تَصْحيحُ وَهْمٍ في تاريخِ الطَّبَرِيِّ: بنو سنان الغَطَفانيُّون
ـ[منصور الرحيمي]ــــــــ[26 - 02 - 08, 01:35 ص]ـ
جاء في تاريخِ الطَّبَرِيِّ 2/ 577 (طبعة دار الكتب العلمية ـ 1411 هـ) في أحداثِ سنة 23 هـ في أخبارِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي اللهُ عنه:
[حدثني ابنُ حميدٍ قال: حدثنا سَلَمَةُ عن مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ عن رَجُلٍ عن عِكْرِمَةَ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: بينما عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رضي اللهُ عنه وبعضُ أصحابِه يتذاكَرُونَ الشِّعْرَ، فقال بعضُهم: فلانٌ أشْعَرُ. وقال بعضُهم: بَلْ فلانٌ أشْعَرُ. قال: فأقبَلْتُ، فقال عُمَرُ: قد جاءَكُمْ أعْلَمُ النَّاسِ بها! فقال عُمَرُ: مَن شاعرُ الشُّعَراءِ يا بْنَ عبَّاسٍ؟ قال: فقُلْتُ: زُهَيْرُ بنُ أبي سُلْمَى. فقال عُمَرُ: هَلُمَّ مِن شِعْرِه ما نَسْتدِلُّ به على ما ذَكَرْتَ! فقُلْتُ: امْتَدَحَ قوماً من بني عَبْدِ الله بنِ غَطَفَانَ فقال:
لَوْ كَانَ يَقْعُدُ فَوْقَ الشَّمْسِ مِنْ كَرَمٍ = قَوْمٌ بِأَوَّلِهِمْ أَوْ مَجْدِهِمْ قَعَدُوا
قَوْمٌ أَبُوهُمْ سِنَانٌ حِيْنَ تَنْسُبُهُمْ = طَابُوا، وَطَابَ مِنَ الأَوْلادِ مَا وَلَدُوا
إِنْسٌ إِذا أَمِنُوا، جِنٌّ إِذا فَزَعُوا، = مُرَزَّؤُونَ، بَهَالِيلٌ إِذا حَشَدُوا
مُحَسَّدُونَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ نِعَمٍ = لا يَنْزِعُ اللهُ مِنْهُمْ مَالَهُ حُسِدُوا
فقال عُمَرُ: أَحْسَنَ! وما أَعْلَمُ أحداً أولى بهذا الشِّعْرِ من هذا الحيِّ من بني هاشمٍ؛ لفَضْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقرابتِهم مِنْهُ ... ].
وفي هذا الخبرِ مَوْضعانِ للتَّحقيقِ:
1 ـ نُسِبَ الشِّعْرُ إلى زُهَيْرٍ في هذا الخبرِ، وهو في دِيْوانِه (انظر: صَنْعَةَ أبي العَبَّاسِ ثَعْلَبٍ 204، وصَنْعةَ الأعْلَمِ الشَّنْتَمَرِيِّ 228)، وفي بعضِ المصادر: تُنْسَبُ إلى أبي الجُوَيْرِيَةِ العَبْدِيِّ ـ من عَبْدِ القَيْسِ من ربيعةَ بنِ نِزَارٍ ـ، واسْمُه: عِيْسَى بنُ أَوْسٍ (انظر: الوحشيَّات 261، والمؤتلف والمختلف 99، ومعجم الشعراء 95). وتَخْريجُ الأبياتِ مُسْتَوْفَى في دِيْوانِ زُهَيْرٍ وفي السِّمْطِ للمَيْمَنِيِّ 1/ 217.
2 ـ المَمْدُوحُ ليسَ من بني عَبْدِ اللهِ بنِ غَطَفَانَ، وهذه الرِّوايةُ التي في تاريخِ الطَّبَرِيِّ ـ إنْ صَحَّتْ ـ وَهْمٌ واضحٌ؛ فالمَمْدُوحُ من بني سِنَانٍ ـ كما جاءَ في البيتِ الثَّاني ـ؛ وبَنُو سِنَانٍ مُرِّيُّونَ من بني مُرَّةَ بنِ عَوْفِ بنِ سَعْدِ بنِ ذُبْيانَ بنِ بَغِيضِ بنِ رَيْثِ بنِ غَطَفَانَ، ومِنْهُم: مَمْدُوحُ زُهَيْرٍ هَرِمُ بنُ سِنَانِ بنِ أبي حارِثَةَ بنِ مُرَّةَ بنِ نُشْبَةَ بنِ غَيْظِ بنِ مُرَّةَ بنِ عَوْفٍ. وإنْ كانتِ الأبياتُ لأبي الجُوَيْرِيةِ العَبْدِيِّ فهُو يَمْدَحُ بها الجُنَيْدَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ عَمْرو بنِ الحارثِ بنِ خارِجَةَ بنِ سِنَانِ بنِ أبي حارِثَةَ، ولأبي الجُوَيْرِيةِ في الجُنَيْدِ أشعارٌ جَيِّدةٌ مَرْوِيَّةٌ (انظر: المؤتلف والمختلف 99، ومعجم الشعراء 95، السِّمْط 1/ 323).
والله أعلم
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 03 - 08, 11:23 م]ـ
نشكر الأخ الكريم على هذه المشاركة الجيدة
ولدي تعليق مختصر كتبته على عجل لعل الأخ يفيدنا بما عنده
أولا من حيث الإسناد فيظهر أن الإسناد فيه ضعف
لأن فيه راويا مبهما ولا نعرف من هو هذا الراوي المبهم!
ثانيا فيه ابن إسحاق وهو مدلس!
ثالثا: حاولت أن أجد معضدا لهذه الرواية فلم أجد ربما لقلة اطلاعي!
رابعا: ذكر ابن الأثير في الكامل هذه القصة وقال (من غطفان) ولم يقل (بنو عبدالله) فينبغي التأكد من صحة نسخة تاريخ ابن جرير الطبري.
وابن الأثير ينقل حرفيا من تاريخ ابن جرير بالتتبع
خامسا: لا أظن أن ابن إسحاق يخفى عليه هرم بن سنان أحد أجواد العرب المشهورين ممدوح زهير
سادسا: أيضا لا أظن أن ابن عباس رضي الله عنه يخفى عليه بنو مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان
و بعض النسابين يعدهم في بني عوف بن لؤي بن غالب بن فهر المضري
وتذكر قصة أن عمر بن الخطاب دعا بني عوف إلى أن يردهم إلى نسبهم في قريش، فشاوروا علي بن أبي طالب، فقال لهم: أنتم أشراف في قومكم، فلا تكونوا مستلحقين في قريش،!
قال بن إسحاق: وحدثني من لا أتهم: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لرجال من بني مرة: إن شئتم أن ترجعوا إلى نسبكم فارجعوا إليه.
قال بن إسحاق: وكان القوم اشرافا في غطفان هم سادتهم وقادتهم منهم: هرم بن سنان بن ابي حارثة وخارجة بن سنان بن أبي حارثة والحارث بن عوف والحصين بن الحمام وهاشم بن حرملة
سابعا:بنو مرة بن بن عوف بن ذبيان هم أجداد أبناء الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
فولد الحسن بن علي بن أبي طالب: الحسن بن الحسن، وأمه خولة بنت منظور بن زبان ابن سيار بن عمرو بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة بن ذبيان بن بغيض ابن ريث بن غطفان، وأمها مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان،
هذا مالدي باختصار شديد