تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ (32) وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34))

ثم تأتي نهاية المطاف في يوم القيامة وبيان مصير أولئك الكفار والحوار الذي يدور بينهم ومعاتبة بعضهم لبعض فيكون الحوار بين الضعفاء الأتباع وبين الرؤساء وهم المتبوعون (وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ (21))

وفي وسط هذا الحوار يظهر المسؤول الأول إذا كان هؤلاء الضعفاء قد ألقوا بالتبعية على أولئك الرؤساء المتبوعين وقالوا أنتم الذين أضللتمونا فيأتي المضل الأكبر وهو الشيطان ويظهر فيقول لا يلوم بعضكم بعضًا ولا يعاتب بعضكم بعصًا حتى الشيطان يقول لهم لا تلومونه فيظهر ويخطب فيهم وهم في نار جهنم (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ (22)) المُصرِخ هو المنقذ المُغيث، (إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)).

إفتتاح السورة والاستهلال كان استهلالًا قويًا وذلك بعد بعد قول الله عز وجل (الَر) هذه الحروف هذا القرآن هذا الكتاب هو مكون من هذه الأحرف التي تتكلمون بها (ألر)، (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) لو تصفحنا الآية الأولى والثانية من سورة الأعراف (ألمص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ (2)) أُنزِل على البناء للمجهول كما يسميه البعض لكن على الأصح مبني لما لم يسمى فاعله لأن الفاعل معلوم في الحقيقة. أما هنا فقال (أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ) لأن هذه السورة جاءت في تعداد النعم هذه النعم التي أنعم الله عز وجل بها على عباده فنسبها الله تعالى إلى نفسه ثم تأمل قوله (لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) هذه تحتاج إلى تأمل الأمة اليوم تعيش وهذا الكتاب بين يديها وهي تستفيد منه وتستنير بنوره وتهتدي بهديه لكن كثيراً من أبناء الأمة إلى اليوم لا يدركون الهدى الذي جاءهم من هذا الكتاب (لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ). تصور لو أن الأمة تعيش بدون هذا الكتاب كيف سيكون حالها؟! كما كان حالها سابقًا -ولا نريد أن نطيل في الحديث عن حالها سابقًا - لكن أيّ هدي؟! يكفي أنهم لن يخرجوا من الظلمات إلى النور وأنهم سيعيشون في هذه الظلمات.

المقدم: لفت نظري في بداية السورة (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ) الناس عمومًا لكن بعدها بآيتين (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ (4)) ما الفرق بين نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ونبوة بقية الأنبياء؟

د. صواب: بعدها أيضًا (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (5)) هناك أولًا تناسب وكأنه يقول إن رسالة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هو إخراج من الظلمات إلى النور. إذن (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ) يا محمد، لماذا؟ (لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) لست وحدك (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) هذه واحدة. أما الأخرى التي سألت عنها فقد جاءت هذه السورة لتقول (لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ (1))

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير