تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)) هذه الآيات العظيمة التي بين ايديكم وتطلبون المزيد لماذا؟ لإقامة الحجج عليكم؟ لو جاءكم ما طلبتم لعجل العقوبة عليكم فالله برحمته يستأني بكم ولا يستجيب طلباتكم لأنهم إذا أجيبوا إلى ما طلبوا فلم يؤمنوا نزل بهم العذاب المهلك الماحق الذي لا يبقي منهم أحداً. ثم بعد ذلك يتحدث عن الرسول، قلنا المرسِل والرسول. قال (كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30)). ويتحدث عن الرسول أيضاً بقوله (وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32)). ويتحدث عن الرسالة في قوله (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا (31)) يذكر القرآن بأعظم وصف لو كان هناك شيء تسير به الجبال أو تقطع به الأرض أن يكلم به الموتى لكان هذا القرآن. ومن العجيب أن الجواب هنا قد حذف وكأنه معلوم (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى) لكان هذا القرآن، (بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا). (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا) يئئس هنا بمعنى يعلم ويتبين وإن كان بعض المفسرين حملها على اليأس المعروف لكن الظاهر وهو كلام جمهور السلف أن ييأس بمعنى يعلم. (وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31)) لجأ إلى جانب التهديد لهؤلاء الذين بانت لهم الحقائق وقامت عليهم الحجج وظهرت لهم الدلائل ولا يزيدهم إلا إصراراً وكفراً وعناداً قال (وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) يخوفهم الله بهذه الآيات يرسل هذه القوارع على جيرانهم وعن يمينهم وعن شمالهم، مرة البحار تهيج ومرة السماء تنزل ومرة الأرض تهبط ورعود وبروق وكل ذلك لتحريك هذه النفوس وسوقها للإيمان لكنها قلوب قد قدت من الصخر فلا تستجيب ولا تزيد مع الآيات إلا كفراً (أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) التوبة). ثم عاد إلى التوحيد مرة أخرى (أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ (33)) هل هناك أحد يقوم على كل نفس بما كسبت غير الله؟ (وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء) يقول الله في جدال عجيب (قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ) أي تخبرون الله بما لا يعلم في الأرض؟! هل أنتم تخبرون الله بآلهة هو سبحانه وتعالى لا يعلمها؟! أين هؤلاء؟ قال (بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ) ما هناك إلا أنهم زُين لهم هذه الضلال (وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِن وَاقٍ (34)). ثم يأتي مرة أخرى إلى موضوع بعدما ذكر عذاب هؤلاء ذكر وعده للمؤمنين (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ (35)) لاحظ يذكر كلمة المتقين لبيان أن الإيمان المطلوب في هذه السورة إيمان يتبعه عمل وخوف وخشية ويثمر التقوى قال (تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير