تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا هو السر الإلهي في هذا الأمر؟ نعلم أن غزوة بدر جاءت مفاجئة، الرسول صلى الله عليه وسلم تربص قبل أشهر بعير قريش وهي خارجة إلى بلاد الشام ولكن فاتته القافلة فمضى فوضع العيون لكي ينتظروا عودة القافلة من بلاد الشام إلى مكة فجاء الخبر مفاجئاً أن أبا سفيان يرجع بالقافلة وهو في مكان كذا وكذا فقال الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة من كان ظهره حاضراً فليركب معنا لم ينتظر وكان من عادة الرسول في الغزوات أن يعقد اللواء ثم يأمر قائد الجيش بالانتظار في مكان كذا حتى يتجهز الناس ثم يتنظر يومين ثلاثة أكثر حتى يكتمل العدد والعدة ويستعدوا ويخرجوا. في هذه الغزوة جاء الخبر من كان ظهره حاضراً فليركب، ولم ينتظر حتى لا تفوت القافلة. ولذلك الصحابة رضوا الله عليهم عندما أُخبروا بأن القافلة فاتت وأن جيش قريش أقبل ترددوا كثيراً قالوا يا رسول الله ما استعدينا للمعركة (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ (7)) غير ذات الشوكة يعني القافلة ليس فيها سلاح كافي أما النفير استعدوا بكل قوتهم وعتادهم وخرجوا لحماية القافلة للدفاع عنها فالصحابة فوجئوا ولكن (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8)) الله سبحانه وتعالى له حكمة في ذلك. عندما سيقوا هكذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم أبشروا بعدما سمع كلمات رائعة من المقداد بن عمر ومن سعد بن معاذ وغيره من الصحابة تشجع وقال أبشروا، دخلوا المعركة وهم عندهم هذه الخلفية وما استعدوا للمعركة، الله سبحانه وتعالى أنزل المدد والخوارق الكثيرة ولذلك جاءت افتتاحية السورة والتركيز على الخوارق في هذه المعركة بالذات وإنزال الملائكة يقول العلماء نزلت الملائكة في معارك كثيرة ولكنها لم تقاتل إلا في بدر. بعدما انتهت المعركة عندما جمعوا الغنائم اختلف الصحابة في قسمة الغنائم ثلاثة أقسام أناس لاحقوا المشركين الجيش المنهزم وأناس يجمعون الغنائم من أرض المعركة وأناس كانوا يحرسون الرسول صلى الله عليه وسلم خوفاً من كرّ الأعداء عليه اختلفت آراؤهم كيف نقسم من أولى بالغنائم وكل طائفة يقولون نحن أولى والله عاتبهم (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (1)) الله نصركم هذا النصر المؤزر في هذه المعركة لم تكونوا مستعدين لها وبعد ذلك تختلفون على الغنائم والأموال! كان عليكم أن تترفعوا ععن هذا. الأمر الثاني كأن الآيات تقلل من قيمة المقاتلين مع أنهم بذلوا جهوداً كبيرة وشجاعة نادرة لكن الآيات الكريمة (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)) (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ) إنزال المطر عليهم (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ) (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى (17)) إبراز للخوارق والمعجزات في هذه المعركة وتقليل لدورهم ها ما يسميه بعض العلماء التوازن التربوي في بدر قلة انتصرت على كثرة بينما نجد في أحد بعدما خرجوا النفوس مكلومة حزينة تأتي المواساة لهؤلاء لو أنه أنبهم على مخالفة أمر رسول الله زكيف وقعت الهزيمة في أحد النفوس متألمة فتأتي الآيات ترفع من معنوياتهم (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ (140) آل عمران) اصبروا لكم الأيام، الأيام أمامكم هذه معركة خسرتموها لكن ما خسرتم كل شيء، أما في بدر قلة يُخشى عليها أن يأخذهم الغرور الكبر والعجب بالنفس فتقلل من دورهم هذا الأسلوب القرآني في المجال التربوي في مجال النصر يخشى أن تأخذهم العزة والعجب فيقلل من شأن دورهم وتبرز قضية الخوارق والمعجزات بينما هناك في أحد والمواطن الأخرى عندما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير