ثم بعد ذلك ندعوه بعد ذلك نحذِّر من الطرق الملتوية، أتصور أن هذا منهج دعوي من خلال سورة الفاتحة.
نخرج من هذا الحديث في سورة الفاتحة بلفتات مهمة هي:
أن البسملة ليست من الفاتحة بناء على هذا الحديث (إذا قال: الحمد لله رب العالمين) بدأ بالحمد.
آداب الدعاء المستقاة من سورة الفاتحة وأنه لا بد للمؤمن أن يقدم بين يدي دعائه الثناء على الله سبحانه وتعالى
النعم في سورة الفاتحة التي تقتضي الحمد
إذا كنا نقول أن الحمد يدل على النعم فما هي النعم الموجودة في الفاتحة؟
أول ملمح (رب العالمين) الربوبية رب العالمين ولله المثل الأعلى لما نقول رب البيت يعني يهتم بأمره ويقوم به ويعتني به ويدافع عنه، والله ربنا نستشعر أنه خالقنا ومدبرنا ونستشعر أن هذه نعمة للعالمين وليست فقط للبشر، والعالم كل ما سوى الله.
الأمر الثاني أنه قال (الرحمن الرحيم) نعمة أن يصف الله تعالى نفسه بهاتين الصفتين (رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما) هذه سعة في كلمة الرحمن.
الأمر الثالث في (مالك يوم الدين) المُلك قد يكون فيها تخويف
ثم بعدها (إياك نعبد وإياك نستعين) المطلوب عبادة الله والبعض يظن أن في العبودية مشقة إلا أنها في الحقيقة نعمة لأنك تخرج من عبوجية غير الله كالشيطان والنفس والهوى والمال إلى عبادة الله تعالى فلأن تعبد العظيم أفضل لك.
الاستعانة أنت محتاج إلى الله في كل وقت وحين.
الهداية وهذه هي المهمة لأن الإنسان لما يعيش في هذه الحياة أمر فطري فيه ولو أعطي المال من يعبد؟ يشعر أن هناك نقص في هذا الجانب ولذلك تجدهم يعبدون الشيطان ويعبدون البقر، لهم عقول لكن هذا شيء في فطرة الإنسان لا بد أن يلبيه. فكونك ما هُديت لهذا فهذا من أعظم المحن وكونك تهدى له هذا من أعظم المنح (إهدنا الصراط المستقيم)
ثم قال (صراط الذين أنعمت) فذكر النعمة، وهذه أعظم أنواع النعم، وليست نعمة البيت والسيارة والمال هي النعمة الأفضل وإنما نعمة الهداية هي المهمة.
إذا تتبعنا جوانب النعم التي يُحمد الله تعالى عليها في هذه السورة نجدها كثيرة جداً.
في قوله (إهدنا الصراط المستقيم) ذكر ابن القيم في كتابه (مدارج السالكين في منازل إياك نعبد وإياك نستعين) كان يتحدث عن هذه الآية في سورة الفاتحة (إياك نعبد وإياك نستعين) الآية المحورية في سورة الفاتحة هي (إهدنا الصراط المستقيم) وإن كانت (إياك نعبد وإياك نستعين) هي مقتضية لها، كيف تعبد الله سبحانه وتعالى إلا إذا كان هداك. (إهدنا) هذا الطلب الذين نسعى إليه نحن كبشر، ويأتي القرآن مباشرة في أول سورة البقرة (هدى) أن تطلب الهداية وهذه أول سورة تعطيك الهداية إلى آخر سورة. (إياك نعبد) تتحدث عن الجانب العبادي الذي يبحث عنه الإنسان ليعبد ربه سبحانه وتعالى (وإياك نستعين) جزء منها في العبادة وجزء منها من حاجيات الإنسان. والله عز وجل لما أعطى الإنسان في صورة أبينا آدم الخلافة في الأرض هذه عبادة، كيف يقوم بهذه العبادة العظمى في مهمة الخلاف في الأرض إلا بالهداية وبإعانة الله، ولذلك قالوا تبدأ العبادة في سورة الفاتحة والاستعانة تتفصل في سورة البقرة في القصص الكثيرة. لا يستطيع الإنسان أن يفعل شيئاً إذا لم يعينه الله سبحانه وتعالى.
سورة الفاتحة على الرغم أنها تتكرر أكثر من مرة وكم قرأنا تفسيراً لها إلا أننا كلما توقفنا معها وتدبرنا فيها نجد معاني جديدة أول مرة تمر علينا.
حسبنا في مثل هذا البرنامج القصير مثل هذه اللفتات التي اشار إليه د. عويض في هذه الوقفات السريعة مع سورة الفاتحة وأرجو أن نتوقف في كل حلقة وقفات سريعة مع كل سورة من سور القرآن الكريم لعلها تفتح نافذة لتدبر هذه السور في هذا الشهر المبارك وأيضاً لتكون هذه المعلومات المهمة التي اعتنى بها المفسرون لأنها مدخل مهم جداً لفهم السورة.
ـ[طالبة الفردوس]ــــــــ[12 Aug 2010, 03:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير جهود طيبة لانملك إلا الدعاء لكم بالسداد
وإن أذن لنا أخونا د. عبدالرحمن بطرح سؤال هنا لضيفه اليوم د. عويض العطوي نكن له من الشاكرين.
س/ فهمت بالأمس من ضيفكم أن القرآن أنزل هداية للناس يفهمه عامة الناس لأنه الله خاطب به الجميع ..
واليوم قرأت قوله تعالى (لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون)
فقلت هل فعلاً القرآن فيه ذكري أنا؟ فعدت لمعنى كلمة ذكركم في التفسير وجدت ابن عباس قال: معناها شرفكم، وقيل آخر دينكم، وحديثكم)
وأسألكم الآن: هل نستطيع القول أن ذكرنا يعني أن قصة حياة كل شخص منا مذكورة فيه ـ هكذا قد أفهم كـ شخص عامّي؟
هل فعلا بالإمكان بحث كل شخص منا بصفة شخصية عن مايحزنه، ويسعده، عن ماضيه ومستقبله ويجده فيه؟
بدلالة قوله (مافرطنا في الكتاب من شيء)
هل ممكن نقول مثل هذا القول؟ أم هو تقول على الله بغير علم؟
ثم انه كثيرا مايعرض علينا ونحن نتدبر كلام الله لطائف وإشارات تؤثر بنا فهل بالإمكان مشاركة الآخرين لنا فيما نتدبر أم لابد يكون فهمنا مقتصرا على ماذكره السلف والمفسرون في كتبهم؟
سؤال آخر:
قد سبق وسمعت فضيلة الشيخ د. عويض العطوي يقول معلقاً على قوله تعالى ( ... فأجره حتى يسمع كلام الله ... )
قال: هل اسمعنا غير المسلمين كلام الله؟ وكأني به ـ سدده الله ـ يشير إلى جانب دعوي مبارك من خلال هذه اللفته؟
سؤالي: هل توصى بتبني الدعاة ومكاتب توعية الجاليات كمثال هذا الرأي ـ كوننا نهتم بهذا الجانب؟
وهل هناك تعارض بين ماذكرتم ـ بارك الله فيكم ـ وبين قول الله (ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون)
عذراً على الإطالة .. وبارك الله الجهود.
¥