د. مساعد: هذه السورة سورة المؤمنون هذا هو الإسم المعروف لها وبعض قد يقول المؤمنون والبعض يقول المؤمنين والخلاف في هذا لا يؤثر على إسم السورة. وهذا الإسم هو الذي اشتهر منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم إلى اليوم وقد تسمى سورة (قد أفلح) أو سورة الفلاح ولكنها تسمية نادرة جدًا ولم ترد إلا عند بعض المتأخرين وهذا يُشعر بأن هذه التسمية تسمية من جهة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد سبق التنبيه على مثل هذا الضابط أنه إذا لم يعرف للسورة في عهد الصحابة رضي الله عنهم بالذات إلا إسم واحد ويتداول بينهم فهذا يشعر أنه قد تلقي من الحضرة النبوية وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نطق بهذا الإسم. ولهذا يبحث عن سر هذه التسمية وهي تسمية هذه السورة بـ (المؤمنون) ونجد في أول آية قول الله تعالى (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)) ظاهر سبب التسمية أنها أخذت من أول السورة.
د. عبد الرحمن: تعليق إذا أذنت لي هو أنك قلت يجوز أن تقول سورة المؤمنون وسورة المؤمنين، توضيح للمشاهدين أنه إذا قلت سورة المؤمنون تقصد بها الحكاية كما يقول النُحاة وإذا قلت سورة المؤمنين فأنت أجريت عليه حكم المضاف إليه. وأذكر للفائدة رحمه الله الشيخ طاهر الجزائري له كتاب إسمه (التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن على طريق الإتقان)،حققه الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله تكلم في فصل طويل عن كيفية إعراب أسماء السور
د. مساعد: الشيخ طاهر رحمه الله تعالى كتبه نفيسة وكان صاحب فوائد ودرر ولهذا أنصح بقراءة هذا الكتاب وكتابه توجيه النظر في مصطلح الحديث.
قلنا لماذا؟ الغالب حكاية هي سورة المؤمنون لكن بعض من كتب في تفسير السورة أو بعض كتب السنة قال سورة المؤمنين على الأصل الإعرابي وإلا في الغالب الحكاية سورة المؤمنون.
لو تأملنا موضوعات السورة سنجد أنها بالفعل منصبة على الإيمان وما يقابله.
وقت نزول السورة
د. مساعد: السورة مكية باتفاق وبما أن السورة مكية فمعنى ذلك أنها ستتحدث عن القضايا المرتبطة بالعقائد الكبرى التي كان يناقش فيها أهل مكة بالذات.
د. عبد الرحمن: وهذا مر معنا في السور المتقدمة سورة يونس وسورة هود أغلبها تتحدث عن قضايا العقيدة
د. مساعد: أغلب السور المكية تتحدث عن قضايا العقيدة وركائز العقيدة المعروفة قضية الألوهية والربوبية وما يتعلق بها من أسماء الله وصفاته، قضية الوحي وما يتعلق به، المرسِل وهو الله سبحانه وتعالى والرسول الأول جبريل والمرسل إليه وهو محمد صلى الله عليه وسلم والرسالة وهو القرآن تتحدث عن كل هذه الأمور عن البعث قضية التوحيد وإثبات البعث قضايا كلها تجدها في السور المكية لكن هذه السورة ستأخذ جانبا معينا وهو ما يرتبط بقضية الإيمان يعني آمنوا ولماذا لا تؤمنوا؟
موضوع السورة:
الإيمان وصفات المؤمنين وصفات من يقابلهم من أهل الكفر وستجد أنها ذكرت وبشكل سريع جدًا مجموعة من الأنبياء إشارة إلى قضية الإيمان والعبادة فقط يعني اتقوا الله واعبدوا الله هذه مجرد إشارات وتذكير لأهل مكة بهؤلاء الأقوام الذين كذبوا أنبياءهم وما آل أمرهم إليه. أيضًا حديث مباشر عن الكفار أنفسهم وسيأتي كلامهم واعتزازهم بالحرم المكي وكونهم أهل بيت الله وكانوا يجعلون هذا نوع من القربة لهم كأنهم يجعلون بينهم وبين الله نسبًا كونهم أهل الحرم فالله سبحانه وتعالى عاب عليهم هذا الأمر كيف تكونوا أهل الحرم أهل بيت الله وأنتم تعرضون عنه ولا تؤمنون به ولا برسوله.
د. عبد الرحمن: لف نظري نلاحظ في القرآن الكريم أن سورة المؤمنون 118 آية وفيها تفاصيل عن الإيمان لعلنا نتطرق إليها وسورة الكافرون سورة قصيرة كانت واضحة في المفاصلة والولاء والبراء وسورة المنافقون خصصت للحديث عن المنافقين فكأن كل فئة من الفئات التي كانت ذات موقف من الوحي خصصت بسورة المؤمنون والكافرون والمنافقون.
د. مساعد: هذا ملحظ جيد لكن لا يأتي واحد ويقول أين أهل الكتاب؟!
د. عبد الرحمن: هناك بعض السور مثل سورة البقرة وسورة آل عمران وغيرها
¥