تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تفصيل طرق الهداية لأن فيها داخلها مجموعة من القصص والتوجيهات للتشريع وتفصيل الهداية.

في قوله تعالى (هدى للمتقين) عدّى الهداية باللام وفي سورة الفاتحة عدّى فعل الهداية بنفسه (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) لم يقل إهدنا للصراط أو إلى الصراط. البعض يسال لماذا الصراط؟ الصراط يختلف عن الطريق فالصراط لا بد أن يكون الصراط سالكاً ولا بد أن لا يكون فيه صعوبة ولا بد أن يكون موصلاً وإلا ما يسمى صراط، ولا يكون فيه اعوجاج ولهذا قال الصراط وعرّفه ووصفه (المستقيم). قال (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) قالوا إن التعدية باللام أو التعدية بإلى أحياناً لا تشتمل إلا على إحدى أنواع الهداية إما هداية التوفيق أو هداية الإرشاد بينما إذا عُدّي بنفسه شمل الهدايتين جميعاً والمقصود هنا جميع الهدايات (إهدنا الصراط المستقيم) بهدايتك يا رب العالمين أو بهداية أحد المهم اهدنا الصراط المستقيم. الهداية هذه ما الذي يجعل الإنسان يضل عن الهداية؟ إما بسبب يأسه وقنوطه لأنه يقول أنا ضعت، وهذه يعالجها في اول سورة الفاتحة (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) يعرف أن له رباً رحيماً فيعود إلى الله سبحانه وتعالى وإلى الهداية. أو يكون بسبب الصحبة (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ) النبيين والصديقين. وقد يضل الإنسان بسبب الجهل (ولا الضالين) ضلّ بلا علم ولا يعرف الطريق الموصل إلى الله لكن (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) هذه الطريق الموصلة لذلك هي شافية وهادية وتفصيل هذه الهداية في سورة البقرة.

ما دلالة التعبير بلفظ الكتاب في أول السورة وما دلالة تكرار لفظ الكتاب في سورة البقرة؟

بالنظر السريع في بعض السور يكون هناك تمجيد للكتاب أو للقرآن في بداية السورة مرة يذكر الكتاب ومرة يذكر القرآن في أول السورة فالملحوظ أنه إذا بدأت السورة بالكتاب يكون لفظ الكتاب ورد في السورة أكثر من لفظ القرآن وإذا بدأت السورة بلفظ القرآن يكون القرآن ورد في السورة أكثر من الكتاب. سورة البقرة جاء فيها الكتاب ولم يقل القرآن لم يقل ذلك القرآن، السبب لأن المقام مقام بيان لفضيلة القرآن على سائر الكتب ومواطن المفاضلة لا يصلح أن يذكر فيها القرآن لأن القرآن إسم خاص وعلم على الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فلا يُذكر مع غيره. لكن عندما يقول (ذَلِكَ الْكِتَابُ) هو الذي يستحق إسم الكتاب من بين الكتب، هو الأعلى هو الأعظم هو المهيمن. الذي يستحق أن يسمى كتاباً من بين الكتب هو القرآن. نقول كتاب التوراة، كتاب الإنجيل، كتاب القرآن ثم يقال ذلك الكتاب، (ألم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ) ويمكن أن تقف عند كلمة الكتاب يعني هذا هو الكتاب لا غيره فالمقام هنا مقام موازنة يناسبها الكتاب. بعضهم ذكر أن كلمة كتاب تكررت في سورة البقرة حوالي أربعين مرة بينما ذكر القرآن مرة واحدة في آية الصيام. لعل السر في ذلك أن سورة البقرة ثلثها على الأقل كان للحديث عن بني إسرائيل واليهود وأهل الكتاب ولعل هذا من أحد أسباب ذكر الكتاب في السورة.

الله سبحانه وتعالى قال (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ) نفى عنه الريب ثم قال (هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) لو تأملنا السورة كلما مررنا على ذكر الكتاب ننظر للمنهج الذي معه، مثلاً ذكر أنه هدى مع المتقين وأنه لا ريب فيه والمطلوب تلاوته والمطلوب الإيمان به (أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ (121)) والهداية والحكم، لكن لو أخذنا الصنف الآخر الذين تعاملوا مع الكتاب بشكل آخر المخالفة (وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ (44))، الإعراض، التحريف له، الإيمان ببعضه وترك بعضه، والكفر به والنبذ وراء ظهورهم.

تحدثنا عن مناسبة السورة للسورة. نتحدث عن السورة نفسها بماذا ابتدأت وبماذا انتهت. وهي سورة طويلة جداً 286 آية. ومن الأشياء المساعدة على معرفة موضوعاتها مطلعها وإسمها ومقطعها ومبدأها، تعين على معرفة مواضيع السورة العامة. قرأنا أول مطلع للسورة وجدنا (ألم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ) بداية بهذه الحروف المقطعة التي لم يسبق للعرب أن كان عندهم مثل هذا النموذج كانوا يذكرون الحروف المقطعة في آخر البيت لكن ما كان عندهم أن يبدأ بها بحيث أن السامع ينتبه ويعرف المقصود من هذه الأشياء ولذلك من الأسرار والله أعلم أنها لتنبيه السامع لأهمية الشيء

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير