تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الشيطان أول ما ذكر فيها وذكر عصيانه فيها ولذلك لا يقرب مكاناً فيه هذه السورة ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول (اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة) ومعلوم أن البطلة لهم علاقة بالشياطين وهم أيضاً السحرة وهذه السورة تعالج كثيراً من أمور السحر وما يتعلق به. وكذلك قال صلى الله عليه وسلم (لا تجعلوا بيوتكم مقابر. إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - لصفحة أو الرقم: 780 - خلاصة حكم المحدث: صحيح) فهذه الفضائل لها علاقة بمواضيع السورة. ومما يذكر كون النبي صلى الله عليه وسلم سماها الزهارواين وهذا يدخل في الفضل (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه. اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف. تحاجّان عن أصحابهما)

سر تسمية السورة:

هي أطول سورة في القرآن الكريم. هذه التسمية تسمية نبوية وقد جاءت في أحاديث كثيرة (من قرأ الآيتين في سورة البقرة) سماها البقرة في أكثر من حديث وفي أكثر من مناسبة. لا شك أن تسمية الشيء له علاقة بموضوعه ولذلك نقول أنه من ضمن الأشياء التي تهدي متأمل القرآن والباحث فيه إلى موضوع السورة الرئيس من ضمن هذه الأشياء هو الإسم والكلمات البادئة والأفكار المقررة وغير ذلك. ما مناسبة إسم البقرة لموضوع السورة؟ ولماذا لم تسمى بإسم إحدى القصص الأخرى التي وردت في السورة؟ أولاً هذه القصة لم ترد إلا في هذه السورة وكونها لم تذكر في غير هذه السورة وتحمل أيضاً معنى معين هو جوهر هذه السورة والمعنى المعين هو مبنى سورة البقرة كلها وهو الأمر والنهي. الاختبارات التي حصلت ف بداية هذه السورة الاختبار الأول للملائكة وإبليس بالسجود لآدم هذا اختبار بالأمر (اسجدوا) نجحت الملائكة ورسب إبليس. والاختبار الثاني لآدم لكن بالنهي (ولا تقربا هذه الشجرة) وأيضاً رسب فيه لأنه أغواه الشيطان الذي لم يرد أن يكون هو العاصي وحده بل يريد أن يكون معه غيره. الأمر كله في قضية الأمر والنهي وهذا تفصيل (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) وكذلك قصة البقرة نجدها مبينة على هذا (إذبحوا بقرة) عندهم قضية رجل مات ولم يعرف قاتله فأوحى الله تعالى إلى موسى أن يذبحوا بقرة ويضربوا الميت ببعضها حتى يخبر عن قاتله، الأمر بسيط وسهل جداً أسهل من سجود الملائكة لآدم ونهي آدم عن قربان الشجرة، ومع ذلك بدأوا يتلكأون (قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً (67)) تكذيب بكلام النبي الذي يقوله لهم الله أمركم بهذا، فبنيت على هذا من أولها لآخرها والتلكؤ في الاستجابة وهو أخطر مرض يحصل لإنسان ولذلك المسلم الفاضل إذا جاءه أمر الله أن يأخذه مباشرة، ما دام في كلام الله أو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك كما جاء في الحديث "كنت أصلي في المسجد، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، فقال: (ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}). لعل هذا مغزى السورة كله موجود في قصة البقرة.

ارتباط سورة البقرة بسورة الفاتحة

قضية التناسب بين السور هذه قضية فيها خلاف لكن من ينظر فيهما يجد تناسباً وإن كان فيه بعض التكلف أحياناً لكن حسبنا أن نحاول هذا الربط والسيوطي يقول إن السورة اللاحقة تكون كالشرح للسورة السابقة فهذا كلال بعضهم وبعضهم يقول لكل سورة موضوع رئيس فيمكن ربط بالموضوعات. فالمناسبة يمكن أن تطرح من أكثر من جهة يمكن أن تطرح مناسبة الموضوع للموضوع، يمكن مناسبة آخر السورة مع بدء السورة التالية ويمكن مناسبة بدء السورة وخاتمتها. هذه السورة سورة البقرة لو جئنا في مناسبتها لسورة الفاتحة لوجدنا أن سورة الفاتحة فيها طلب الهداية (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) وكأنما السائل يسأل ما هو الطريق يا ربي لكي أحصل على الهداية؟ فجاءت بداية سورة البقرة (ألم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) وكأن الذي يريد الهداية عليه بكلام الله تعالى الذي ستكون فيه تفاصيل الهداية، يمكن وضع عنوان عام لسورة البقرة العام تفصيل الهداية،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير