تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الصحيح أنها عامة بين المؤمنين والكافرين لكن الله سبحانه وتعالى بيّن بيانًا واضحًا مصير كل فريق خصمان صف الإيمان وصف الكفر أما أهل الكفر فبيّن الله تعالى مصيرهم حينما قال (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22)) هذا فريق الكفر، تصوير وذكر لشدة هذا العذاب يكاد قلب المؤمن أن يتقطع مما ذكر في شدته، (قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ) تقطّع لهم ثياب تكون من نار والسبب أن الثوب يصيب جميع أجزاء الجسم حتى تتيه النار من جميع الجوانب. ثم أشد من ذلك (يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ) الماء الحار الشديد حتى قال يذيب أدمغتهم ويذيب بطونهم ولذلك قال سبحانه وتعالى (يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ) قال أهل العلم تتساقط أمعاؤهم وتتساقط جلودهم ثم يعيدها الله سبحانه وتعالى مرة أخرى. وأشد من ذلك (وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) ما يقمع به وهي مقامع شديدة وقوية (كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ) كلما حاولوا أن يخرجوا منها من شدة ما يصيبهم من غمّ حتى قال بعض السلف أنهم لا يتنفسون فيها (كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) وذلك كما ورد هم مربوطي الأرجل والأيدي لكن يقولون إن لهب النار يدفعهم إلى الأعلى فإذا ارتفعوا إلى أعلى ظنوا أنها فرصة للخروج فيعودوا مرة أخرى إلى أسفلها وهكذا لا يزالون والعياذ بالله.

د. عبد الرحمن: معنى لا يتنفسون فيها في كلامك أنه لا يخرج منها هواء، لا ينفس منها أما هم فقد أثبت الله لهم (لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) هود)

د. محمد: في مقابل هذا الفريق الفريق الآخر وهذه لفتة ينبغي علينا ونحن القرآن أن نتأملها أنه دائمًا في القرآن الكريم لا يذكر الله عذاب النار إلا ويذكر في مقابله نعيم الجنة ولا يذكر نعيم الجنة إلا ويذكر في مقابله عذاب النار، هذه حكمة. القضية قارن، هل بينهما مقارنة؟! لو كان الإنسان في نعيم أو ما في نعيم، لكن إما نعيم وإما عذاب. في مقابل هذا العذاب الشديد قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ (23)) ويقول المفسرون قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ) وهي معطوفة هي في مقابل (فَالَّذِينَ كَفَرُوا) ما قال (والذين آمنوا) لكن تكريمًا لهؤلاء لم يعطفهم وإن كان في الكلام، إبتدأ الكلام وأكد (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23)) وهناك قراءة (ولؤلؤٍ) يعني أساور من ذهب ولؤلؤ. ثم قال تعالى (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)) هل هذا في الجنة؟ قال بعضهم (وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ (10) يونس) يعني أنهم لا يسمعون إلا الطيب من القول ولا يقولون إلا القول الطيب. وقول آخر أن هذه من صفاتهم في الدنيا، في صفة عباد الله المؤمنين أنهم يُهدَون إلى الطيب من القول فيكون دائمًا قوله طيبًا ولماذا يركب الإنسان الألفاظ السيئة؟ لماذا لا يكون رده طيبًا؟! إذا أخطأ عليك إنسان فرق أن ترد عليه بنبرة وأن تقول جزاك الله خيرًا، فرق كبير في المعنى وفي الأثر ولذلك ذكر تعالى (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)) هذه من صفات عباد الرحمن ولذلك ذكر الله تعالى أنه هداهم إلى الطيب من القول وهداهم إلى صراط الحميد.

د. عبد الرحمن: ولعله ونحن الآن في ايام صيام النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إذا وقع بينك وبين أخيك نزاع أو نقاش فقال فإن شاتمه أحد أو خاصمه فليقل إني صائم هذا نوع من التربية على إلتزام القول الطيب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير