تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. مسلم: الشيخ مناع القطان أهديته كتاب في المواريث فنظر إليّ قال أنت تدرس التفسير ما علاقتك بالموارث؟ فقلت أخذته هواية من شيخي محمد نجيب خياطة في حلب وأنا في المرحلة الثانوية الشرعية فأحببت هذا العلم حباً كبيراً فنميّته ثم كتبت فيه ومن تخرجي من كلية الشريعة وأنا أدرس حلقة علمية في علم المواريث لم أتركها إلى الآن وكل سنة أعمل دورة وعندي خرّيجين في هذا العلم.

إذن هذه الآيات في سورة النساء هي عمدة الفن وهي تتعلق بقضية كل أسباب النزول تدل على أن قضية النساء ورعاية حقوقهن كان هو سبب نزول هذه الآيات في علم المواريث كلها.

في مقطع آخر أيضاً انتصار للمرأة وكانت المرأة كما هو معروف في الجاهلية إذا مات زوجها وعنده أبناء كبار من غير هذه المرأة يأتون يرثون زوجة أبيهم كمتاع وإذا أراد أحدهم أن يتزوج بها أخذ امرأة ابيه تزوجها وإذا ما أراد عضلها حبسها عن الزواج إما تفدي نفسها بمال أو يزوجها وهو يأخذ المال يعني من جملة المتاع (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ (19)) لا يجوز لا قضية جعلها إرثاً مثل المتاع ولا عضلها عن الزواج فهي حرة في نفسها فجاء (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً (22)) هذا نهي.

هل كان العرب كلهم يصنعون ذلك أو بعض القبائل؟ الذين لا يعملون لا يستهجنون ولا ينكرون على ذلك، كثير من القبائل عندهم أعراف وما عندهم تشريعات مدونة لكن الأعراف القبلية هي السائدة لا تمنع هذا الشيء.

لفتة مهمة أخرى: في سياق المحرمات من النساء (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (23) وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء (24)) جاء والمحصنات من النساء ثم جاء التعقيب عليها (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ (25)) اللفتة هنا ما استطعنا أن نتزوج الحرّة المعروفة وخشي على نفسه العنت والشدة والوقوع في المعصية والزنا والعياذ بالله فأبيح له أن يتزوج من الفتاة الأمة التي هي رقيقة مملوكة لغيره وليس له وهذه طبقة من الطبقات الاجتماعية، ضعف النساء، هذه امرأة ومملوكة ولغير هذا الشخص وهو يريد أن يتزوجها عبّر القرآن الكريم تعبيرات في غاية الجمال وفي غاية اللطف وإشعار هذه الأمة بإنسانيتها وكرامتها، هي أمة أقل من خادمة، الخادمة لها حرية ولها رأي لكن هذه أمة مملوكة وفي نفس الوقت ليس لها تلك القيمة انظر تكريم الله سبحانه وتعالى لها!. أولاً تسميتها بالفتيات (فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ) ما قال إمائكم أو عبدتكم، والرسول صلى الله عليه وسلم أدّب فقال "لا تقولوا أمتي وعبدي وإنما فتاي" هذا نوع من التكريم إشعارها أن لها قيمة. (فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) هؤلاء بشر مثلكم وقد تكون هذه الأمَة أفضل بكثير من الطغاة المتكبرين المتجبرين كلكم لآدم وآدم من تراب، فهذه ظروفها الاجتماعية جعلتها في هذه المكانة ليس معنى ذلك أن تترفع عليها وتستهين بها وتحقّرها. الثالثة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير