تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الخارقة الأولى التي ذكرت في بداية السورة (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)) الرسول الله صلى الله عليه وسلم أشار عليه سعد بن معاذ وغيره قال يا رسول الله نحن خرجنا بشكل مفاجئ وما استعدينا لهذه المعركة وتركنا في المدينة أناساً لا يقل حبهم لك عن حبنا لك فهلا بنينا لك عريشاً على تلة مطلة على أرض المعركة إن نصرنا الله سبحانه وتعالى كان الذي نريد وإن كانت الأخرى ركبتَ ورجعت إلى المدينة حتى تأتي بالناس لكي تعد العدّة مرة ثانية وتحارب القوم، الرسول صلى الله عليه وسلم كان عندما يستشير الصحابة ويجد رأياً مناسباً يأنس به فلما صف الجنود ووقف في العريش دعا ربه والتجأ إلى ربه اللهم نصرك الذي وعدتنيه، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد على الأرض حتى من شدة تعلقه بالله ورجائه سقط رداؤه عن كتفه وهو لا يشعر فجاء أبو بكر وأعاد الرداء على كتف الرسول صلى الله عليه وسلم وقال ابو بكر بعض مناشدتك ربك الله سيتسجيب لك دعاءك لأن القلب إذا تعلق بالله سبحانه لن يخيبه فما بالك برسول الله؟ أتعب نفسه في الدعاء والإلحاح. بعدها بقليل قال يا أبو بكر أبشِر جاء النصر هذا جبريل يقود لجام فرسه، فنزلت الملائكة بعضهم يمشي أمام الصحابة يشجعونهم أبشروا أنتم المنصورون وأناس يكثرون سواد المسلمين في أعين الأعداء وأناس يقاتلون حتى بعض الصحابة يقول كنا نعرف قتيل الملائكة من قتيل المؤمنين.

د. عبد الرحمن: سورة الأنفال مدنية التي نزلت في السنة الثانية للهجرة. كنا نتحدث عن الخوارق في هذه المعركة وذكرتم أن هذه المعركة الوحيدة التي شارك فيها الملائكة بالقتال

ولذا كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون كنا نعرف قتيل الملائكة من قتيل المسلمين، كان لا يظهر على قتيل الملائكة لا دماء ولا جروح وإنما لسعة كلسعة الصوت خطّ كأنها صدمة كهربائية من غير أن يُجرح بينما قتيل المسلمين إما طعنة رمح أو ضربة سيف وعليه جروح فكانوا يعرفون هذا الشيء بين القتلى.

الخارقة الثانية قضية (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ (11)) وقال العلماء في كل موقف فيه شدة وفيه بأس وفيه خوف وأصيب الناس بالنعاس فهذا دليل على الأَمَنة وعلى النتائج الجيدة بعد هذه الأزمة وإنه من رحمة الله سبحانه وتعالى ولذلك في أكثر من غزوة في بدر وفي أحد لما نزلت بهم الغموم والهموم بعد الهزيمة قال أحد الصحابة كنا نمشي والسيوف تسقط من أيدينا من النعاس فالنعاس في مواطن الشدة رحمة من الله تعالى وأمن وأمان أما في مواطن العلم فهو غير مرغوب فيه.

بعد ذلك قضية إنزال المطر كان في وقت فيها عدة عوامل: أولاً بعض الصحابة أصابتهم الجنابة فالشيطان يوسوس لهم أنتم تزعمون أنكم مسلمون وأنكم أصحاب رسول الله وتجاهدون في سبيل الله وتصلون وأنتم جنب وسوس في نفوسهم. والأمر الثاني كان هناك قلة مياه حتى للاستعمال والشرب، والأمر الثالث الأرض الرملية يتحركون عليها فأنزل الله سبحانه وتعالى في ليلتها مطراً أذهب الوسواس عن قلوبهم ولبدت الأرض الرملية من تحت أقدامهم فثبتت الأقدام وأخذوا كفايتهم للشرب والوضوء وغير ذلك بينما كان نفس المطر وبالاً على المشركين لأن الأرض كانت طينية فصاروا لا يستطيعون التحرك كما ينبغي فهذه كانت خارقة، بعض الأشياء عندما تحدث والإنسان في أزمة يدرك تأييد الله سبحانه وتعالى في هذا فتدخل الطمأنينة إلى القلوب (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ (11)) كل هذه كانت نتيجة نزول المطر في هذا الموقع. المقصود بتثبيت الأقدام هنا تثبيت الأقدام الحقيقي على الرمال. واطمئنان القلب بأن الله يؤيدهم لا يتركهم في هذا المأزق وفي هذه الأزمة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير