الغد الموافق 27 شعبان 1347هـ عن عمر يناهز الستين وكان يوم جنازته يوماً مشهوداً حضر فيه رئيس الجامعة العام ونائبه ومدير أمور الوطنين ونائب الوالي العام وأساتذة الكليات الأربع بملابسهم الرسمية وباقي مدرسي المدارس وعميد كلية الآداب وأعلام البلد وأعيانه.
أثاره ومؤلفاته: بحث العلامة محمد بن أبي شنب كثيراً في غوامض وعويصات المسائل وصنف وأنتج جراء ذلك ما يزيد على 50 كتاباً في سائر العلوم المتداولة عند العرب والإفرنج والعادات والتقاليد وقد أحيا بعض التآليف بالنشر والتحقيق وبعضها بالتنقيح والتصحيح أو بالشرح والتعليق عليا. منها:
1. تحفة الأدب في ميزان أشعار العرب 1906 و 1928
2. شرح لمثلثات قطرب 1906.
3. أبو دلامة وشعره وهو أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه التي حصل عليها سنة 1924م
4. الأمثال العامية الدارجة في الجزائر وتونس والمغرب 3 أجزاء 1907.
5. الألفاظ الطليانية الدخيلة في لغة عامة الجزائر (لا زال مخطوطاً)
6. فهرست الكتب المخطوطة في خزانة الجامع الأعظم بالجزائر 1909.
7. معجم بأسماء ما نشر في المغرب الأقصى (فاس) من الكتب ونقدها 1922.
8. خرائد العقود في فرائد القيود 1909.
وغيرها من الكتب والمؤلفات وقد حقق وصحح العديد من كتب التراث العربي منها:
1. البتسان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان لابن مريم التلمساني عام 1908 ([6] ( http://www.awu-dam.org/trath/104/turath104-018.htm#_edn6))
2. عنوان الدراية فيمن عرف من علماء المائة السابعة في بجاية للغبريني 1910 ([7] ( http://www.awu-dam.org/trath/104/turath104-018.htm#_edn7))
3. الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية 1920
4. الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية
5. وصايا الملوك وأبناء الملوك من أولاد الملك قحطان بن هود النبي r مع تعليقات عليه.
6. شرح ديوان عروة بن الورد لابن السكيت 1926
7. طبقات علماء أفريقية لأبي ذر الخشني ([8] ( http://www.awu-dam.org/trath/104/turath104-018.htm#_edn8)) مع ترجمة فرنسية 1915 ([9] ( http://www.awu-dam.org/trath/104/turath104-018.htm#_edn9))
8. وكان من جملة ما قام به من الأعمال في هذا الحقل أيضاً أنه ترجم إلى الفرنسية رسالة للإمام الغزالي في رياضة الأولاد وتربيتهم نشرت بالمجلة الإفريقية larevue africaine سنة 1901م.
أدبه وشعره: كان الشيخ رحمه الله من النوابغ في الشعر لكنه سلك فيه مسلك العلماء وقد خاض في معظم فنونه ونكته ما عدا الهجاء فلم يهج أحداً، ومن ذلك قصيدة طويلة يستنهض بها أمته وبني جلدته للأخذ بيد العلم ورفض التخاذل:
أفيقوا بني عمي برُقْي المشارف
...
وجدوا وكدوا في اكتساب المعارف
فقد ذهب الأعلام والعلم بينكم
...
ولم يبق إلا كل غمر وخالف
خلت أربع العرفان واستوطن البلى
...
وغف غراب الجهل حقاً بشارف
فيا وحشتا من طالب ومدرس
...
ومنشد أشعار وراوي اللطائف
وقال يمدح بلده ومسقط رأسه "المدية":
للمدية فضل على كل بلدة
...
بصحة جو واعتدال هواء
وما هي إلا جنة قد تزخرفت
...
بفاكهة طابت وأعذب ماء
وقال مبتهلاً إلى الله عز وجل:
دعوت جليلاً عظيماً قديراً
...
سميعا عليما حليما خبيرا
وحيداً وليس كمثله شيء
...
رحيما وللمذنبين غفورا
ببابك ربي وقفت ذليلا
...
فكن لي إلهي معينا نصيرا
تراني وحيدا فريدا غريبا
...
ترى السقم أضوى عظامي كثيرا
ما قيل فيه: شاهده العلامة محمد كرد علي في مؤتمر المستشرقين في أكسفورد وهو يلقي أحد بحوثه فقال: شهدته يخطب بالفرنسية في مؤتمر المستشرقين وهو في لباسه الوطني: عمامة صفراء ضخمة وزنار عريض وسراويل مسترسلة ومعطف من صنع بلاده فأخذت بسحر بيانه واتساعه في بحثه وظننتني أستمع عالماً من أكبر علماء فرنسا وأدبائها في روح عربي وثقافة إسلامية أو عالماً من علماء السلف جمع الله له بلاغة القلم وبلاغة اللسان ووفر له قسطاً من العلم والبصيرة وقد فطر على ذكاء وفضل غرام بالتحصيل وقيض له أن يجمع بين ثقافتين ينبغ ويفصح في كل لغة بمعانيها.
قال عنه الشيخ عبد الحميد بن باديس: لما عرفناه فقدناه
أما الشيخ البشير الإبراهيمي فقد قال عن محمد بن أبي شنب: فقدنا بفقده ركنا من أركان العلم الصحيح وعلما في أعلام التاريخ الصحيح.
¥