ثم (وإذا قال مالك يوم الدين. قال: مجدني عبدي (وقال مرة: فوض إلي عبدي)) ولم يظهر فيها معنى الترهيب هنا وإنما معنى القدرة أن الملك لله، هذه ثلاثة. قلنا أن الفاتحة سبع آيات أخذنا ثلاثة الأولى كلها إما حمد أو ثناء أو تمجيد لله فكلها لله. ثم قال (إياك نعبد وإياك نستعين) هذه منتصف هذه بين الله عز وجل وبين العبد فقال (فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين. قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل) فالعبادة لله سبحانه وتعالى والاستعانة جزء منها لله سبحانه وتعالى وجزء يحتاج للعبد فهو يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يعينه. بعد ذلك (فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) هذه واضحة أنها للعبد ولذلك هذا يؤيد أن الآية الأخيرة هي المقسومة قسمين وهي السابعة وليست البسملة بناء على هذا الحديث لأنه بهذه الصورة يكون هناك تكافؤ واضح قسمت الصلاة بيني وبين عبدين قسمين إذن نصفها لله ونصفها للعبد ولا تكون كذلك إلا بهذه الصورة الثلاثة الأولى لله ثناء والثلاثة الأخيرة من العبد طلب والواسطة نصفين لله وللعبد. هذا الحديث نفسه هو الذي يفسر هذا الأمر وعلينا أن نستذكره عندما نقرأ السورة. ويذكر عن عمر بن عبد العزيز -وإن كان صحة هذا الأمر لم أتوصل إليه- إذا قرأ الآية توقف فقيل له لماذا تتوقف؟ قال لأسمع جواب ربي، لو قرأها القارئ وهو ينتظر رد الله سبحانه وتعالى سيكون وضعه مختلفاً، إذا قلت الحمد لله رب العالمين يقف ويستمع الله تعالى يقول حمدني عبدي، أي منزلة هذه!. بهذه الصورة الآن اتضح لنا تقسيم موضوعات السورة. لو أعدنا النظر فيها من بداية السورة وجدنا صور الثناء على الله سبحانه وتعالى المسلم يجب أن يوازي بين طلباته وما يريده وبين حق الله سبحانه وتعالى وأن طلباته ودعاءه لا يكون إلا بعد تعظيم الله وإجلاله، وهذا في الدعاء أولاً أثنينا على الله تعالى ثم حمدناه ومجدناه ثم نطلب منه فمهم جداً أن نستفيد من الفاتحة في هذه القضية. حتى في دعاء القنوت في التراويح نبدأ بالثناء والحمد ثم نطلب.

أول كلمة وردت في القرآن (الحمد لله رب العالمين) هذه كلمة مهمة جداً والسور التي بدأت بالحمد قليلة خمس مع الفاتحة ولو أننا تأملنا ما بداخل هذه السور لوجدنا أن كلمة الحمد مدخل لفهم ما بداخل السور، كل هذه السور فيها أنعام كثيرة تستحق الحمد. هذه السورة بما أنها بدأت بالحمد إذن المدخل لتعريف الناس برب العالمين هو فضائله ونعمه علينا وهذا أمر لا يستطيع حتى الكافر أن ينكره، تقول له مطر، اشجار، لكنه لا يعرف ما هو الرب ولكن نعرّفه بأوصاف هذا الربّ فإذا عرفها انتقل إلى إياك نعبد وإياك نستعين. في منهج تدريس العقائد توحيد الربوبية هو الذي بُدئ به في اول السورة (الحمد لله مالك يوم الدين) هذه دلائل عظيمة لا يستطيعها أحد من البشر ثم جاء التوجيه إلى توحيد الألوهية وإفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة فتعريف الخلق بربهم بهذه الطريقة هذا منهج في الفاتحة، هل نحن نفعله؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير