تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

السورة تتكلم عن قضية التوحيد والعقيدة الصحيحة ومعلوم أن العقيدة الصحيحة منهج واحد وصراط واحد وهذا ما قررته آيات الوصايا العشر التي نزلت في كل الشرائع (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) الأنعام) قال الله تعالى بعدها بقليل في آخر السورة (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) فالذين خالفوا أمر الله لأن الله أمر باتباع المنهج الصحيح والصراط المستقيم والصراط المستقيم هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكل ما خالفه فهو ضلال، هذا الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم ما كان على ما أنا عليه واصحابي فهو الذي ينجو من النار، قال الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) النبي صلى الله عليه وسلم بريء منهم وطريقهم في ضلال هذا يدل على أنهم في انحراف ولا يجوز لأحد أن يتبعهم فقد تبرأ منهم النبي صلى الله عليه وسلم.

إتصال من الأخ أبو محمد من السعودية:

بالنسبة لقوله تعالى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) محمد) هل قاطع الرحم يشمله هذا اللعن أم لا بد أن يشكل التولي والإفساد وقطع الرحم جميعاً؟

الآية أحياناً نحن ننظر إلى قطيعة الرحم فقط لأننا نتحدث عنها لكن هي مرتبطة بأولها (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) محمد)، قطيعة الرحم مظهر من مظاهر التولي عن الدين، إن توليتم عن الدين وأعرضتم عنه تعودون إلى ما كان عليه أهل الجاهلية من فساد في الأرض وقطيعة الرحم فهذا يبين قبل أن نذكر حكم قطيعة الرحم ولا شك أنها كبيرة ولا يدخل الجنة قاطع وقد ورد اللعن والإثم الكبير لقاطع الرحم لكنه مظهر من مظاهر التولي عن الدين فقاطع الرحم ما قطع رحمه إلا وهو متخلٍ عن دينه، لو كان متمسكاً بدينه ما قطع رحمه، (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ) لكل هؤلاء لكل من اتصف بهذه الأوصاف التولي عن الدين والإعراض عنه والإفساد في الأرض وقطع الرحم وكل واحد من هذه الذنوب يوجب اللعن لصاحبه.

إتصال من الأخ أبو عبد الرحمن البرازيلي

أول مرة قرأت القرآن الكريم بنسخة مترجمة وصلت إلى هذه الآية فدخلت في الإسلام، (فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ (90)) لما قرأتها اقتنعت أن هذا القرآن هو دين الأنبياء.

هذه الآيات تؤثر في الناس كلهم وليس فقط في قريش. (فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ) دليل على قضية كبرى وهي أن قضية الدين ليس فيها ناس لهم مكانة يستحقون الإكرام فأعطوا، الدين يشرف به الإنسان فمن ترك الدين فلا قيمة له ويؤخذ هذا الدين ويعطي لغيره ويوكل بها غيره. هذه الآية جاءت بعد ذكر ما يقارب 18 نبياً قال (فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ) الذين أوحينا إليهم وهم الدعاة إلى التوحيد أو (فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء) كفار قريش المشركون فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين فقضية التوحيد وما دعا إليه الأنبياء لا يؤتبط بأحد لقربه من نبي لمكانة أو جنس وإنما هو شرف يشرف الله به من حمله.

إتصال من الأخ علي من السعودية:

(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة) لم ترد فيها (قل) كما جاءت مع باقي الآيات التي فيها (يسألونك) فلماذا؟

لأن القرب لا يحتاج (قل) لأنها في الدعاء (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) من قربه عز وجل أنه لا يحتاج إلى واسطة لا تحتاج يا محمد أن تقول (قل) فهو من مناسبة قرب اللفظ للمعنى لما كان الحديث عن قرب الله ناسب أن لا تذكر (قل) لأن (قل) واسطة في إيصال الخبر ولكن لقربه لا يحتاج واسطة.

سؤال الحلقة:

عن عائشة رضي الله عنها قالت من حدثك أن محمداً صلى الله عليه وسلم كتم شيئاً مما أُنزل عليه فقد كذب والله يقول .. فأي آية من آيات الجزء السادس التي ذكرتها رضي الله عنها؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير