تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 Sep 2010, 01:12 م]ـ

شكر الله لك أخي الفاضل أبو عاتكة على التنبيه ولعل أحد المشرفين الأفاضل يتكرم بتصحيح الخطأ فالصحيح هو (موسى عليه السلام) وليس نوحًا كما ورد،

عذرًا أني لم أنتبه له مع مراجعتي للحلقة لكن جلّ من لا يسهو.

ـ[صالح صواب]ــــــــ[07 Sep 2010, 12:16 ص]ـ

الفرق بين (الأقدمين) و (الأولين):

لم أقف على من فرق بين الأقدمين والأولين، وجميع من وقفت على كلامهم من المفسرين، يفسرون (الأقدمين) بـ (الأولين)، ويفسرون (الأولين) بـ (الأقدمين).

وهذا النوع من التفسير غير دقيق، وإنما هو تفسير بالألفاظ المتقاربة، وهو ما تحدث عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه (مقدمة في أصول التفسير) حيث قال في حديثه عن أسباب اختلاف المفسرين:

"ومن الأقوال الموجودة عنهم (أي المفسرين) ويجعلها بعض الناس اختلافا: أن يعبروا عن المعاني بألفاظ متقاربة لا مترادفة، فإن الترادف في اللغة قليل، وأما في ألفاظ القرآن فإما نادرا وإما معدوم، وقلّ أن يعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدى جميع معناه، بل يكون فيه تقريب لمعناه، وهذا من أسباب إعجاز القرآن، فإذا قال القائل: (يوم تمور السماء مورا): إن المور: الحركة كان تقريبا؛ إذ المور حركة خفيفة سريعة.

وكذلك إذا قال: الوحي: الإعلام، أو قيل: (أوحينا إليك): أنزلنا إليك، أو قيل: (وقضينا إلى بني إسرائيل) أي: أعلمنا، وأمثال ذلك فهذا كله تقريب لا تحقيق، فإن الوحي هو إعلام سريع خفي، والقضاء إليهم أخص من الإعلام، فإن فيه إنزالا إليهم وإيحاء إليهم، والعرب تضمن الفعل معنى الفعل وتعديه تعديته" إلى أن قال رحمه الله: "ومن قال: (لا ريب): لا شك، فهذا تقريب، وإلا فالريب فيه اضطراب وحركة كما قال دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" اهـ كلامه.

والذي ظهر لي بعد تأمل أن هناك فرقا دقيقا بين الأقدمين والأولين.

فالتقدم يعني مجرد الأسبقية، فمن سبقك إلى شيء فقد تقدم عليك، ولكنه لا يعني أن المتقدم هو الأول مطلقا، فقد يكون متقدما على غيره وقد تقدم عليه غيره، أما الأول فهو متقدم مطلقا.

فعبارة (الأولون) أصدق في وصف السبق من (الأقدمون) فسبق الأقدمين نسبي، بخلاف سبق الأولين فهو سبق مطلق.

ولأن السبق هنا نسبي وهم حديثو عهد بآبائهم الذين كانوا يعبدون الأصنام، فقد حسن إيراد صفة الأقدمين، أي: آباؤهم القريبين المتقدمين عليهم، بخلاف حديث المشركين عن البعث، فإن إشارتهم إلى البعيدين من آبائهم، باعتبار أنه كلما تقدم الزمن كانت الإعادة والبعث – في نظرهم – أشد غرابة، فوصفوا آباءهم بالأولين.

هذا ما ظهر لي والله أعلم بالصواب

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[07 Sep 2010, 09:26 ص]ـ

شكر الله د. صواب على إجابتك الطيبة ومتابعتك لكل الأسئلة التي تريد خلال الحلقات التي تقدمونها. زادك الله علمًا وفهمًا لكتابه العزيز ونفعنا بعلمكم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير