تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المذكور بعده. وفي أغلب السور يذكر القرآن بعد هذه الأحرف. وقد يكون فيه إشارة إلى هذا القرآن الذي نزل التحدي به من جنس لغتكم وكلامكم الذي تتكلمون به وأيضاً قد يقال الله أعلم بمراده فيها ومن الصعوبة الحكم بمعناها وإن كان فيها كلام كثير جداً. إذن هي بدأت بهذا الأمر ثم قال (ذَلِكَ الْكِتَابُ) أولاً التنويه بهذا الكتاب العظيم، ثم اختتمت السورة باثر هذا الكتاب، هذا الكتاب هدى للمتقين، أولاً لا ريب وهدى للمتقين وفي آخر السورة ذكر الله سبحانه وتعالى الصنف الذي استجاب (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ (285)) فحصيلة هذا الهدى وصفات المتقين المذكورة في بداية السورة وجدت كاملة في آخر السورة. إذا كان في أول السورة دعوة إلى الهدى والفلاح (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)) هؤلاء الذين أخذوا هذه الصفات وعِدوا في أول السورة بالفلاح وها هو يتحقق هذا الفلاح (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)) في آخر السورة وهذا التحقق له ثلاث درجات إما أن يكون الإنسان أخذ بكل هذا الأمر فحصل على الدرجة الأولى وهو الإيمان الكامل (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ) أو قد يكون اجتهد (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ (286)) عنده خطأ وعنده صواب وقد يكون أخطأ وخاف تأتي فيها الدعاء (وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) الدعاء للمخطئ أو المحسن المهم الإنسان بدأ بأوصاف المتقين في أول السورة ثم من خلال السورة حاول أن يعرف منهج الله وتحصّل في النهاية هذا الأمر فصار هناك ارتباط واضح بين مطلع السورة ونهايتها. (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) بعد أن ذكر الحكم الكبير من التشريعات إلا أنه برغم ذلك لا يكلف الله نفسا إلا وسعها فالإنسان يأخذ ما في وسعه.

موضوعات السورة:

نتحدث عن موضوعات السورة بشكل عام وهذه السورة من الصعوبة الإحاطة بكل موضوعاتها. لكن يمكن أن يكون هناك مدخل للآيات الأولى التي تحدثت عن الكتاب وتحدثت عن أصناف الناس الثلاثة أهل التقوى والكفار والمنافقون وهذا المدخل الأول للسورة.

القضية الرئيسية الأولى التي طرحت في السورة هي دعوة الناس أجمعين لعبادة الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (22)) هذا أول أمر في السورة وأول نداء وأول أمر جاء على صورة الخطاب بينما كل الآيات التي سبقت في سورة البقرة مع الأصناف الثلاثة كان بصيغة الغيبة تتحدث عن أهل التقوى والكفار والمنافقين ثم لما جاءت الدعوة إلى توحيد الله وإلى المقصد الأكبر ولذلك قد تكون هذه الآية من أهم مقاصد السورة وهي العبادة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير