تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138)) ماذا تنتظر من أناس بلغوا هذا السوء؟! لا تزال النعمة حاضرة وهم الآن نجاهم الله (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَآئِيلَ الْبَحْرَ) وهذا يدل على أن السوء متأصل فيهم وأنهم في الغالب لا يخرجون عن هذه الصفات التي جبلوا عليها من السوء والكفران وهذه الآية فيها إشارة إلى قضية كبرى تتعلق بالخطأ في العقيدة (قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) فسبب الوقوع في هذه المخازي والضلالات هو الجهل فكل بدعة وكل ضلالة إنما هي بسبب الجهل بالله أولاً لأن العلم علمان علمٌ بالله وعلمٌ بأمر الله.

إتصال من أبو مجاهد من السعودية:

وجدت لفتة بلاغية في القرآن لعل لها وجه معجز وأتمنى تعليقكم، تأملت في أسماء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فوجدت أن جميع اسمائهم تتكون من حروف علّة أو من مدود الألف والوا والياء (نوح، لوط، صالح، هود، إبراهيم) ما عدا إسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فكأن تلك الأسماء التي سبقت محمد صلى الله عليه وسلم امتداد بعضها لبعض حتى وصلت إلى إسم سيدنا محمد الذي ليس فيه مد فكأنه خاتم للأنبياء جميعاً. وكذلك من جهة أخرى أسماء الطغاة وأهل الشر جميع حروف أسمائهم فيها مدود إشارة إلى هؤلاء الطغاة وأهل الشر باقون إلى قيام الساعة. هل هذه صحيحة أم لا؟

أولاً يُشكر الأخ على تأمله واستنباطه وإعمال الذهن والاستنباط في القرآن له فائدة ويخرج الإنسان منه بثمرات كثيرة. القضية الثانية أن سؤاله يدخل تحت جانب لغوي بلاغي وهو ارتباط اللفظ بالمعنى، الألفاظ لها دلائل معينة والأسماء لها دلائل معينة ولا شك في هذا وهذه تكلم عنها الإمام إبن القيم في عدة مواضع سواء في تحفة المودود لما تكلم عن اثر التسمية على المولود وتكلم في عدة مواضع وإمام هذا الباب إبن جنّي في كتابه الخصائص لما تكلم عن ارتباط الألفاظ بالمعاني فلا شك أن هذا مسلك من المسالك اللطيفة التي لا يحسنها كل أحد وفيها دلالات معينة تحتاج إلى تأمل طويل وأنا لم أقف معها حتى أصوّب أو أخطّئ ولعل الأخ يثري هذا ببحث أطول.

د. عبد الرحمن: هناك لفتة ينبغي أن يلتفت إليها الأخ أبو مجاهد هي أن أسماء الأنبياء السابقين كثير منها أسماء أعجمية عندما عُرِّبت جاءت فيها هذه الحروف لكن هل يمكن استنباط هذا أو لا؟

إتصال من الأخ أحمد من السعودية:

الآية في سورة آل عمران (وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)) لو كان المقصود بهم اليهود أو أهل الكتاب الذين آمنوا بالله ورسوله ودخلوا في مسمى المؤمنين لما قال (وما يفعلوا) ولقال (ما فعلوا من خير) في الماضي لأنهم الآن في المستقبل أو الحاضر لا يقبل منهم إلا الإسلام فلماذا جاء التعبير بالفعل المضارع (ومن يفعلوا من خير فلن يكفروه)؟

الذي يظهر والله أعلم، السياق في الآية يدل على أنهم طائفة من أهل الكتاب آمنوا وحققوا الإيمان والمؤمنون من أهل الكتاب على نوعين منهم من آمن قبل محمد عليه الصلاة والسلام وكان محققاً لما في وُصِف به في الآيات (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)) وطائفة منهم آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد مجيئه وهم مؤمنات أهل الكتب فهؤلاء لهم الأجر مرتين. (وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ) واضح أن الضمير يعود على السابقين المذكورين في الآيات فهم طائفة من أهل الكتاب آمنوا فقال الله (وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ) وما يظهر أن (وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ) لا بد أن يكون فعلوا من خير في الماضي لأن (وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ) يصلح أن يكون في المضي.

د. عبد الرحمن: ألا يدخل فيها معنى آخر قد يجيب على سؤال الأخ أحمد وهو أن اليهود والنصارى يجازيهم الله تعالى على أعمالهم الحسنة من بر ومعروف وإغاثة ملهوف في الدنيا

حتى في الآخرة من آمن منهم. وهذه قضية يلفت إليها القرآن في مواضع، لما ذمّ الله اليهود في سورة البقرة (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (61)) يظن الظانّ أنهم كلهم هكذا ولكن قال تعالى بعدها (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62)) فالحكم ينبغي أن يكون بعدل فليس كل أهل الكتاب السابقون كفروا بل منهم من آمن وله جزاؤه في الدنيا والآخرة.

سؤال الحلقة

في الجزء السابع آية عدّ العلماء مطلعها من الأمثال المرسلة وقال ابن عباس رضي الله عنه في معناه لكل خبر وقوع ولو بعد حين فما هي الآية؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير