تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن: حتى معنى اليقين في اللغة يؤكد هذا المعنى. العرب تقول يقن الماء إذا اطمأن في بطون الأودية بعد المطر فإذا استقر الماء في بطون الأودية واستقر قالوا بطن. فكذلك العقيدة إذا ثبتت في نفس الإنسان واستقرت ورسخت تستطيع أن تدافع عنها وأنا أؤكد على كلامك كثير من الإخوان يدخلون حوارات على الانترنت وهم لا يملكون الأدوات للحوار وكثير منهم يراسلني ويستشير في هذا فأقول له إبدأ في نفسك وتعلم فيقول الوقت أضيق من أن أتعلم فأنقل الكلام من مواقع موثوقة.

هذه قضية مهمة جداً خاصة في هذا الزمن الذي يتقاربت فيه المعلومات كل يستطيع أن يتلقى ويحاور فأحث كل من له عناية بالدعوة إلى الله أن يهتم في بناء نفسه وإلا فهو في عافية لأن مسألة الدين مسألة كبيرة (الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147) البقرة) (قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي (57)) حتى لو جادلتم فأنا على بينة فلن أشك في حال من الأحوال.

ثم جاء الحوار بين إبراهيم عليه السلام وقومه (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي (76)) هذا على التنزل هو يريد أن يفهمهم على سبيل التنزل ولم يشك إبراهيم لأن بعض الناس يقولون شك وما كان من الشاكّين وإنما هذا أسلوب من أساليب الإقناع فهو يريد أن يبين لهم كما بين لهم في قصة كسر الأصنام، يريد أن يبين لهم الحق، (فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) أفل أي غاب، (فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ (80)) هو على يقين فلن يتأثر ثم بدأ بحوار معهم ثم ذكر تعالى (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83))

هل هناك رابطة بين سورة الأنعام وسورة المائدة

هناك مناسبات والقرآن كما هو معلوم أن القرآن مترابط من أوله إلى آخره وإن اقتضت الحكمة أن ينزل متفرقاً لكنه فيه مناسبات ذكرها العلماء. المناسبات مبنية على الاجتهادات والنظر لا يمكن الجزم بها بشيء لكنه اجتهاد قد يصيب وقد يخطئ، والعلماء ذكروا مناسبات منها آخر سورة المائدة (لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)) وهذا إجمال أخبر الله أن له ملك السموات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير فجاء تفصيل هذا الإجمال في سورة الأنعام فبيّن الله عز وجل أنه هو الخالق والخالق هو الذي يملك وكل ما فيهن ملك له وتحت تصرفه، فما ذكر في الأنعام إجمال لما ذكر في المائدة. وهناك نوع من التناسب في الموضوع ذكرت في المائدة الأنعام وبعض الضلالات فيها (مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ (103)) وذكر في الأنعام كذلك تفاصيل بعض ضلالات المشركين في الأنعام ولكن بشكل أوسع. وبعضهم ذكر مناسبة بين الخاتمة في قوله تعالى (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) المائدة) بيّن الله عز وجل في سورة الأنعام شيئاً مما يتعلق باليوم الآخر وتفضيل الجزاء فهناك نوع من التناسب بين الأنعام والمائدة.

(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (159) الأنعام) هل له علاقة وربط بالسورة؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير