تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قومه من حوار سواء كان بينه وبين النمرود أو بين وبين قومه. فهذه السورة جاءت بهذا الإسم. إبراهيم عليه السلام هو كما ذكر الله عز وجل أمّة، إبراهيم عليه السلام هو ذلك النبي الذي انتقل من بلد إلى بلد وعاشر أقواماً مختلفين في العراق كانت له قصة في مصر كانت له قصة في الشام كانت له قصة ثم في البلد الحرام وفي البيت الحرام وكان يتنقل أيضًا بين هذه الأماكن، إبراهيم عليه السلام هو أبو الأنبياء لم يأت من بعده أحد من الأنبياء إلا كان من ذريته عليه السلام، كل الأنبياء من ذريته وكان معه في عصره لوط عليه السلام وكان ابن أخيه لكن بعد ذلك كل الأنبياء كانوا من سلالة إبراهيم عليه السلام.

المقدم: وأشرتم ضمنًا إلى التوحيد في قصة إبراهيم وإبراهيم عليه السلام عندما يُذكر إسمه يرتبط بالحنيفية وهو أبو الحنفاء هل نستطيع أن نخلص من هذا إلى موضوع السورة الرئيسي؟

د. صواب: قبل ذلك يأتي سؤال وقد طرحته إحدى المشتركات في شبكة التفسير هو لماذا سميت هذه السورة بإسم إبراهيم وقد ذكر إبراهيم عليه السلام في سور كثيرة وربما كانت قصة إبراهيم في بعض السور أطول وأكثر تفصيلًا مما جاء هنا أجاب على ذلك بعض العلماء أولًا السور التي افتتحت بـ (ألر) سميت بأسماء الأنبياء فجاءت معنا سورة يونس عليه السلام وهود ويوسف وجاءت أيضًا هذه السورة وجاءت سورة الحجر والحجر هو نسبة إلى الحجر الذي يسكنه قوم صالح عليه السلام فإذن جاءت بهذا الإسم فكان هذا من باب الإشارة إضافة لما ذكرنا أن الموضوع الذي اشتملت عليه السورة هو أهم من هذه الموضوعات.

السورة مكية بإجماع المفسرين وإن كان هناك خلاف في آيتين وهي قول الله عز وجل (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29)) لكن ليس هناك ما يدل على كونها مدنية وإن قال بعضهم أنها نزلت في مشركي مكة إنما السورة هي سورة مكية.

موضوع السورة:

هناك علاقة كبيرة بين إبراهيم عليه السلام وبين موضوع السورة. موضوع السورة أرى -وإن كان البعض يقول التوحيد- لكن إنه الإيمان والإيمان أعمّ من التوحيد لأن التوحيد توحيد الله عز وجل أما الإيمان فهو الإيمان بالله عز وجل والإيمان بالرسل والكتب واليوم الآخر وهذه السورة سورة شملت وتحدثت عن الإيمان بهذه الأمور كلها ابتداء من الإيمان بالله عز وجل الإيمان بالكتاب الإيمان بالرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين والإيمان باليوم الآخر وما يقع في ذلك اليوم. ثم كان حديثًا مركزًا في كل نقطة من هذه النقاط:

تحدثت عن الكتاب في قول الله عز وجل (الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1))

وتحدثت عن الأنبياء ووظيفة الأنبياء والرسل (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4))

وتحدثت عن التمايز بين هؤلاء القوم وهؤلاء القوم وضرب الأمثلة لهؤلاء وهؤلاء (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)) (وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26)) وهذا إشارة مهمة.

تحدثت السورة عن مسألة مهمة جداً وهي مرتبطة بما سبق وهي نِعَم الله سبحانه وتعالى. هناك من شكر هذه النعم وهناك من كفر بهذه النعم والنعم نوعان نعمة الهداية وهذه هي من أبرز النعم واقوى النعم (الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)) ونعم أخرى جاءت الآيات الأخرى الكثيرة في بيانها (اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير