تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ). نعود إلى الرسالة قال (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ (36)) من أهل الكتب من إذا سمع هذه الآيات والقصص يوسف وهود ونظروا أنها موافقة لما عندهم وما جاء في كتبهم يفرحون بهذا كله كعبد الله بن سلام. (وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ (36)) سماهم الأحزاب لأنهم أدوا إلى التفرق والشغب ولا يسمى الناس أحزاباً إلا في حالة التفرق والتشرذم أما إذا كانوا متجهين إلى وجهة صحيحة فإنهم يسمون حزباً (حزب الله). يقول الله عز وجل لنبيه (قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (36)) ما أدعو إلا إليه ولا مرجع إلا إليه. (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا (37)) الآن الحديث عن الرسالة عن هذا الوحي الذي أنول على محمد صلى الله عليه وسلم. (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ (37)) ثم جاء الحديث عن الرسول، هذا الرسول هناك شبهة تقال انه متزوج كيف رسول يتزوج ويكون له ذرية؟! كل الرسل على هذه الشاكلة (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً (38)) لست بدعاً من الرسل بل هذه سنة الله في كل الرسل لهم أزواج وذرية (وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38)) ما طلبتموه من رسول الله فلن يستطع أن ينجزه لكم من الآيات والخوارق رحمة بكم والرسول لا يستطيع أن يأتي بها إلا بأمر الله فالأمر كله عائد إليه جل وعلا، قال (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) ما من شيء يأتي إلا بكتاب كتبه الله وقدّره. (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)) الله سبحانه وتعالى يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء له الأمر كله وهذه الآية أشكلت على بعض الناس ما المقصود بالمحو والإثبات؟ والظاهر أن المحو والإثبات هو ما يفعله في هذا الكون يرفع ملكاً ويزيل ملكاً ويمحو الليل. (وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) ما في أم الكتاب لا يختلف أما ما في عالمكم يختلف ويمكن أن يقال يمحو ويثبت من صحف الملائكة لكن الكتاب الأزلي واللوح المحفوظ لا يقدم فيه شيء ولا يؤخر. ثم قال (وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ) أنت يا محمد أيضاً لا تنتظر أن ننزل بهم عقوبة جزاء ما أذوك أو ما فعلوا بك أو ما صنعوه بك وبأصحابك، هذا ليس إليك قد نريك هذه العقوبة وقد لا نريك، أنت عليك البلاغ ونحن علينا الحساب وهذه المهمة ليست مهمتك يا محمد. (أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41)) هذا تهديد هذا النقص الذي يحيط بهم من كل جانب ألا يخشون أن يصل إليهم في عقر دارهم جزاء تكذيبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا (42)) إن كنتم تمكرون فالله عز وجل محيط بكم في كل مكركم والمكر كله عنده سبحانه وتعالى وهو خير الماكرين (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42)). عدنا إلى الرسول (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)) هذه الحقائق تدور بطريقة عحيبة في هذه السورة من أولها إلى آخر آية فيها (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) إسألوا أهل الكتب، والعجيب أن ذوات (ألر) فيها العود إلى أهل الكتاب والاستشارة والنظر إليهم والتأكد من خلال الوثائق التاريخية المطروحة عندهم فاليهود في المدينة والنصارى في نجران إذهبوا إليهم واسألوهم هل هذه الحقائق موجودة في كتبهم؟

د. عبد الرحمن: كل هذه الموضوعات تؤكد أنها سورة مكية والعلم عند الله.

سؤال الحلقة

قال تعالى في سورة يوسف (وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ (100)) فلِمَ خصّ يوسف عليه السلام إخراجه من السجن دون إخراجه من الجب؟

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[24 Aug 2010, 06:42 ص]ـ

جزاه الله خيرا الدكتور محمد على ما قدم، وعندي ملاحظة على قضية تضعيفه لرواية " الرعد ملك "

فقد قال:

" والسؤال عن الرعد ورد في هذه الرواية بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير لكن بكيراً فيه ضعف ولذلك تعتبر هذه الرواية شاذة والحديث صحيح أو صحيح من دونها. ولهذا نقول إنه على أقل أحوال هو قول من الأقوال وهذا الذي نجده في كتب التفسير، غالب المفسرين وخصوصاً المتقدمين يذكرون أن الرعد ملك من الملائكة. وبهذا هو قول معتبر في التفسير ومشهور. والقول الثاني عند المتقدمين أيضاً أنه صوت الريح التي تحمل هذه السحب ثم يحدث هذا الصوت العظيم. نحن نقول لا تعارض بين ما ذكر عن الصحابة والتابعين وما ورد في كتاب السلف وكتب التفسير وبين الحقائق العلمية التي تثبت حقيقة هذه الظاهرة الكونية لأن وجود الظاهرة الكونية التي يعرف تفسيرها العلمي لا يمنع أن يكون لها تفسير غيبي ويلتقي التفسير العلمي والغيبي دون اعتراض." أهـ

فكيف يكون الحديث صحيحا من دون الرواية أو ثابت، والراوي واحد " بكير بن شهاب " ولم يروي الحديث إلا بكير وقد أشار إلى تفرده أبانعيم في الحلية وطبعا المقصود تفرده برواية هذا الحديث كاملا على حد علمي؟

وكيف يفسر أهل العلم فيجمعوا بين التفسير الغيبي والتفسير العلمي، ومن يعلم الغيب إلا الله؟

ولم أجد أحدا من أهل العلم من ضعف هذا الحديث، فقط بعض طلب العلم في هذا العصر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير