تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

برسول الله صلى الله عليه وسلم وأمدوه وأعانوه وحياتهم سير عطرة تكتب بمداد من ذهب (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ) إتبعوهم بإحسان بعض المفسرين يرون أنها في التابعين الذين أدركوهم وصحبوهم واستفادوا من علومهم وساروا على منهجهم ومنهم من يقول وهذا هو يرجحه كل المفسرين أنها عامة وندخل نحن فيهم ونسأل الله أن نتبع طريقتهم وفي هذا بيان أنه يجب أن نلزم منهج الصحابة رضي الله عنهم لأن منهجهم هو الحق في فهم كلام الله وفي تفسير كلام الله في محبة النبي صلى الله عليه وسلم في تعظيمه في اتباع سنته ولا خير إلا على طريق منهجهم رضي الله عنهم (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)

بعدها بآيات الكلام عن غزوة تبوك والكلام فيها كثير وأخذ مقطعاً كبيراً في السورة، الكلام عن حال الصحابة وموقفهم واعتذراهم وما حصل لهم مع النبي صلى الله عليه وسلم هم الثلاثة كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة ابن الربيع كيف ضاقت عليهم الدنيا وكيف حصل لهم من الهجران وجلسوا لا أحد يكلمهم لأنهم تخلفوا من غير عذر ولم يكذبوا وكان باستطاعتهم أن يكذبوا مثلما كذب المنافقون لكن الصدق منجاة والكذب مهواة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ (119)) ضاقت بهم الدنيا، وكان كعب بن مالك يقول كنت آتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه فأنظر إلى شفتيه هل رد السلام أو لا يرد، كل ينتابه الضيق، أُبعدوا عن زوجاتهم من غير تطليقهم ثم يبتلون وجاءه خطاب من ملك تغلب إلى كعب قال أنه ليس عليك هوان في بلدك تعال عندنا فرأى أيضاً ذلك زيادة في المحنة فسجّر به النار ثم بعد ذلك جاءت التوبة والفرح فخلع ثوبيه وأعطاه لطلحة بن عبيد الله، فرح بهذه الآيات التي تتلى فيهم ولذلك قال والله لا أكذب لا مازحاً ولا جاداً أو نحو ذلك. فلننظر إلى مكانة الصدق وعظمه في دين الإسلام الإنسان يقرأ هذه الآيات ويستشعر قبل حالهم حال مسجد ضرار الذين حاولوا أن يفتنوا المسلمين فيجتمعون فيه على الشر والسوء فالحمد لله أخزاهم الله وفضحهم

د. عبد الرحمن: يلفت نظري أن السورة مع أنها ذكرت المنافقين كثيراً (ومنهم، ومنهم) لكن لم يذكر فيها إسم أحدهم عبد الله بن أبي مثلاً؟

أولاً لأن هؤلاء ليس لهم ذكر حتى يُعلى لأن ذكر إسمهم فيه علو لهم، الأمر الثاني ليكون عاماً لهم ولمن بعدهم.

ختام السورة:

(لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (128) فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)) في هذه بيان لصفات الرسول صلى الله عليه وسلم أنه الرؤوف الرحيم بأمته والرسول صلى الله عليه وسلم عنده الرحمة العامة للخلق جميعاً (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء) وفي قلبه رحمته مخصوصة لأمته من التيسير وعدم العنت وعدم المشقة "لولا أن اشق على أمتي" حتى في التراويح صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أو ليلتين ثم تغيب خشية أن تفرض عيلهم لشفقته ورحمته. ورحمته حتى بالحيوان والجمادات عليه الصلاة والسلام. ثم ختام هذه السورة التوكل على الله والاعتماد على الله (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)). الحافظ بن كثير ذكر أنه من أذكار الصباح والمساء أن يقول المؤمن حسبي الله الذي لا إله هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم وذكر في هذا حديثاً فيه كلام عند أهل العلم وبعضهم يحسنه ويقوله سبع مرات صباحاً ومساءً.

سؤال الحلقة

في الجزء التاسع آية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم. فهي حث على قبول ما سهل من أعمال الناس وأخلاقهم، والإعراض عن إساءتهم وجهلهم.

وقد قال عنها عبد الله بن الزبير رضي الله عنه: ما أنزل الله-أي هذه الآية- إلا في أخلاق الناس.

فما هي هذه الآية؟

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير