تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخصيري: سورة الرعد ليس لها إسم غير هذا الإسم؟. بل إن الذي يظهر أنها معروفة في السنة النبوية بهذا الإسم بورود بعض الأحاديث الدالة على ذلك وإن كان بأسانيدها بعض الشك. لكنه مشهورة عند الصحابة والابعين وفي كتب التفسير بهذا الإسم ولا يعرف لها إسم آخر.

د. عبد الرحمن: إذا لم يثبت لها إلا إسم واحد هذا دليل على أن الإسم توقيفي.

د. الخضيري: هذا مؤشر على أن الإسم توقيفي. سميت بهذا الإسم لورود ذكر (الرعد) فيها ولم يذكر الرعد في القرآن إلا فيها وفي سورة البقرة والذي يظهر أن هذه السورة نزلت قبل سورة البقرة إن قلنا هي مكية وإن قلنا مدنية الطاهر بن عاشور قال هذه السورة نزلت قبل سورة البقرة إن كانت مدنية لأنها سميت بهذا الإسم. والرعد هي الآية الكونية العظيمة التي تحدث عندما تلقتي هذه السحب فيخرج هذا الصوت العظيم الذي يرعب القلوب ويأخذ بالأفئدة وهو صوت يعرفه للناس لا يحتاج أن نشرحه للناس فهو معروف بإسمه. وهذا الصوت ورد في الأحاديث أنه صوت ملك يعني سأل اليهود النبي عن أسئلة خمسة وقالوا أجبنا عن هذا الرعد فقال إنه ملك. هذا الجواب من النبي صلى الله عليه وسلم لو ثبت لكان منتهى القول في هذه المسألة. والحديث ليس ثابتاً ورد من رواية بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن خمس مسائل ومنها السؤال عن الرعد. والسؤال عن الرعد ورد في هذه الرواية بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير لكن بكيراً فيه ضعف ولذلك تعتبر هذه الرواية شاذة والحديث صحيح أو صحيح من دونها. ولهذا نقول إنه على أقل أحوال هو قول من الأقوال وهذا الذي نجده في كتب التفسير، غالب المفسرين وخصوصاً المتقدمين يذكرون أن الرعد ملك من الملائكة. وبهذا هو قول معتبر في التفسير ومشهور. والقول الثاني عند المتقدمين أيضاً أنه صوت الريح التي تحمل هذه السحب ثم يحدث هذا الصوت العظيم. نحن نقول لا تعارض بين ما ذكر عن الصحابة والتابعين وما ورد في كتاب السلف وكتب التفسير وبين الحقائق العلمية التي تثبت حقيقة هذه الظاهرة الكونية لأن وجود الظاهرة الكونية التي يعرف تفسيرها العلمي لا يمنع أن يكون لها تفسير غيبي ويلتقي التفسير العلمي والغيبي دون اعتراض. بعض الناس يرى إما أن تفسرها غيبياً أو تفسرها علمياً، وهذا غير صحيح. نعطي مثالاً: المولود عندما يولد يصرخ هذه الصرخة مفسرة عندنا غيبياً النبي صلى الله عليه وسلم قال الشيطان ينغز في جنبه إلا ما كان من عيسى وأمه فإن الشيطان لم يفعل ذلك لأن الله تعالى استجاب دعوة امرأة عمران فلم يستطع إبليس أن ينغز في جنبها ولا جنب ابنها، هذه الصيحة عند الولادة مفسرة عند الأطباء علمياً وبهذا نحن نقول أن هذا كله يمكن أن يكون له تفسير علمي معروف ويمكن أن يكون له تفسير غيبي ولا تعارض بين التفسير العلمي والتفسير الغيبي مثلها قصية سجود الشمس تحت العرش كل يوم، مثلها قضية السحاب حتى كوننا الآن نقول إن الرعد ملك وهذه ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في؟؟ أو في مجموع الفتاوى وبين أنه لا تعارض بين الحقيقتين ويمكن أن يكون الرعد ملك يسوق هذا السحاب ويحدث هذا الصوت بإذن الله عز وجل فيطلع الناس على حقيقة التفسير الظاهرة ويخفى عليهم خلفيات هذا الأمر الغائبة لا تعارض بين هذا وهذا وكله من عند الله عز وجل بل إن الله عز وجل يوجد للعباد ما يعرفون به حقائق بعض الأمور ويخفي عليهم بعضها ليبقى العلم كله لله يعلم ما غاب عنا وما نشاهده له علم الغيب وله علم الشهادة.

هذه السورة اختلف في مكان نزولها هل هي سورة مكية أو مدنية، ابن عباس والزبير وقتادة يرون أنها سورة مدنية مدنية وهناك بعض الإشارات تدل أن السورة بالفعل مدنية منها (وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ (36) الرعد) فيها إشارة إلى أهل الكتاب، ومثل قوله عز وجل (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)) ففيها إشارات إلى أنها قد تكون مدنية لكن القول الذي تطمئن إليه النفس وهو قول الحسن وعكرمة وعطاء وجماعة من السلف أنها مكية ومن يعرف هذه السورة ويحاول استقراء موضوعات السور المكية يعلم أنها أقرب للسور المكية منها إلى السور المدنية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير