تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 - 10 - 07, 08:57 م]ـ

اللمعة 9:

لا يجوز الخلط بين اللغة –الموضوع واللغة الشارحة، ويبدو أن الذين ردوا على منكري المجاز قديما وحديثا لم يسلموا من ذلك الخلط فجاء منهم تشنيع على الخصوم بلا مسوغ حتى إن الإمام الشوكاني-عفا الله عنه- في إرشاده،قال عن الإمام أبي إسحاق الاسفراييني:

(وخلافه هذا يدل أبلغ دلالة على عدم إطلاعه على لغة العرب وينادي بأعلى صوت بأن سبب هذا الخلاف تفريطه في الاطلاع على ما ينبغي الاطلاع عليه من هذه اللغة الشريفة وما اشتملت عليه من الحقائق والمجازات التي لا تخفى على من له أدنى معرفة بها).

وقال بعد ذلك:

(وقد قيل إن أبا علي الفارسي قائل بمثل هذه المقالة التي قالها الإسفرائيني وما أظن مثل أبي علي يقول ذلك فإنه إمام اللغة العربية الذي لا يخفى على مثله مثل هذا الواضح البين الظاهر الجلي ... )

الحقيقة أن الشوكاني نادى على نفسه بأعلى صوت بالتحامل وسوء الظن فقد نزه أباعلي من إنكار المجاز لعلمه بالعربية وكأن الإسفرائيني من الجهل بحيث إذا قيل له "جاء البحر" يفهم أن البحر الأحمر أو الأبيض قد جاء إلى المجلس .. !!

سبحان الله!

وتمادى الشوكاني في التشنيع حتى قال:

(والإنكار لهذا الوقوع مباهتة لا يستحق المجاوبة .. )

ثم غسل يديه نهائيا من القضية فقال:

(وعلى كل حال فهذا لا ينبغي الاشتغال بدفعه ولا التطويل في رده فإن وقوع المجاز وكثرته في اللغة العربية أشهر من نار على علم وأوضح من شمس النهار).

كان على الإمام الشوكاني -وهو المجتهد المحقق-أن يعي أن المجاز المنكر هو الوارد في خطاب البلاغيين أي في اللغة الشارحة لا التعابير المستعملة في اللغة العربية من قبل أهلها ..

الشيخ الإسفرائيني لا ينكر -وأنى له ذلك وإن أراد-أن العرب تقول:

"جاء الشجاع"

كما تقول:

"جاء الأسد بسيفه"

وليس هو في حاجة إلى أن يكون إماما في العربية كالفارسي ليدرك ما يعرفه الأطفال ...

لكنه ينكر ما يقوله البلاغيون من أن العربي عندما يقول:

"جاء الأسد بسيفه"

يكون ذهنه قد قام بسلسلة أفكار بدأها بالتشبيه وثناها بالادعاء وثلثها بالحذف وربعها بالإشارة ...

فهل يحدث هذا التداعي بمثل هذا الترتيب في عقل العربي أم أنه يفهم في أقل من لمح البصر أن "جاء الأسد بسيفه"معناها جاء الشجاع!

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 - 10 - 07, 11:58 م]ـ

اللمعة 10:

جعلت موضوع هذه اللمعة العاشرة تفسير البلاغيين للبسملة ليتفق رقم ترتيبها مع عدد المجازات المزعومة في البسملة.

المجاز1:

البسملة في مجملها مجاز علاقته الضدية من الإخبار المقيد إلى الإنشاء التبركي كصيغ العقود.

المجاز 2:

زعم الخادمي في رسالته عن البسملة أن "الباء" تدل على الإلصاق وهي هنا مجاز لأن الإلصاق يلزمه الاقتران والاتصال ويلزمها وجود المتلاصقين معا وهما هنا البسملة وما بعدها وهما لفظان لا يتواجدان معا فليسا متصلين ولا مقترنين فليسا متلاصقين إلصاقا حقيقيا.

وكذلك زعم الدماميني أن حقيقة الباء هو الإلصاق مثل قولك "أمسكت باللص"إذا قبضت على شيء من جسمه أو على ما يحبسه من يد أو ثوب،أما إذا لم تقع المماسة فالباء مجاز مثل قولك مررت باللص أي ألصقت مروري بمكان يقرب منه!!!!

اللهم ثبتنا!

المجاز3:

زعم الأمير أن حقيقة الباء هي الإلصاق فيكون فيها استعارة تبعية لتشبيهها بارتباط الإلصاق على ما لا يخفى تقريره.

المجاز4:

زعموا أن" الباء" إن كانت للاستعانة حقيقة فهي هنا مجاز لأن الاستعانة الحقيقية إنما تتصور من ذاته تعالى لا من اسمه.

المجاز5:

زعم الخادمي وغيره أن في الباء" مجازا على مجاز" (مجاز من الدرجة الثانية) وهذه الحذلقة من المتأخرين صحهها السيوطي في إتقانه عند زعمه أن في قوله تعالى:" وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً" شاهدا على وقوع المجاز على المجاز.

وتقريره في البسملة:

أن الباء وضعت للإلصاق –كما قال سيبويه-ثم نقلت إلى الاستعانة فذاك مجاز ..

ثم نقلت من الاستعانة بالذات إلى الاستعانة بالاسم فذاك مجاز آخر .. ولا تعتقدن أن هنا جمعا للمجازين السالفين فتصفنا بالتكرار بل مجازا واحدا جديدا مكونا من طبقتين!!

المجاز6:

قال العلامة الخادمي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير