تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. محمد: هذه السورة سميت بسورة الحج وهذا الإسم والله أعلم مشتق مما ورد في السورة في قوله تعالى (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ (27)) ذكر آية الحج. ولكن ينبغي أن نشير هنا إلى أن الحج يعني هذه السورة نزلت قبل مشروعية الحج قبل أن يفرض الحج وفرضية الحج ليست في هذه السورة وإنما جاء في سورة البقرة كما في قوله تعالى (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ (197)) وفي سورة آل عمران (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً (97)) ومع ذلك سميت هذه السورة بهذا الإسم. ولعل هذا الإسم عرف في وقت النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عقبة ابن عامر "قلت يا رسول الله فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين قال نعم ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما الراوي: عقبة بن عامر الجهني المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - لصفحة أو الرقم: 577 - خلاصة حكم المحدث: ليس إسناده بذاك القوي" والحديث فيه ضعف أخرجه الترمذي وأبو داوود لكن نستأنس به في هذه التسمية وأنها من زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف لهذه السورة إسم غير هذا الإسم.

وقت نزول السورة

د. محمد: هذه السورة في موضوع نزولها وقع خلاف بين أهل العلم هل هي مكية أو مدنية؟ وخلاف طويل ولذلك حتى عن ابن عباس وردت روايتان رواية عن ابن عباس هي مكية إلا بعض الآيات (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ (19)) وفي رواية أخرى جاءت عن ابن عباس قال هي مدنية إلا قوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ (52)) تعددت الروايات عن إبن عباس وكذلك عن السلف تعددت الروايات ولذلك قال بعضهم فيما يروى عن الجمهور سماها مختلطة فيها مكي ومدني بل ليس المكي منحاز مجموعة آيات والمدني كذلك بل متداخلة. ومن العجيب في هذا أن السورة كما في بعض الروايات ورد على أنها مكية نزلت في آخر العهد المكي والمدني منها في أول العهد المدني كما في قصة (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) في بدر ولذلك نجد تواصل بين آياتها والقرآن كله كذلك، حتى أنك لا تفرق بين المكي فيها وبين المدني. لكن قول جمهور العلماء على أنهم يقولون أنها مكية ويغلبون عليها الجانب المكي ويستثنون بعض الآيات وهذا ما نلمسه في موضوعاتها وخصائصها، موضوعات المكي وخصائص المكي. لكن هناك إشارة معينة إلى أنه في أسلوب السورة فيها ما يأتي في أسلوب بعض السور المكية أسلوب الشدة والقوة في مطلعها (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ (2)) (فالذين كفروا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20)) فتجد الشدة والقوة في آيات هذه السورة وهذا يؤيد ما ذهب إليه الجمهور من أنها في أغلبها مكية.

د. عبد الرحمن: لفتة كريمة لفت إليها أحد الباحثين عندما كان في البرنامج وهي أحيانًا عندما نقول أن هذه سورة الحج أو غيرها من السور مكية إلا آيات الفلانية مدنية أو العكس، هل لما نقول هذا هل نستحضر التعريف الراجح من تعريف المكي والمدني أن المكي ما كان قبل الهجرة والمدني ما كان بعد الهجرة أم أننا أحيانًا نغفل هذه النقطة فتكون نزلت في مكة وإن كانت بعد الهجرة وتعتبر مدنية أو نرزلت خارج مكة قبل الهجرة فتعتبر مكية وإن نزلت خارج مكة

د. محمد: الذي يظهر لي والله أعلم أن القول الراجح عند أهل العلم هو تحديد المكي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعد الهجرة وبناء عليه يحددون ذلك لكن لا يمنع أن بعض أهل العلم أحيانًا يتعامل مع الموضوع فيقول هذا هو موضوع السور المكية وأسلوب السور المكية فيعطيه حكم بذلك.

د. عبد الرحمن: وهذا يعتبر حكم بالمكية والمدنية من باب القياس

د. محمد: من باب القياس، هذا الموضوع العلماء لهم فيه مسلكان مسلك النقل والمسلك الثاني القياس ينظرون إلى الخصائص والأسلوب ويحكمون على السور بالمكية أو المدنية.

موضوع السورة الرئيسي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير