تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الفاتحة جمعت علوماً كثيرة ولذلك سميت بالكافية لأنها تكفي عن غيرها وغيرها لا يكفي عنها. فلو أن إنساناً قرأ جزءاً من سورة البقرة تجزئه لكن لا تجزئه صلاته لو قرأ جزءاً من الفاتحة ولا بد أن يأتي بها كاملة ولذلك هي كافية تامة. وهي أم القرآن لأن علوم القرآن تعود إليها لذلك يقول ابن القيم إن الله عز وجل جمع علوم الكتب السابقة حتى ذكر منها 104 كتاباً في الإنجيل والتوراة والفرقان والقرآن وجمع علوم هذه الأربعة في القرآن وجمع القرآن في المفصّل والمفصّل في الفاتحة والفاتحة في (إياك نعبد وإياك نستعين). فهي أم القرآن بهذه المعاني العامة. وينبغي على المسلم أن يفكر بهذه التسميات وهذه المعاني للتسميات ما دلالتها وكيف يمكن فهمها. وهذه التسميات لسورة الفاتحة هي تسميات نبوية وردت فيها أحاديث خاصة بينما كثير من سور القرآن لم يثبت في تسميتها حديث.

فضل السورة:

كلما كثرت الأحاديث في فضل السورة دلّ ذلك على عظمها. وأيضاً وردت في سورة الفاتحة أحاديث صحيحة كثيرة ثابتة وأحياناً بعض السورة تكون كبيرة وعظيمة ولكن لا يظهر فيها مثل هذا الفضل. مثلاً الحديث " كنت أصلي في المسجد، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، فقال: (ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}). ثم قال لي: (لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد). ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: ألم تقل: (لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن). قال: ({الحمد لله رب العالمين}: هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته). الراوي: أبو سعيد بن المعلى المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 4474 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح] ". وأيضاً ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما من سورة منذ أن أنزل الله الكتب السماوية السابقة أعظم من هذه السورة وأيضاً النبي صلى الله عليه وسلم أقر أنها رقية وشافية حتى قال للصحابة "وما أدراه أنها رقية؟ " ولذلك هي شافية. وسنركز إن شاء الله إن يسر الأمر في قضية الشفاء وما هي أنوعه وأشكاله، هي تسمى الرقية وهي تسمى الشافية وتسمى سورة الصلاة كما ذكر صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي قوله تعالى "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي" والصلاة مقصود بها الفاتحة وليس مقصود بها الصلاة التي هي الركوع والسجود. وأيضاً جاء العكس (وقرآن الفجر) ليس المقصود بالقرآن وإنما المقصود الصلاة. فهنا سميت الصلاة بشيء من القرآن وهنا سميت الفاتحة التي هي هذه السورة التي هي من أهم ما يقرأ في الصلاة بقول الله عز وجل في الحديث القدسي "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل" وهذا الحديث من أهم الأحاديث المفسِّرة للمقصود والمعاني التي وردت في هذه السورة ولا يوجد له مثيل في القرآن، لا يوجد في القرآن تفصيل لمعاني السورة من النبي صلى الله عليه وسلم أو في حديث قدسي بهذه السورة التي معنا ولذلك نحن سننزل هذه المعاني التي معنا على السورة المذكورة.

بالنسبة لعدد آيات السورة متفق عليه أنها سبع آيات كما ثبت في الحديث وفي القرآن (آتيناك سبعا من المثاني) وفي الحديث "هي السبع المثاني" ما تحديد السبع؟ إن كانت البسملة معها فتعد هي الأولى والآية الأخيرة تكون مع بعضها. وإن كانت المسألة غير هذا بدلالة حديث النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بـ (الحمد لله رب العالمين) لما فصّلها بدأ بالحمد لله رب العالمين، وهذا الذي سنمشي عليه اليوم فهي سبع. لكن لاحظنا أن كثير من الأبحاث قامت في تفسير الفاتحة على رقم سبعة وهذا حقيقة فيه تمحّلات كثيرة وتخرج عن الهدف المطلوب من هداية القرآن، المقصود من القرآن هدايته وليس أن نجمع أرقاماً ونضربها ببعضها وقد تختل فليس هذا هو المقصد الأعظم ولذلك لا نأخذ الرقم سبعة لنأخذ منه هذا المدلول لندخل في تفسير السورة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير