تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ذكرت الألوهية أولاً في (الحمد لله رب العالمين) الحديث عن ذكر لفظ الجلالة لا يدل بالضرورة على الألوهية لأن الكفار لما يُسألون من خلق السموات والأرض؟ يقولون الله، وهذا لا يعني أنهم آمنوا بألوهيته هم آمنوا بربوبيته فالحديث عن الربوبية وإن كان ذُكر لفظ الجلالة. وهنا أيضاً الآن المطلوب (اعبدوا) توحيد الألوهية، العبادة لكن استدل عليه بالربوبية (اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ) لماذا تعبدونه؟ لأنه خلقكم (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً) كلها ظواهر تؤيد أن الدعوة لتوحيد الألوهية يجب أن تكون محفوفة بتوحيد الربوبية إما قبلها أو في التعليل لها بل إن سورة الفاتحة ذكرت فيها النعم وسورة البقرة مليئة بالنعم وحتى قصة البقرة جاء الحديث عن ثمان أو تسع أو عشر من النعم التي أنعم الله بها على بني إسرائيل، أنجاهم من الغرق ومن آل فرعون وبعثهم بعد موتهم وأنزل عليهم المن والسلوى وظللهم ومع هذا لم يؤمنوا! ولذلك مدخل النعم على الإنسان من أهم الأشياء التي يعرف بها ربه ويعرف أنه مستخق للعبادة، إذا أنعم علينا إنسان نخجل منه وكيف نؤدي له فكيف برب العالمين. هذا مدخل يجب أن نستفيد منه، النعم كثيرة في السورة.

لماذا جاءت (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ) وفي الفاتحة جاءت بصغة الخطاب (إِيَّاكَ نَعْبُدُ)؟

أول خطاب ورد في سورة الفاتحة هو (إياك نعبد) ولكنه خطاب من المخلوق للخالق بينما في سورة البقرة هذا أول خطاب من الخالق للمخلوق هنا أمر وهناك (إياك نعبد) هنا أمر فالذي يريده الله منا أن نعبده لماذا نعبده؟ لأنه خلقنا وأعطانا وأوجدنا، ومما يؤيد قضية النعم الموضوع الأول هو دعوة الناس أجمعين إلى عبادة الله وهذه الآيات عددها خمس أو ست آيات (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ) هذه الآيات وما جاء بعدها اشتملت على المطلوب تماماً وهو لا تعبدوا إلا الله وآمنوا بكتابه وهذه مشكلة عن بني إسرائيل وعند غير بني إسرائيل والأمر الثالث تؤمنوا بالغيب وتتقوا العذاب الأليم وتأملوا بالجنة، لو أخذ الإنسان هذه الأشياء الثلاثة يحدا هي المحرك لحياته. ولذلك الموضوع الرئيسي الثاني في السورة هو بني إسرائيل استغرق تقريباً ما يزيد على مائة وثلاثين آية نصف السورة أو ثلثها، ذكر النصارى أيضاً لك ذكر التفصيل الكبير لليهود، لماذا يذكر التفصيل في سورة الموضوع الرابع فيها هو التشريع قرابة مائة آية مقابل التشريع يذكر ما فعله بني إسرائيل لأن التشريع فعل ضده بنو إسرائيل. فأنت ترى الآن ايها المسلم لما تأخذ تشريع الله والأوامر والنواهي ترى النتيجة لقوم قبلك ماذا فعلوا بها وما هي النتيجة التي وصلوا إليها وهي تطبيق عملي وحاله قبله.

الختام وهو آية واحدة التي هي (لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ (284)) هذا الأمر هو المحرك الأساسي لكل هذه التشريعات وهو مراقبة الله سبحانه وتعالى ولذلك هذه المواضيع الأربعة شملت الإيمان في الدعوة وشملت الإسلام تشريع وشملت الإحسان وهي الآية الأخيرة ففيها أركان الإيمان.

إتصال من الأخ نايف من السعودية:

المتأمل في سورة البقرة يستطيع أن يربط المواضيع بعضها ببعض مثلاً قصة جعل آدم خليفة في الأرض ذكر بعدها بني إسرائيل وعدم استحقاقهم للخلافة، وذكر حال هذه الأمة التي كانت أهلاً لهذه الخلافة في منتصف سورة البقرة قوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا (143)) كيف نربط بين أول السورة في تصنيف الناس إلى مؤمنين وكافرين ومنافقين بقصة جعل آدم خليفة؟

ذكر الأصناف الثلاثة والله أعلم في أول السورة لأن هؤلاء أصناف البشرية لا يخرجون عنها بعد ذلك جاء أمرهم بعبادة الله سبحانه وتعالى وبعد ذلك جاءت قصة آدم وبعد ذلك ذكر الخلافة في الأرض ولذلك قالت الملائكة (قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء (30)) هذا متصور من البشر ومن الناس. والسورة بكاملها توضح نماذج متعددة من الخلافة في الأرض، اليهود تولوا الخلافة في الأرض فأفسدوا وما ذكرته الملائكة وجد عندهم الإفساد وسفك الدماء حتى قتلوا الأنبياء، ومن النماذج الأخرى التي خلفت في الأرض وأعطت سورة حسنة إبراهيم عليه السلام وأيضاً وجدت تشريعات من خلال السورة لبيان المنهج الصحيح في عمارة الأرض فالسورة تبني منهجاً للخلافة في الأرض وتعطي نماذج.

ما هو السر البلاغي بالتعبير عن الجهاد بالقتال في سورة البقرة؟

سؤال الحلقة:

السؤال الأول:

في الجزء الأول آيتان أشارتا إلى ثلاثة براهين من براهين البعث بعد الموت:

الأول: خلق الناس

الثاني: خلق السموات والأرض

الثالث: إحياء الأرض بعد موتها

فما هما؟

ترسل الأجوبة على جوال البرنامج 00966532277111

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير