تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. محمد: ينبغي عند تفسير كتاب الله أن نرجع إلى اللغة وأقوال العلماء في ذلك فكل قول لا تخدمه اللغة وليس له سابق لأهل العلم لا ينبغي الأخذ به. وأنا من خلال ما اطلعت عليه في كتب التفسير لم أجد قولًا بهذا يكاد أو أجمعت الكتب التي اطلعت عليها على أن تحديد مرضعة بالتاء دليل على أنها تمارس الرضاعة فتذهل عنه في حالة الرضاعة يكون أشد. أما إذا كان بأجر فأعتقد أن التي ترضع بأجر قد تذهل عن الطفل حتى وليس في موقف فيه ذهول لأنها ليست المستأجرة كالنائحة فهذه مستأجرة تذهل لأي سبب وهذا والله أعلم بعيد عن بلاغة القرآن الكريم

د. عبد الرحمن: وكما تفضلت هذه الأمور لا تثبت إلا بنقل عن العرب وليست المسألة بالاجتهاد. من الأشياء التي أشارت إليها السورة ولا نريد أن نغفلها المجادلة بغير علم، الكلام بغير علم، هل المقصود هنا بها المجادلة مطلقًا بغير علم؟

د. محمد: أشارت إلى المجادلة بغير علم في موضعين (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ (3)) والموضع الثاني قال (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ (8)) كلاهما مجادلة في الله بغير علم والمجادلة في الله بغير علم لا تجوز سواء كان في وجود الله في أسمائه في صفاته في شرعه في أي أمر من شرعه المجادلة بغير علم لا تجوز. لكن نلحظ في الموضع الأول أن فيها إتباع أئمة الضلال، مجادلة بسبب إتباع أئمة الضلال قال (وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ) فهي مجادلة كان المحرِّك لها والداعي لها إتباع أئمة الضلال. والموضع الثاني كانت المجادلة الداعي لها هو الصد عن الإسلام، الصد عن الإسلام وكلاهما سيء، فالأول يجادل متابعة لأئمة الضلال من شياطين الإنس والجن والثاني يجادل بغير علم ليصدّ الناس عن الإسلام. وهذه قضية مهمة خصوصًا في عصرنا الحاضر فيما نسمى بعولمة الثقافة حينما دخلت على المسلمين ثقافة الأمم وأصبح وللأسف بعض المسلمين ربما يتكلم في قضايا لا دليل له عليها. الفارق بين الذي يجادل بعلم والذي لا يجادل بعلم هو الهوى فمن كان طلبه الحق ويبحث عن الحق فهذا الغالب أنه يبحث عن العلم والدليل لكن الذي يتبع الهوى فالغالب أنه يحيد عن العلم لأنه يريد أن يسير على ما يهواه. ولذلك كانت هذه الإشارة في هذه السورة فيها لفتة عجيبة في هذا الجانب

د. عبد الرحمن: وإن كنت ألمس من هذه الآية أنه العدة في الجدال هو العلم أو الهدى أو الكتاب الموثوق أما الدعاوى والفلسفات لا تعتبر مما يستدل به.

د. عبد الرحمن: في قوله (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22)) ما معاني هذه الآيات؟

د. محمد: هذه الآيات أولًا ورد في سبب نزولها في الصحيح عن علي رضي الله عنه وعن أبي ذر كان يقسم أن هذه الآيات نزلت في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث حينما تبارزوا مع عتبة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وذلك أنه في غزوة بدر برز هؤلاء عتبة وشيبة والوليد إلى صف المسلمين قالوا يخرج لنا من يبارزنا فخرج لهم ثلاثة من الأنصار وكانوا لا يرون وجوههم قالوا من أنتم؟ قالوا فلان وفلان وفلان قالوا كرام أبناء كرام، لكن نريد من قومنا فرجعوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم قم يا علي قم يا حمزة قم يا عبيدة فقاموا قالوا من أنتم؟ قالوا فلان وفلان وفلان فقبلوا المبارزة وبارزوهم علي وحمزة لم يمهلا أصحابهما فقضوا عليهما بضربة وعبيدة تخالف هو وصاحبه وكل منهما أثخن صاحبه بالجراح فكرّ عليه علي وحمزة وقتلوه وحملوا صاحبهما عبيدة بن الحارث إلى معسكر المسلمين. إذن فعليّ رضي الله عنه نحن أول من يجثو للخصومة يوم القيامة هذا في سبب النزول لكن هذا لا يمنع من عمومها. ولذلك ورد في بعض الآثار أنها بين المسلمين وأهل الكتاب كل منهما يقول نحن على الحق وهؤلاء يقول نحن على الحق وذكر العلماء قول ثالث أنها بين المؤمنين والكافرين وهذا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير