تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الطبطبائي قائلا: له، يا سيد طالب أين وصلت في نشر مذهب أهل البيت، هل جعلت المصريون يلعنون عمر بن الخطاب؟.

ومع انتصار الثورة وقيام نظام الجمهورية الإسلامية أصبحت سياسة تصدير التشيع الصفوي ومواجهة الفكر السني وقمع أهل السنة في الداخل جزء من استراتيجية نظام الجمهورية الذي عمل ومازال يعمل على تحقيق هذه الاستراتيجية عبر مختلف الأساليب والوسائل.

وبخصوص قمع أهل السنة في الداخل الذين ينتمون إلى أقوام وشعوب إيرانية مختلفة يقول الشيخ مولوي عبد الحميد مرادزهي أحد ابرز الشخصيات الدينية السنية الإيرانية. إن السنة يمثلون 25 في المئة من ساكن إيران أي 18 مليون شخص وهؤلاء الملايين لا يوجد بينهم وزير أو محافظ واحد كما لا يوجد سني واحد من بين أعضاء هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، ومنذ 27 عاما ونحن نطالب بالترخيص لنا لبناء مسجد لأهل السنة في العاصمة طهران ولكن الحكومة ترفض الموافقة على هذا الطلب. (علما أن الدستور الإيراني الذي وضع على أسس طائفية حرم المواطن الإيراني السني من تبوئ منصب رئاسة الجمهورية وجعل هذا المنصب محصورا باتباع المذهب الشيعي مثله مثل منصب مرشد الثورة).

وقد حذر إمام جمعة مدينة زاهدان مركز إقليم بلوشستان في شرق إيران من سياسة التمييز الطائفي الذي تمارس ضد أهل السنة قائلا: إذا لم يتم مواجهة المتطرفين ووقف تصرفاتهم العنصرية فان مخاطر كثيرة سوف تواجه الجمهورية الإسلامية وأننا نأمل من قادة النظام أن يقفوا بوجه المتطرفين الشيعة وان لا يفرضوا قيود طائفية على أهل السنة.

ويضيف مولوي عبد الحميد، أن أهل السنة بذلوا قصارى جهدهم لأي لا ينقلوا شكواهم من السياسات التمييزية التي يتعرضون لها إلى الخارج حيث إن غيرتنا الإسلامية وايرانيتنا منعتنا من نقل شكوانا من المسؤولين في النظام إلى المجامع الدولية.

وعن الازدواجية التي يظهرها النظام الإيراني في ادعائه بالعمل على التقريب والوحدة بين المسلمين يقول مدير مدرسة دار العلوم الإسلامية في زاهدان، إن مسؤولي مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية يسافرون إلى كل مكان في العالم بهدف الوحدة ولكن مع الأسف أن هذا المجمع لا يعمل في الداخل كما يظهره في الخارج وهذا الأمر يثير لدينا التساؤل حيث نحن في الداخل لدينا مشاكل متعددة تواجه الوحدة.مؤكداً أن حل معاناة أهل السنة أهم بكثير من قضية الملف النووي وان مواجهة العدو الخارجي لا تتم إلا بالوحدة الداخلية.

قادة النظام الإيراني الذين لم يتركوا مناسبة إلا و طرحوا فيها موضوع الوحدة الإسلامية عملوا ومازالوا يعملون على جعل مذهب التشيع وسيلة لاختراق ساحات الدول الإسلامية، فقد تمرسوا العزف على هذا الوتر الحساس الذي اصبح من اخطر التهديدات التي تواجه الدول العربية تحديدا وذلك لما لهذا الموضوع من خطر على وحدة المجتمعات العربية وسلامة أمنها. وقد أظهرت حالة الاقتتال الطائفي التي يمر بها العراقيون اليوم والتي يلعب النظام الإيراني دورا بارزا في تأجيجها، أظهرت بجلاء مدى خطورة سياسة نشر الفكر الطائفي على المجتمعات العربية والإسلامية.

فبعد فشل تحقيق أهدافهم في تصدير الثورة عن طريق القوى العسكرية التي أفشلتها تجربة حرب الثمانية سنوات مع العراق، لجئ قادة النظام الإيراني إلى سياسة اعتماد التفرقة الطائفية في البلدان العربية تحت غطاء نشر المذهب الشيعي ليسهل عليهم عملية اختراق تلك البلدان وهذا ما رأينا بعض صوره في اليمن عبر ما دار من اقتتال بين الحكومة والمتشيعين الذين يتلقون أوامرهم من قادة لهم في حوزة قم الإيرانية. كما أن هناك مجادلات واتهامات حادة تدور حاليا بين بعض المتشيعين ورجال دين ومثقفين في الساحة المصرية. حيث اعتبر المتشأمون أن ظاهرة المتشيعين الجدد إنما هي حركة سياسية تقف ورائها أيادي أجنبية تستهدف البلاد. وقد رد على ذلك بعض المتشيعون أن التشيع له جذور في مصر، فالدولة الفاطمية كانت دولة شيعية. وقد استشهد بعضهم بكتاب المقريزي تحت عنوان (تعازي الحنفاء في أخبار الفاطميين الخلفاء) الذي يقول أن الفاطميون أثناء حكمهم لمصر اعترفوا بالمذهب الشافعي والمالكي إلى جانب مذاهب الشيعة الإمامية والإسماعيلية.

كما إن موضوع إنشاء "المجلس الشيعي الأعلى في فلسطين" على يد أحد أعضاء حركة الجهاد الإسلامي الموالية لإيران قد أثارت استغراب الفلسطينيين حيث تاريخيا لم يذكر وجود للشيعة في فلسطين!. بالإضافة إلي هذه البلدان فقد بانت ظواهر المتشيعين في السودان والأردن وغيرها.

بطبعة الحال ليس من حق أحد الاعتراض على الآخرين باعتناق ما يرونه مقنعا لهم من الناحية العقائدية ولكن الاعتراض أو الخشية من وقوعهم في فخ النظام الإيراني الذي يسعى إلى تصدير أفكاره السياسية تحت عباءة نشر فكر التشيع لأهل البيت فيما هو يواجه نشر فكر المذاهب الإسلامية السنية ويقمع أهل السنة الإيرانيين ويهدم مساجدهم ويغلق مدارسهم ويعتقل ويعدم علمائهم.

ولكن ما هو ملفت للنظر أيضا أن ظاهرة انتشار الفكر السني في الأوساط الشيعية الإيرانية تجري بوتيرة ربما تكون أسرع من ظاهرة المتشيعين في بعض الأقطار العربية بكثير. والدليل على ذلك إن إقليم الأحواز العربي الذي إلى ما قبل عشرة سنوات لم تكن نسبة أهل السنة فيه تتجاوز الـ 2% فقط إلا أن هذه النسبة ارتفعت الآن إلى اكثر من 15% وقد دفع هذا الأمر السلطات الإيرانية إلى اعتقال زعيم أهل السنة في الأحواز الشيخ عبد الحميد الدوسري والحكم عليه بالسجن 18 عاما بتهمة قيامه بالدعوة للفكر السني. وهذا ما يكشف عمق النفاق في الخطاب الإيراني الداعي إلى التقريب والوحدة بين المسلمين.

صباح الموسوي - كاتب وسياسي عربي من الأحواز

تاريخ الماده:- 2006 - 10 - 29

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير