تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. صالح: هذه هي سورة الشعراء وهذا هو الإسم المشهور عند العلماء وعند المفسرين سورة الشعراء. وتسمى أيضًا بسورة طسم لأنها افتتحت بها ومن المعلوم أن سور القرآن عادة إما أن تسمى بإسم شيء بارز فيها من قصة أو حدث أو عَلَم أو موضوع أو بمفتتحها مثلًا سورة البقرة آل عمران النساء التوبة الانشقاق هذه كلها بالمواضيع التي تحدثت عنها السورة لكن يمكن أن نجد أن سورة التوبة تسمى براءة وسورة الأعلى تسمى سورة سبِّح اسم ربك الأعلى وسورة الزلزلة إذا زلزلت فتسمى إما بالموضوع أو بالمفتتح الذي تفتتح به السورة ولهذا سميت هذا الإسم وإن كان المشهور هو سورة الشعراء.

د. عبد الرحمن: ما لها أسماء أخرى غير هذا؟

د. صالح: هناك إسمان وجدتهما لكنهما ليسا مشهورين، هناك من سمّاها "الجامعة" وعلل ذلك ابن عاشور رحمه الله تعالى هذه التسمية لأنها جمعت قصص الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين إلى قصة محمد صلى الله عليه وسلم، السور الأخرى عادة تتحدث عن الأنبياء أو الرسل السابقين فهذه ربما لهذا السبب. وابن العربي شاع في موطن أنه أشار إلى أنه قال "ولقد ذكرت ذلك وتحدثت عنه في سورة الظلّّة" وذلك لورود قول الله عز وجل في قصة أصحاب الأيكة (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189)) فسميت بهذا الإسم لكن المشهور هو سورة الشعراء.

وقت نزول السورة:

د. صالح: هي سورة مكية بلا خلاف. فهي من السور التي نزلت بمكة، هناك خلاف في بعض الآيات وإن كان الظاهر والجمهور على أنها جميعها مكية قول الله سبحانه وتعالى (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا (227)) فبعض العلماء نظر إلى هذا الاستثناء في قول الله عز وجل (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا) فقال المراد به من أسلم من الصحابة الذين كانوا في المدينة وكانوا يدافعون عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن ثم فهذه الآيات التي هي من قول الله عز وجل (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227)) إلى آخر السورة مدنية ولكن ليس بالقول القوي بل الظاهر أن جميع السورة مكية. هناك قول لقتادة أن قول الله عز وجل (أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)) أنها أيضًا مدنية لأنها تحدثت عن بني إسرائيل لكن الصحيح أنه ليس كل آية تسير إلى بني إسرائيل هي مدنية لأن المشركين كانوا على صلة ببني إسرائيل وباليهود في المدينة وكانوا قريبين منهم فكانوا على صلة، فخلاصة القول أن السورة جميعها مكية وهذا هو الصحيح.

د. عبد الرحمن: والاستثناء عادة لا يثبت إلا بدليل صحيح

محور السورة

د. صالح: سورة الشعراء اشتملت على موضوعات كثيرة وعدد آياتها 227 آية وعلى العدّ غير البصري والكوفي 226 آية لكن موضوع السورة كبير ومتفاوت ويمكن أن نلخص هذا الموضوع بقولنا أنها جاءت للتنويه بشأن القرآن الكريم وتعنيف المكذبين بالقرآن الكريم وضرب الأمثال لهم هذا الموضوع واضح ذلك أنها افتتحت بالحديث عن القرآن وجاء في ثناياها الحديث عن القرآن (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195)) وشنعت على المكذبين في هذه السورة ابتداء من المخاطبين مشركو مكة الذين لفت الله أنظارهم إلى الآيات المتنوعة سواء كان ذلك في الأرض في الجنات في العيون وغير ذلك أو المكذبين السابقين فجاءت للتشنيع على هؤلاء المكذبين فنستطيع أن نقول بأن هذا هو موضوع السورة وهذا موضوع لا ينفك عن العقيدة سواء فيما يتعلق بالتوحيد أو كان فيما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير