تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. محمد: محور السورة. هذه السورة إذا تأملناها من أولها إلى آخرها هي ذكرت مواضع عدة من موضوع الساعة والبعث وإنذار الذين يجادلون في آيات الله ثم إنذار الذين يصدون عن سبيل الله وعن المسجد الحرام وتسلية النبي صلى الله عليه وسلم بما لا قاه من قومه لكن جميع هذه الموضوعات تدور حول محور أساسي في السورة وهو محور العقيدة محور التوحيد والبعد عن الشرك ولذلك تجد كثير من هذه الآيات إما تبدأ أو تختم بهذا التوجيه أو تجد آية بعدها تعقب على هذه القضية ولذا نقول أن محور السورة الأساسي قضية العقيدة التوحيد والبعد عن الشرك وموضوعاتها الأخرى ولو كانت مدنية تخدم هذا المحور.

د. عبد الرحمن: لفت نظري النداء بـ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)) ومن الأشياء التي تلفت النظر أن سورة الحج وبدأت بالحديث عن الساعة مما قد يستدعي قائلا أن يقول ما علاقة الساعة الحج؟

د. محمد: أولًا (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) كثر في هذه السورة والعلماء يقولون يراد بها كفار قريش والبعض يقولون عام وهو الأقرب في السورة أنه عام. ويغلب في السور المكية ولكن ثبت حتى في السور المدينة جاء فيها هذا الخطاب (يا أيها الناس). أما الربط بين موضوع ما ذكر من الساعة والحشر وشدة قيامها وبين الحج هناك تشابه عظيم جدًا وذلك لشبه المشهدين لبعضهما ولذلك الحج في حكمة تشريعه بهذه الطريقة أن الناس ينزعون لباسهم ويتساوون في لباس واحد ويقفون موقفًا واحدًا في صعيد عرفات هذا يذكرهم بيوم القيامة عندما يقومون لرب العالمين حفاة عراة غرل فهناك تشابه كبير في المشهدين ولهذا كان الربط قويًا بين المشهدين في السورة

د. عبد الرحمن: مشهد بداية السورة في الحديث عن الساعة وأيضًا وتسميتها بسورة الحج. الآيات في أول السورة تتحدث عن الساعة وعن الاستدلال على البعث ليتنا نتوقف عندها.

د. محمد: لعلنا نأخذ المقطع الأول الحديث عن الساعة قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)) شيء عظيم وشيء نكرة للتفخيم وأتى بعظيم يدل على عظم هذا الهول ثم شرح شيئًا من هذه العظمة (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ (2)) مرضعة هنا جاءت بالتاء هي التي تمارس الرضاعة لأن الوصف منه مرضع لكن مرضعة التي فعلًا تمارس الرضاعة تذهل تنشغل عن طفلها ولا يشغل المرأة التي ترضع طفلها إلا أمر عظيم. (وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا) المرأة الحامل تلقي بحملها والمرأة الحامل عندما يأتيها أمر عظيم ربما يتأثر جنينها فيسقط فسقوط جنينها في ذلك الموقف يدل على شدة الموقف. (وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) يتحركون حركة السكران ينظرون نظرة السكران ثم قال ليسوا سكارى من الشراب لكن تصرفاتهم وحركاتهم حركة السكران بسبب شدة الموقف وهذا تهويل عظيم لموقف القيامة وتحذير وذكره بهذه الطريقة ليستعد الناس له ولذلك بدأ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ) ولذلك ورد في حديث عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا الآيات في سفر في أصحابه وورد أنها في غزوة بني المصطلق فتأثر الصحابة إنهم من غد لن يضربوا الخيام ولن ينصبوا القدور، تأثروا بآية من كتاب الله فما بالنا نقرأ الآية مرة تلو المرة ولا نتأثر بذلك؟!

د. عبد الرحمن: وقفنا عند الآية في مطلع السورة (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) ولماذا قال هنا كل مرضعة ولم يقل كل مرضع لأن المرأة الأوصاف التي تختص بالمرأة في اللغة العربية يقال مرضع وحائض وطالق فكان جوابك جوبًا دقيقًا وهذا ذكرني بحوار في ملتقى أهل التفسير بعض الزملاء يتحاورون في هذه النقطة وجوابك أن المرضعة هي المتلبسة بالرضاعة أما المرضع فهو وصفها أنها قد ترضع وقد لا ترضع. ورأيت بعض الإخوان أن المرضعة هي التي ترضع أولاد الناس بأجر فاستغربت من هذا القول

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير