تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. مساعد: لكن من دون تسمية. ملحظ آخر بما يتعلق بتناسب السور وهذا أيضًا من الأشياء التي يحسن أن يعتنى بها وإن كان كما هو معروف قد يقع فيه نوع من التكلف أو عدم إدراك السرّ وسواء قيل ترتيب السور توقيفي أو اجتهادي أيّا ما كان فإنه لا يمنع من البحث عن علة المناسبة

د. عبد الرحمن: لأن فعل الصحابة على بينة

د. مساعد: نعم على بينة، لو قيل مع أن الصواب الأرجح أنه توقيفي. لو تأملنا آخر سورة الحج في قول الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77)) ثم قال بعدها (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ (78)) ستجد أن الصحابة قد طبقوا هذه الأوامر فكأنه جاء جواب لآخر هذه السورة (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) إخبار أن هؤلاء الذين أمروا بهذا الأمر قد طبقوا هذه الأوامر فماذا حصل؟ أعطاهم الله هذا الجزاء. لما تأتي هذه الآيات المبشرات (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) إذا جاء إنسان في حالة قنوط في حالة يأس في حالة ضعف تقول له ألست تؤمن؟ ألست تصلي؟ ألست كذا؟ يقول بلى، قل إسمع هذا الخبر (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) مؤكد هذه براعة استهلال إخبار من الله سبحانه وتعالى أنه قد جعل الفلاح للمؤمنين قال (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) فهي واضحة جدًا ولا تحتاج الإنسان أن يشك فيها طرفة عين. ولهذا بدأ يذكر صفات هؤلاء المؤمنين.

د. عبد الرحمن: إسمح لي أن أناقشك في مسألة المناسبات بين السور وما يكتبه المفسرون في كتب التفسير تلاحظ أن المتقدمين لم يكونوا يعتنون بهذا مثل الصحابة والتابعين أو لم يُحفظ عنهم في كتب التفسير ذلك ثم جاء بعض المتأخرين وبدأوا يكتبون في هذا مثل الرازي وغيره واذكر كلامًا جميلًا للرازي عندما قال وإنما "هو أمر معقول إذا عُرِض على العقول تلقته بالقبول". هل برأيك هناك ضابط يمكن أن نقول هذه مناسبة مقبولة وهذه مناسبة أفضل من هذه وهذه مناسبة لا يؤتى بأفضل منها؟ لأن البعض يقول أنت جئت الآن بمناسبة فيقول هذه مناسبة غير صحيحة ويأتي بمناسبة يرى هو أنها أصح فيقع الاختلاف

د. مساعد: المناسبات متعددة طبعًا أنا جئت بنوع من أنواع المناسبات وإلا هي متعددة جدًا. وأنا أتيت بمناسبات لفظية معنوية من جهة الألفاظ، (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) هذه لفظية ومعنوية أن هناك أوامر لهؤلاء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ) فكأنه حصل منهم هذا فقال قد أفلح هؤلاء الذين ذكرتهم في آخر السورة. هذه مناسبة معنوية فالمناسبات متعددة لكن أحيانًا بالفعل يظهر لكثير من المتأملين أن هذه المناسبة فيها نوع من التكلف فالمسألة مبنية دائمًا على الاجتهاد يقع فيها منازعات

د. عبد الرحمن: هل هناك ضوابط تذكرها في بعض الكتب؟ أوليست المسألة جديرة أن يوضع لها بعض الضوابط؟

د. مساعد: لا شك. أنا أذكر "كتاب الإعجاز البياني في ترتيب سور القرآن وآياته" وهذا الكتاب ما دمنا على الهواء أعرته لا أدري لمن ولعله يسمع ويعيده، وهذا كتاب أنفس ما كتب في هذا الموضوع وجاء بجميع أنواع المناسبات اللفظية والمعنوية والسياقية ورتبها وكتب عنها وأفضل ما كتب في نظري في هذا الباب وطبعًا هناك كتب علوم القرآن مثل البرهان للزركشي كتب مجموعة من أنواع المناسبات هي موجودة بين مناسبة خاتمة السورة وأول السورة

د. عبد الرحمن: والسيوطي له كتاب إسمه "أسرار المطالع والمقاطع" بين مطلع السورة وخاتمتها

د. مساعد: وله أسرار ترتيب القرآن الذي سمي هكذا وأيضًا في ترتيب السور لعبد الله صديق الغماري في تاسب سور القرآن وأبو جعفر بن الزبير الغرناطي وهو من علماء القرآن له كتاب تناسب سور القرآن حققه الدكتور سعيد الفلاح هناك مجموعة من الكتب في هذا يمكن الرجوع إليها ولعل بعض الإخوة يجتهد في استنباط أشياء في المناسبات غير هذه وهو لا شك باب مفتوح. ولعلي أشير إلى اصل وإن كان الحديث فيه كلام عند بعض المحدثين وهو حديث إبن عباس لما قال لما عمدتم إلى سورة التوبة فجعلتموها بعد الأنفال ولم تجعلوا بينها سطر بسم الله؟ وجواب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير