تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لأنها بعثرت أخبارهم وهتكت استارهم. وأيضاً من أسمائها المثيرة، ومن أسمائها المدمدمة لأنها دمدمت العرب في قلوب المنافقين. وأيضاً المشددة لأنها قست عليهم وفضحتهم وخوفتهم عقوبة الله عز وجل إن لم يتوبوا وينيبوا. ومن أسمائها البَحوث لأنها بحثت في أحوالهم وأمورهم وأيضاً العذاب ومن أسمائها السيف لأن فيها آية السيف على قول بعض المفسرين وتكرر فيها الأمر بالجهاد، بمحاربتهم (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ (73)) فهذه كلها أسماء لسورة التوبة وكلها تدور في هذا الفلك. ويسميها بعض العلماء بالغزوتين لأنها اشتملت على الحديث على غزوة حنين وتبوك، في سورة الأنفال في غزوة بدر وفي الأحزاب عن غزوة الأحزاب أما التوبة فاشتملت على غزوتين غزوة حنين وغزوة تبوك فسميت بسورة الغزوتين.

د. عبد الرحمن: المناسبة بينها بين سورة الأنفال وسورة التوبة؟ ولماذا البسملة غير موجودة في سورة التوبة؟

علم المناسبات بعضها واضحة وصريحة وبعضها فيها تكلّف وبعضها وسط بينهما لكن بالذات سورة الأنفال وسورة التوبة تناسب عجيب. أولاً سورة الأنفال الحديث فيها عن منهج المؤمنين وذكر صفاتهم والجهاد في سبيل الله والتوجيهات وسورة التوبة أيضاً هي كالشارحة كالمبينة لسورة الأنفال فإنها قد بينت جزاء من أعرض عن منهج الله وبيان صفات هؤلاء المعرضين من المنافقين والكفار وبيان عقوبتهم وبيان صفاتهم ولها ارتباط وثيق بسورة الأنفال ومثل هذا سورة الفيل وقريش بينهما ارتباط من نجاة الله عز وجل لقريش من أصحاب الفيل أن الله أنعم عليهم برحلتي الصيف والشتاء بعض السور بينها تقارب ومناسبة قوية. وأقوى مناسبة هي المناسبة بين هاتين السورتين سورة الأنفال وسورة التوبة. وهذا يقودنا للحديث عن سبب عدم ورود البسملة بينهما؟ الأقوال في ذلك كثيرة وأقوى هذه الأقوال قولان: أما القول الأول فهو الأثر المشهور الذي رواه الإمام أحمد وابن ماجة وأبو داوود والترمذي وجماعة من أهل العلم أن ابن عباس رضي الله عنهما سأل عثمان رضي الله عنه ما الذي جعلكم لم تكتبوا سطر بسم الله الرحمن الرحيم؟ يعني بين سورة الأنفال والتوبة، قال له عثمان رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي عليه الزمان وتتنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه شيء دعا بعض من يكتب ويقول فيقول ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت الأنفال من أول من نزل في المدينة وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً ثم قال وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبيّن لنا أنها منها، فهذا قول يرى أنها لقوة تلاحمها وهو لا يدري هل هي مفصولة منها أم لا فتركوا البسملة لأنه جاء في الحديث الآخر أنهم كانوا يعرفون بداية السورة ببسم الله الرحمن الرحيم، هذا قول. هناك قول ثاني أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما ولكنه ليس بصحة الإسناد مثل الحديث الأول، أن ابن عباس رضي الله عنهما سأل علياً رضي الله عنه لم لم تكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم؟ فقال علي رضي الله عنه قال إنها سورة براءة وعقوبة وتبرؤ فكيف يناسب أن تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم؟ هذان قولان والعلم عند الله عز وجل والمسأله اجتهادية وليس هناك نص عن المعصوم صلى الله عليه وسلم ولكن الذي يجب أن نعتقده وأن نقف عنده أنه هكذا كتب في عهد الصحابة وارتضوه في عهد عثمان رضي الله عنه على هذا الترتيب وعلى هذا الصنيع فلا يجوز فلإنسان أن يضع الآن بسم الله الرحمن الرحيم أو يشاق أو يعاند فيجب أن نحترم هذا الجمع الذي اجتمعت عليه الأمة من عهد عثمان رضي الله عنه إلى أن نلقى الله عز وجل.

د. عبد الرحمن: الحديث الذي أشرت إليه بين ابن عباس وعثمان رضي الله عنهم فيه إشارة أن الصحابة كانوا يلاحظون المناسبات بين السور، قال (قصتها شبيهة بقصتها) ثم دعاهم إلى هذا العمل.

أنهم لم يكتبوا فيها سطر "بسم الله الرحمن الرحيم"

محاور سورة التوبة

د. عبد الرحمن: ذكرتم أن السورة تتحدث عن بيان المنهج الذي إرتضاه المعرضين من المنافقين والمشركين، دعنا نأخذ محاور السورة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير