تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لو دخلنا قليلاً في السورة نجد (وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ (3)) هنا الحقيقة قد يسأل أحد ما علاقة إذا خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى تزوجوا من النساء مثتى وثلاث ورباع؟ سبب النزول يوضح، وسؤال عروة بن الزبير لعائشة رضي الله عنها يوضح المسألة، عندما سألها عن هذه الآية قالت تلك اليتيمة تكون عند وليها اليتيمة بنت عمه أو قريبته عند وليها ويعجبه جمالها ومالها ولا يريد أن يقسط لها في المهر، يريد أن يتزوجها لكنه لا يريد أن يقسط في حقها، إذا خفتم ألا تقسطوا في اليتامى بإعطائهن المهور وإعطائهن ما يستحقن من المال كأي امرأة أخرى تحولوا عنها وانكحوا ما طاب لكم من النساء غيرها مثنى وثلاث ورباع، الصلة واضحة، رعاية لحقوق مستضعفة، هي امرأة وهي يتيمة وفي حجر هذا الولي والولي لا يريد أن يقسط فجاء التنبيه لرعاية هذا الحق (وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا (4)) الصداق هذا ملكها، يا ولي أمرها ليس لك أن تأخذ من صداقها إلا عن طيب نفسها لا فقط برضاها. عندنا نقطة مهمة جداً الأموال إذا كان هناك عِوض بيع وشراء يكفي هنا تراضي قد أبيع شيئاً لا تطيب نفسي له لكن للحاجة يضطر أحد لبيع بيت أبيه أو أجداده الذي توارثه وله ذكريات ومهد الطفولة ولكن لضرورة مادية ولضيق ذات اليد أراد أن يبيع هذا البيت، هذا يبيعه برضى ويصح للشاري أن ينتفع به والبائع لا تطيب نفسه بهذا البيع ولكن البيع صحيح، لكن إذا كان المال لا يعوض بعوض لا بد فيه من طيب النفس طيب النفس شيء والتراضي شيء. المرأة لا يجوز لولي أمرها ولا لزوجها أن يأخذ من مهرها شيئاً إلا بطيب نفسها (فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا) إذا ما طابت نفسها بهذا المال لا يجوز للولي ولا للزوج أن يأخذوا منه شيئاً، غاية الرعاية لحق هذه المرأة.

خطوة أخرى في قضية (وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى (6)) لا يجوز أن تعطي اليتيم إذا كنت مشرفاً على يتيم ولي أمره وصياً على ماله لا تعطيه المال إلا بعد اختباره وصلاحيته أن يتصرف بماله ماله (حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ) وكل هذا رعاية لحقه (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (5)) نسب المال إلى الولي لأنه عليه أن يحرص عليه كأنه ماله.

ولفتة لغوية في قوله (وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا) (في) ما قال ارزقوهم منه، ارزقوا اليتامى في المال يعني اجعلوا المال ظرفاً لرزقهم تنفقون على كسوتهم وطعامهم قال العلماء بمعنى أن يشغِّل مال اليتيم فلا يقتطع منه شيئاً وإنما يطعمه ويكسوه من أرباح هذا المال حتى لا ينقص منه شيء. بينما في الآية اللاحقة (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (8)) هؤلاء حضروا قسمة المال ونفوسهم متعلقة بهذا فتحتاج أن تقتطع من هذا المال لتعطيهم جاء (منه) بينما الأولى (في) اجعلوا المال ظرفاً حتى لا ينقص منه شيء.

تحدثنا عن مناسبة بين أول السورة وآخرها فهل هناك مناسبات أخرى في السورة؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير