تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن: صفات المؤمنين في هذه السورة كل واحدة تستحق أن نفردها بحديث لكن نكتفي بما ذكرنا. يلفتني في قوله (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ (68)) ما دام تحدثت عن التدبر في القرآن والخشوع فيه فهو باب من أبواب الخشوع في الصلاة الآن تدبر القرآن الكريم الذي يقرأه الإمام في الصلاة هو طريق من طرق الخشوع في الصلاة لأن بعض الناس يدخل في الصلاة ثم ينشغل بأمور دنيوية ببيت يشتريه أو بسيارة وأمور الدنيا ما أكثرها لكن لو اشتغل بتدبر الآيات التي يقرأها الإمام والتأمل فيها لكان هذا معينًا له بإذن الله على الخشوع في الصلاة.

د. مساعد: هذا صحيح، معرفة المعاني من أكبر وسائل الخشوع سواء معاني الآيات أو معاني الأحاديث التي يذكرها الإنسان في صلاته والأذكار المرتبطة بالصلاة في وسط الصلاة نغفل عنها ونغفل عن معانيها لهذا الإنسان يرددها مجرد ترداد دون أن يكون لها حقيقة في قلبه. الآيات هي استوقفتني كثيرا من قوله تعالى (قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ (66)) الآيات تتحدث عن أهل مكة كما هو ظاهر قال بعدها (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67)) وفي قرآءة تُهجِرون ثم قال (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ) لو تأملنا الآيات تتحدث عن أهل مكة وعن موقف أهل مكة من النبي صلى الله عليه وسلم ومن القرآن ومن الحرم لأنه قوله (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ) كلام السلف على أن الضمير في (به) يعود إلى الحرم (وأنتم تسمرون في الحرم وأنتم تهجرون في قولكم) تهجرون القرآن أي تعرضون عنه أو تُهجرون يعني تقولون الفحشى والسبّ قراءتان ولكل قرآءة معنى

د. عبد الرحمن: معاني لا تتعارض وإنما تتوافق

د. مساعد: بل هي متوافقة هذه مع تلك. الله سبحانه وتعالى ينعي عليهم هذا الوصف يعني مستكبرين أنتم في حرم الله وتتكبرون على ذكر الله وتعرضون عنه وتقولون الهجرى من القول ولذا قال (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ) المقصود به القرآن. الآن لما يقول لهم (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ) هذا واضح أنهم يفهمون هذه المعاني التي تليت عليهم (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) يوسف) فكون الله سبحانه وتعالى أنزله بلسان عربي مبين واضح فمثل هؤلاء ما كانوا يحتاجون أن يبين لهم فهم يعرفون معانيه فطُلب منهم التدبر لأنهم يعرفون المعنى ولهذا أنا أنبه أن بعض من يتكلم في التدبر يضع قاعدة أن التدبر للعامة والتفسير للعلماء وهذا يحمل شيء من المناقضة وإنما الصواب أن نقول إن التدبر لا يمكن إلا أن يكون بعد فهم المعنى التي هي وظيفة التفسير فليس هناك انفصال بين التفسير والتدبر لا يمكن للإنسان أن يتدبر شيئًا لا يفهم معناه وإنما يتدبر فيما يفهم معناه فنقول له تدبر فيما تعرف معناه فإن جهلت المعنى فاسأل عنه فإذا فهمته تدبره، هذا هو الصواب في هذه القضية.

د. عبد الرحمن: الحقيقة حتى التفسير هو باب من التدبر وإلا نحن مولعون الآن بأننا نفصل بين المصطلحات فصلًا وإلا المسألة متقاربة

د. مساعد: هذا ملحظ جميل أننا في بعض الأحيان نريد أن نضع حدّا فاصلًا نقول هذا تفسير وهذا تدبر ويصعب في بعض الأحيان. وما دام أنك ذكرت هذا أنا أرى أن موضوع المصطلحات موضوع مهم جدًا والبعض يتهاون به يقول لا مشاحة في الاصطلاح وهذا ليس بصحيح هذه القاعدة ليست صحيحة على إطلاقها بل هناك مشاحة في الاصطلاح أحيانًا ولذلك أنا أرى أن نفكر في مصطلح "فهم القرآن" فهو أوسع دلالة من تدبر القرآن ويدخل فيه التدبر والتفسير والاستنباط، وهذا المصطلح "فهم القرآن"

د. عبد الرحمن: وهذا عنوان كتاب الحارث المحاسبي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير