تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يتعلق بالنبوة والرسالة اأو ما يتعلق بلوحي أو باليوم الآخر.

د. عبد الرحمن: حتى تسمية السورة بالشعراء فيه إشارة إلى الدفاع عن القرآن أنهم قالوا إنه شعر

د. صالح: هذه مسألة مهمة جدًا علاقة السورة بالإسم هنا، سميت سورة الشعراء ليس لأهمية الشعر والحديث عن الشعر وإنما لجانب مهم له علاقة بالوحي، كيف؟ المشركون كذبوا بالقرآن الكريم وبالمناسبة فإن آخر آية في سورة الفرقان هي قول الله عز وجل (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77) الفرقان) فهذا التكذيب الوارد هو تكذيب بالقرآن الكريم فجاء هذا الحديث في هذه السورة أيضًا ليبين (فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (6))

د. عبد الرحمن: هذا ربط بين سورة الفرقان وسورة الشعراء

د. صالح: ربط واضح، هناك حديث عن التكذيب وهنا أيضًا حديث عن التكذيب فكذبوا بالقرآن، ماذا قالوا عن القرآن؟ قالوا بأن القرآن كما جاء في سورة النحل في قول الله عز وجل (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (103)) قالوا بأن القرآن شعر وقالوا بأن القرآن كهانة (أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) الطور) فجاء الرد عليهم في هذه السورة فأما قولكم بأن الذي يعلمه أعجمي فقد نزل به الروح الأمين كما قال عز وجل (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195)) وما كان لأعجمي أن يتحدث بلسان عربي مبين. وأما القول بأنه كهانة فقد ذكر الله عز وجل (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)) فالشياطين لا يوحى إليهم ولا يمكن أن يأتوا بهذا القرآن فنفى الله عز وجل أن يكون كهانة. ولأن العرب كانوا يقولون أن الشاعر يستلهم شعره من الجن هكذا كانوا يتصورون وإن لم يكن لهذا حقيقة، يتصورون الشاعر المبدع أن له شيطانًا يعلمه ذلك فبيّن لهم سبحانه وتعالى أن الشعر لم يكن عادة في الدعوة للإصلاح لا يأتي بمنهج مفيد وإنما انظروا إلى شعرائكم هؤلاء فما هو حالهم (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا (227)) فبيّن سبحانه أن القرآن ليس بشعر كما قال شبحانه وتعالى في سورة الحاقة (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41)) فبيّن سبحانه وتعالى أن ذلك لم يكن شعرًا. إذن الحديث هنا عن الشعر والشعراء لم يكن الشعر هو أساس الحديث لكن تنزيه القرآن عن أن يكون شعرًا بذكر الشعراء وأنتم قوم عرب تعرفون حال الشعر والشعراء وتعرفون مجنون ليلى وتعرفون كثير عزة والجاهليين لم يأتوا بشيء من ذلك فهؤلاء (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)). ودعني أشير هنا ونحن نتلمس أيضًا جمال البيان القرآني الاستعارة الجميلة هنا (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ) فكأن هذا الشاعر كبعير هائم يبحث عن العشب والكلأ ولم يجد هذا العشب في الأماكن المرتفعة فاضطر إلى النزول إلى الأودية هائم يبحث عن ذلك وذلك أن الشاعر تجده يومًا يمدح ويومًا يذم وربما أحيانًا سخط على إنسان فذمّه وهو ليس أهلًا للذم وربما أعجب بإنسان فمدحه وأعلى شانه مع أنه لا يستحق المدح فلهم جوانب متعددة (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226))

د. عبد الرحمن: أحيانًا بعض الشعراء تجد في شعره كما قالوا عن المتنبي أنه كان إذا وصف معركة كانت أبياته أبلغ من نصالها تشعر كأنك في المعركة مع أنه هو ليس من الشجعان فهو يصف الشجاعة ولم يجربها.

د. صالح: قالوا أن الفرزدق قال أبياتًا من هذا (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ) فقال قصيدة وكان عند سليمان بن عبد الملك قال فيها:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير