تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[20 Aug 2010, 10:59 م]ـ

سورة يونس

إسم السورة

هذه السورة سُمِّيت بسورة يونس ولا يُعرَف لها غير هذا الإسم. وهنا قاعدة إذا وردت سورة لا يعرف لها إلا إسم واحد فهذا أحد القرائن على أن التسمية نبوية. لأن هذا من القرائن في معرفة الأسماء التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم فما دام لم يثبت إلا هذا الإسم فهذا فيه إشارة إلى أنها تسمية واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويبنى على ذلك أن هذه التسمية ما دامت واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن البحث عن علة التسمية مطلب لأنه صلى الله عليه وسلم وهو الحكيم لا يصدر عنه إلا ما هو حكمة فالبحث عن حكمة التسمية من المطالب في التسميات النبوية.

إسم يونس عليه السلام لم يرد في هذه السورة إلا في آية واحدة وهي قوله سبحانه وتعالى (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98)) فهذه الآية الوحيدة التي مرت بها هذه التسمية (إسم يونس عليه السلام) وأيضاً الآية الوحيدة التي تحدثت عن قوم يونس.

د. عبد الرحمن: لعل في هذا الكلام جواباً لسؤال الأخت أمة الوهاب الذي وضعته في ملتقى أهل التفسير.

سؤال الأخت أمة الوهاب من ملتقى أهل التفسير:

د. مساعد الطيار: هذه السورة سميت: يونس، فإذا بها تعرض قصة نوح وقصة موسى بشيء من التفصيل في حين الكلام عن يونس وقومه جاء في آية واحدة مختصرة تبين نموذجاً مخالفاً للأقوام السابقة وهو نموذج قوم آمنوا فنفعهم إيمانهم. فهل من لطيفة في ذلك؟

الطاهر بن عاشور وهو إمام في هذا الفن خصوصاً ما يتعلق بعلوم السورة إجتهد في أن يعرف سِرّ التسمية فكأنه لاحظ كون أن قوم يونس لهم خصوصية وهذه الخصوصية تابعة لكرامة يونس عليه السلام على ربه في أنهم آمنوا جميعاً ولا يُعرف قوم آمنوا جيمعهم بنبيهم مثل ما حصل ليونس، فكأنه لمح هذه الخصيصة وجعل هذا هو سر التسمية. ثم لاحظ ملحظاً آخر وقال ذوات (ألر) التي وردت في القرآن هي خمس كلها سميت بإسم نبي إلا سورة الحجر (يوسف، هود، إبراهيم، يونس) الحجر سميت الحجر والحجر مرتبطة بنبي فكأنه لمح أنه سميت يونس للتفريق بينها وبين غيرها من هذه السورة، هذا ملحظ. وهناك ملاحظات كثيرة مثلاً لا نجد أن هناك سورة إسمها سورة موسى مع أنه أكثر من ذُكِر ونجد سور بأسماء أنبياء كُثُر مثل محمد وهود وإبراهيم ونوح. فالمقصود أن الطاهر لاحظ هذا الملحظ الثاني كأنها تمييز عن ذوات (ألر) فقيل سورة يونس. نقول أن التسمية مرتبطة بهذه الآية، فيمكن أن ينتقل إلى قضية أخرى وهي قضية هل يمكن أن نستشف من خلال هذه الآية مقصد السورة بناء على أن من قواعد استنباط واستخراج مقاصد السور النظر إلى إسم السورة والآية التي ورد فيها هذا الإسم، فهل يمكن أن نستشف قضية مرتبطة بهذا؟ ما هو المحور الذي أرادت أن تتحدث عنه السورة؟ أو أن هناك أكثر من محور؟ لأنه يحتمل أن يكون هناك أكثر من محور ويمكن أن يكون لها محور جامع وتندرج تحته محاور متعددة. وفي قضية المحور قد يكون عندنا محور واحد واضح جداً أو قد يكون عندنا محور عام وتدور حوله محاور فرعية ويمكن أن يكون أكثر من محور عام فيحتمل هذا ويحتمل ذاك ويحتمل ذلك.

في سورة يونس لما نتأمل الآية (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) ونحاول أن نستشف منها موضوع السورة الأول وننظر في الآيات والآيات نجد فيها حجاج ومخاصمة مع الكفار وذكر نماذج لمن كفروا بالله فهذا يمكن أن يعطينا نوع مما يتعلق بالمحور، هل المحور هو قضية الإيمان؟ الإلزام بالإيمان يعني أن المطلوب منكم أن تؤمنوا، آمنوا، فقضية الإيمان قد تكون هي محور. بعض الذين بحثوا في التفسير الموضوعي مثل الباحثين في الموسوعة موسوعة التفسير الموضوعي أخذوا أن المحور العام هو إثبات العقائد وهذا محور عام كبير تشترك فيه كل السور المكية ولكن ذكروا أيضاً أن هذا المحور العام تندرج تحته مجموعة من المحاور مثل إثبات الوحي وإثبات الألوهية وإثبات الرسالة،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير