تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يكون هناك هزيمة ترفع من معنوياتهم. ولذلك (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ) نقطة الضعف التي كانت عندهم واختلفت آراؤهم فيها واختلفت النفوس على تقسيم الغنائم وسحبها منهم (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ (1)) ثم جاءت الآيات (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ (41)) فجاء التقسيم الشرعي للغنائم بعد أن هدأت النفوس وسحبت منهم ولقنوا درساً بأن يترفعوا عن مثل هذا الأمر.

د. عبد الرحمن: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ) لم يجب عن هذا السؤال إلا في الآية 41؟

لو أنها جاءت مباشرة صار سؤالاً عادياً ولم يعد فيه الجانب التربوي المؤثر، في المرحلة الأول سحبت منهم اتركوا الأمر لله ورسوله ليس لكم شأن، لا تختلفوا على الأنفال، ترفّعوا عن هذا الشيء، تركهم فترة إلى أن أعادوا النظر في موقفهم ما كان ينبغي أن يحصل منهم ذلك ورأوا أنه فعلاً هذا الشيء ما كان ينبغي وفضل الله عظيم وهذا النصر العظيم حقق الله لهم هذا النصر، بعد ذلك بعد فترة عندما جاء تقسيم الغنائم أخذ دوره التشريعي في التقسيم بشكل بسيط عادي (فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)

محور سورة الأنفال:

محور السورة كله غزوة بدر ذكرت بعض الوقائع في غزوة بدر ماذا جرى ووصف حال الصحابة رضوان الله عليهم ووصف حال الجيش المشرك. لنأخذ اللقطات من هذا الأمر: الرسول صلى الله عليه وسلم قيادة واحدة الصحابة كلهم حريصون على تنفيذ هذه الأوامر بمجرد قال ننزل هنا نزلوا ولكن لما جاء بن حباب قال أهذا منزل أنزلك الله إياه ليس لنا أن نتقدم أو نتأخر عنه أم هو الحرب والمكيدة؟ قال هو الحرب والميدة قال إذن هذا ليس بمنزل، ننزل على الآبار التي فيها المياه ونغوّر الآبار الأخرى فنشرب ولا يشرب عدونا، المنطقة الاستراتيجية فكلهم تحولوا إليها، كلهم يأتمرون بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم القيادة واحدة الأوامر واحدة النفوس كلها مشدودة للقاء ربها لتقديم الجهد. بينما صف المشركين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس عندما وصل الخبر إلى أبي جهل وزعماء قريش أرسل أبو سفيان بعدما تجاوز بالقافلة ونجا أرسل إليهم قال نجت قافلتكم فارجعوا فقال أبو جهل لا والله لا نرجع حتى نرد ماء بدر وننحر الجزور ونطعم الطعام ونشرب الخمور وتضرب القيان على رؤوسنا وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا إمضوا إلى بدر، ما رجع! رئاء الناس والبطر والعجب! صاحِبهم استشار الشيطان تمثل في صورة سراقة ابن مالك الجعشمي فقال لأبي جهل وقومه (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ (48)) لا تخافوا من القبائل التي حولكم إمضوا في سبيلكم وجهوا أنظاركم وهمتكم إلى محمد (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48)) لما رأى الملائكة ورأى جبريل نكص وهرب إلى أن ألقى بنفسه في البحر. القيادة المختلفة عتبة بن ربيعة وشيبة قالوا يا أبا جهل نعود لا شأن لنا مهما كان هؤلاء أبناء عمنا هؤلاء أقرباؤنا يعني دع للصلح مجالاً فقال والله لا نعود فقال لعتبة أتريد أن ترجع خوفاً على ابنك لأنه مع محمد فقال أنا الذي أخاف وأنا الذي أخشى اللقاء وسبّه سباً قبيحاً القيادة مختلفة والآراء متشعبة والبطر والرئاء ولذلك كل هذه اللقطات عندما تعرضها السورة تجد بوناً شاسعاً أناس مخلصون لله سبحانه وتعالى يقودهم الرسول مستشارهم جبريل وأناس قائدهم أبو جهل البطر الأشر المتكبر والشيطان يستشيره.

د. عبد الرحمن: حسان بن ثابت قال:

وبيوم بدر إذ يقود لواءنا جبريل تحت لوائنا ومحمد

الخوارق التي وقعت في قصة بدر:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير