تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن: ضوابط القرآن المكي موجودة فيها

د. الخضيري: تقريباً وخصوصاً من جهة المضمون. أيضاً إذا نظرت إلى ذوات (ألر) كلها مكية يونس ويوسف وإبراهيم والرعد وهود والحجر كلها مكية فكوننا نجعل هذه النظيرة مع نظيراتها أولى من كوننا نجعلها مدنية وعلى كل لا يترتب على هذا كبير إشكال لأنه ليس فيها شيء من آيات الأحكام

د. عبد الرحمن: مقصد سورة الرعد، موضوع سورة الرعد الأساسي

د. الخضيري: الموضوع ظاهر جداً من جهة أنها سورة عقدية ترسخ للعقيدة في نفس المؤمن وتجادل الكفار في هذا الموضوع مجادلة صريحة وبالأدلة والبراهين، هذا المر جلي في السورة من أولها إلى آخرها. والذي يظهر لي أن السورة تأكيد أركان العقيدة الثلاثة المرسِل والرسول والرسالة. وهذه الثلاثة موجودة في السورة بشكل بارز واضح مثلاً في أول آية (المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ (1)) هذا القرآن، وإليك الرسول، من ربك المرسِل، الحق هو الحق الثابت (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ) إذن الحديث عن هذه القضية إثبات الرسول والرسالة والدلائل العظيمة على هذا المرسل الموجد الرب العظيم بالأدلة الظاهرة البينة وهذا ما نلاحظه في أول السورة عندما قال عز وجل (اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ (2)) ثم بدأ يذكر الأدلة على الرب سبحانه وتعالى وعلى ألوهيته وربوبيته واسمائه وأفعاله جل وعلا العظيم. ثم يأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7)) أنت ليس بيدك شيء من التصرف لا يمكن أن تأتي لهم بآية اقترحوها أو تصنع لهم شيئاً إلا أن يأذن الله لك مهمتك يا محمد مقصورة في الانذار وتبليغ هذه الرسالة وأداء هذه الأمانة التي كلفك الله سبحانه وتعالى بها. ثم تعود الآيات إلى ذكر الرب سبحانه وتعالى (اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ) في الأولى (الله) وفي الثانية (الله) وهذا أسلوب عجيب جداً في بيان هيبة هذا الرب العظيم وبيان آياته الدالة على وحدانيته وقدرته وكمال علمه وكمال إحاطة بخلقه (اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ) (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10)) العجيب أنا لاحظتُ ملاحظة فنية أنه في هذه السورة تكثر المقابلات والغريب فيها أنه يفسر بعضها بعضاً مثلاً (وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ) كلمة تزداد واضحة للناس لكن كلمة تغيض غير واضحة معناها مقابل تزداد تغيض بمعنى تنقص. (سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10)) مستخف بالليل هذه ظاهرة وسارب بالنهار قد تكون من الكلمات الغريبة، السارب بالنهار الذي يمشي في وضح النهار. وبعد أن انتهى من ذكر هذه الآيات البينات قال (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ (14)) له وحده ولا يمكن أن تكون لأحد سوا. ثم ذكر الأمثال والغريب أن هذه السورة مليئة بالأمثال مما يدل على أنها سورة فيها من دلائل الحق وإبانته الشيء الكثير ولذلك كثير من العلماء يؤلفون في هذه السورة ويبينون دلائل العقيدة من خلالها ومنهم شيخنا محمد صالح مصطفى له تفسير سورة الرعد ومنهم الشيخ غزالي عيد وأيضاً دكتور محمد سعد الدبل له جماليات النظم القرآني في سورة الرعد وكتب كثيرة في هذه السورة لأن فيها من الدلالات والبراهين أشياء كثيرة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير