تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. مساعد: لو قرأت كتاب الحارث المحاسبي تجد أنه يتكلم عن قضايا مرتبطة بعلوم القرآن وتفسيره وهو يجعلها من باب فهم القرآن ولهذا يكثر عنه عبارة "من عقل عن الله كلامه" فبما أننا نحن الآن نجتهد أو نحرص على أن نبرز أو نقدم هذا القرآن للناس فأرى أن نقدم لهم القرآن كما قدمه السلف لما جاء من الأمم نقدمه نحن كذلك فلا نخصصه في جزء دون جزء بل يكون عندنا النظر الشمولي وما يرتبط بفهم القرآن على الوجه الأعم، هذا في نظري أولى لأنه لما نقول التدبر التدبر يحتاج إلى علماء ما يكفي فيه النظر الأولية، كل واحد يتدبر على مستواه لكن إذا أردنا التدبر الحقيقي الذي يبنى عليه أشياء فيجب أن ننتبه أنه هناك أشياء لا يتدبرها إلا العلماء

د. عبد الرحمن: يتفاوت فيها الناس والعبرة ربط الناس بالقرآن الكريم وجعله منهج حياة وكلٌ بحسبه

د. مساعد: الغاية التي نريدها يجب أن تكون الوسائل إليها صحيحة فوصول بعض الناس إلى هذه الغاية بطرق غير صحيحة لا يعني أن الطرق التي وصولوا إليها صحيحة ووصولهم إلى بعض الطرق التي قد يكون فيها إشكال لا يعني أن هذه الطريقة صحيحة فإنه يلزمنا نحن الطريقة الصحيحة كيف تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع هذا الكتاب وعلمه لصحابته وكيف علمه الصحابة لمن جاء بعدهم هذه هي الطريقة المثلى فنحن نحاول أن نتتبعها ونبحث عنها ونعلمها للناس.

د. عبد الرحمن: هناك لفتة أريدك أن تعلق عليها، في هذه السورة ذكر الله تعالى قصة نوح عليه الصلاة والسلام ثم ذكر رد قومه (فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ (23)) ثم جاء بعدها فذكر قصة نبي لم يذكره فقال (ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ (31) فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32)) لم يحدد الله في هذا المقطع من هم هؤلاء القوم؟ ومن هو هذا النبي؟ وهذا سؤال ورد في ملتقى أهل التفسير وهو سؤال وارد في كتب التفسير، من هم هؤلاء القوم؟ وهل من حكمة في إبهامه؟

د. مساعد: إذا كان بالفعل هو موضوع الإيمان ومن يقابله بالفعل هو موضوع السورة فالمسألة واضحة جدًا أن المراد الإشارة بالعبرة بهؤلاء القوم الذين أنكروا رسولهم وكفروا به فوقع عليهم العذاب هذا هو المراد والله سبحانه وتعالى يخبر بخبره الصادق ولهذا هو خبر ثقة بل هو أوثق الأخبار وإلا ما كان الله احتاج في هذا الخبر أن يقول تثبتوا منه هل وقع أو لم يقع، هو يقول هذا حصل وانتهى. لو تأملنا لفظة الصيحة التي وردت في آخرها، الصيحة هي التي جعلت البعض يقولون هم قوم شعيب لأنهم عذبوا بالصيحة وآخرون قالوا قوم ثمود عذبوا بالصيحة فهل هم هؤلاء أو غيرهم الله أعلم فالإبهام هنا مقصود لأن العبرة متحققة أنهم قوم أرسل إليهم رسول فكفروا برسولهم فعاقبهم الله بالصيحة من يكون هؤلاء القوم؟ الله أعلم فهذا الإبهام يبدو لي أنه مقصود، يحتمل هذا ويحتمل هذا والله أعلم. ولهذا يأتي بعده في قوله سبحانه وتعالى (فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ (32)) إلى أن جاء إلى موسى وهارون وهذا الفصل الطويل يعطي فرصة في احتمال أكثر من نبي.

د. عبد الرحمن: من فوائد الإبهام في القرآن الكريم أن العبرة تتحقق دون التنصيص على شخص ولذلك تلاحظ سورة المنافقون سورة التوبة تحدث القرآن الكريم عن المنافقين كثيرا في القرآن لكن لم يذكر أي واحد باسمه وهذا مطلب وها معناه أن المسألة ليست متعلقة بالأسماء وإنما بالأوصاف.

د. مساعد: بقي ملحظ في آية التدبر لما قال (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (69)) نقف عند القول والرسول وهذه نستفيد منها الآن، الآن مع الأسف نجد أن بعض الناس يعرض عن الحق لأنه جاءه من فلان، مجرد أن يسمع قال فلان يلغي الاستقبال عنده مباشرة ولهذا نقول يجب على المسلم أن يكون دائمًا يدور مع القول مع الحق الله أعطاك علما وعقلا فتأمل قد يكون عندك الخطأ وأنت لا تدري وكذلك خصمك قد يكون عنده الخطأ ولا يدري فتأمل في القول وليس في الشخص. لكن الله سبحانه وتعالى قال (أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير