تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. أحمد: نزلت في مكة ووقفت عند الإمام البخاري على قول ذكر مجموعة من السور سورة بني إسرائيل ومريم والأنبياء وقال هي من العتاق الأول "سمعت ابن مسعود يقول: في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي، الراوي: عبدالرحمن بن يزيد المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 4994 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح] " التي نزلت في مكة

د. عبد الرحمن: العتاق الأول يعني القديمة

د. أحمد: وهذا يدل على نزولها في مكة. ومن يتأمل السورة بجميع آياتها يجد أنها تتناسب كثيرًا مع القرآن المكي الذي ذكر عنه العلماء ذكره لليوم الآخر ومسائل العقيدة واليوم الآخر وما شابه

موضوعات السورة الأساسية:

د. أحمد: بنظرة إجمالية للسورة عمومًا يمكن أن نجعل موضوعات السورة تتقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول الحديث عن العقيدة والقسم الثاني الحديث عن الرسالة والقسم الثالث في الحديث عن البعث.

الحديث عن العقيدة ذكر في هذه السورة من خلال جوانب كثيرة فذكرت القضايا التي كان يجادل فيها كفار مكة النبي صلى الله عليه وسلم في مسألة الوحدانية وذكر في ثناياها دلائل تدل على الوحدانية لتثبت هذه المسألة مثلا قضية أن من نواميس الحياة أن الماء هو أصل في حياة الناس، حياة الخليقة عمومًا لقول الله عز وجل (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ (30)) فهذا مصدر واحد لهذه الحياة في هذا الماء. كذلك نهاية الناس البشرية كلها تنتهي إلى الموت (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ (35)) فهذا يدل على الرجوع إلى شيء واحد. والمصير يوم القيامة هو إلى الله عز وجل فهو إلى شيء واحد. هذه قضايا الوحدانية كلها تشير إلى جانب العقيدة وإلى جوانب التوحيد وأنه ليس من إله إلا الله جل وعلا، هذا من حيث الحديث عن العقيدة.

ومن حيث الحديث عن الرسالة فذكرت جملة من الأنبياء استطردت السورة في الحديث عن بعض قصص الأنبياء بالتفصيل مثل قصة إبراهيم عليه السلام ومثل قصة وداوود وسليمان وإن كانت هي قصة وليست جميع القصة وذكر بعض الأسماء بدون أن يذكر أخبارهم ولكن من الذكر يدل على أن المقصود هو خبر معين. عندما ذكر (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85)) فدل على مواقف الصبر التي كانت تمر على هؤلاء الأنبياء من خلال هذا الذكر فالمقصود من ذكرهم تذكر تلك المواقف وكذلك ذكر قصة ذا النون وقصة مريم وعيسى وكأن ذكر قصة مريم وعيسى في ختام السورة فيه شيء من الفصل بين الأنبياء وبين مريم لأن مريم ليس نبية فجاءت في الأخير مفردة ثم ذكرت قصة عيسى بجوار هذه القصة.

د. عبد الرحمن: لاحظ كيف تسرد مثل هذه القصص الرائعة لأنبياء سابقين إبراهيم وأنبياء بني إسرائيل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مكة وكأن في هذا إشارة إلى تقرير النبوة وأن ما جئت به يا محمد ليس جديدًا (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ (9) الأحقاف) وهذا ردّ على المشركين الذين ينكرون نبوة النبي صلى الله عليه وسلم أليس كذلك؟

د. أحمد: بلى، بل حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم في مكة عندما جاء بهذه الرسالة والتي تدعو إلى الوحدانية ومخاطبة أهل كفار مكة والأدلة التي أتى بها هو ليس إلا شيئًا أتى به الأنبياء من قبل ولذلك كان يقول (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (7)) وذكر العلماء في معناها أنه سؤال العاملين بالتوراة والعاملين بالانجيل كيف كان أنبياؤهم؟ وإلى ماذا دعوا؟ وكيف كان أقوامهم يتعاملون معهم؟ بل حتى مطالب الكفار التي كانوا يطالبون بها النبي صلى الله عليه وسلم من الإتيان بمعجزات خارقة وشيئًا لم يأت به أحد من أن لا يكون بشرًا يأكل الطعام ويمشي في الأسواق قد طالب بها أولئك ومع ذلك أولئك ما آمنوا بها فلن يكون لكفار مكة مزية عن أولئك الكفار لو جاءت هذه أن يؤمنوا بها فهم لم يؤمنوا ولهذا قال تعالى (وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ (97) يونس)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير