أنا أعتمد بعد الله عز وجل على جهد المشايخ من كتب في هذا فمن كتب جزاهم الله كل خير اجتهدوا في تحديد مقاطع السورة وإن كان هذا يحتاج إلى جهد كبير قد تختلف في وجهات النظر فبعضهم يجعلها ستة مقاطع بعضهم يجعلها عشرة من باب التفصيل وبعضهم يضمها ويجعلها أربعة ولكن فيما أرى والله أعلم أنها تنقسم إلى ستة مقاطع:
المقطع الأول من الآية 1 إلى الآية 24، هذا نبذ عهود الكفار إليهم وأنهم لا يرقبون في أحد من المؤمنين إلا ولا ذمة وبيان كيفية التعامل معهم.
المقطع الثاني من الآية 25 إلى الآية 27 وهذا في غزوة حنين وما يرتبط بها، بيان حال المؤمنين وما اعقبهم الله عز وجل من العزّ والتمكين
المقطع الثالث يبدأ من الاية 28 إلى الآية 35 فيه حديث عن نجاسة المشركين والنهي عن دخولهم البيت الحرام الأمر بقتال أهل الكتاب الذين لا يدينون دين الحق وبيان بعض صفاتهم بيان أنهم يريدون أن يطفئوا نور الله وهذا واقع في كل زمان ومكان نسأل الله أن يكفينا شرورهم
المقطع الرابع آيتان 36 و37 الكلام عن الأشهر الحرم وما يرتبط بها وهذه المقاطع بينها ترابط واتصال، الكلام عن تحديد الأشهر الحرم هذا مهم لأن الكلام كان عن الكفار ونقضهم للعهود
المقطع الخامس مرتبط بالحديث عن غزوة تبوك بدءاً من تهربهم وضعف المنافقين وعدم الحرص وما حصل في أثناء الغزوة وقبلها وما بعدها أيضاً، من الآية 38 إلى الآية 127 وهو أطول مقطع ويشغل معظم السورة يتناول الجو العام لغزوة تبوك. جميع الأحداث مثلاً مسجد ضرار، موت عبد الله بن ابي لما أراد النبي أن يصلي عليه وموقفه مع عمر ومع ابنه عبد الله، كله في الجو العام للغزوة سواء قبلها بقليل أو في أثنائها أو بعدها،
د. عبد الرحمن: هل في هذا دلالة إلى أن النفاق أكثر ما يظهر في أجواء الجهاد والنفير (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ (38))؟
لا شك، وما أجمل (اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ) وأنا اخترت بعض الآيات لنقف مه هداياتها ودلالاتها.
المقطع الأخير هما الآيتان الأخيرتان 128 و129 في الكلام عن حكمة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وذكر بعض صفاته وخلاله بأبي وأمي عليه الصلاة السلام.
د. عبد الرحمن: هذا تقسيم رائع ولعل هذا يكون درساً يتعلم منه المشاهدون كيفية تقسيم السور تقسيماً موضوعياً مبني على الاجتهاد فأنت قد تقسمها إلى ستة مقاطع وقد تجد بعض الباحثين يقسمها إلى أربعة وبعضهم يقسمها إلى عشرة وليس هناك مشكلة في هذا لأنها تعتمد على وجهة نظر الباحث.
بالأمس أظن ضيفكم الدكتور مصطفى مسلم أشار إلى الجهد المبارك الذي قامت به جامعة الشارقة حين أصدرت هذه الموسوعة الكبيرة للتفسير الموضوعي للسور وهذا جهد مبارك
د. عبد الرحمن: حقيقة ما أشرنا إليه لكن لعلنا إذا استضفته في المرة القادة أطلب منه أن يشير إليه.
نفتح باب الحديث فيه هذا جهد مبارك كذلك في تقسيم البقاعي في كتبه نظم الدرر
د. عبد الرحمن: الشيخ بدر يشير إلى موسوعة التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم التي صدرت عن جامعة الشارقة في عشرة مجلدات بإشراف الدكتور مصطفى مسلم الذي كان ضيف البرنامج بالأمس.
د. عبد الرحمن: دعنا نشير إلى المقطع الأول من السورة (بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ) ما ارتباطه بمحور السورة التي أشرت إليه؟
(بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ) هذا فيه بيان عقوبة هؤلاء وأن الله تعالى تبرأ منهم وبيان أن يكون لنا موقف من هؤلاء وتبرؤنا منهم كراهيتهم بغضهم وعدم السير في ركابهم وعدم أخذ منهجهم وطريقتهم وهذا لا يعني الاعتداء عليهم بغير حق أو التجاوز أو هضم الحقوق هذا ولله الحمد أمور قررتها الشريعة في حقوق الإنسان عموماً وهذا أمر واضح لكن الذي أقصده أن هذه الآيات فيها بيان نبذ عهدهم إليهم إذا نقضوا العهد وأن على المؤمنين أن يحترسوا في التعامل مع هؤلاء وأن يعرفوا أن هؤلاء قلوبهم مليئة بالضغينة والحقد والكراهية (لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً)، الإلّ هنا قيل فيها عدة أقوال قيل إنها المحبة، قيل القرابة، قيل الأخوة فيها عدة أقوال لكن تدور في فلك أنهم لا يراعون (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ
¥