وكان الحاج أمين يرى أن حياتنا السياسية , لابد أن تكون مبنية على أسس سليمة تحول دون المفاسد مرتكزة على قواعد الإسلام , وأننا في معركة فلسطين أضعنا الكثير من قوتنا عندما تجاهلنا المسلمين.
إن سماحة الحاج أمين الحسيني لم يدخر وسعاً على كل صعيد , وفي كل مجال شعبي ورسمي, عربي وإسلامي ودولي , وظل المجاهد الذي لا يمل ولا يكل , رغم تقدم السن , وضخامة الأحداث وقوة الأعداء وقلة الأنصار , وتكالب الخصوم , وتصدع الجبهات الداخلية,
وكان أمله أن العلاج ما شرعه الإسلام , وهو الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام , ومن هنا كان دوره في تعضيد كل عمل جهادي يستهدف اليهود , باعتبارهم جرثومة الفساد في العالم والسوس الذي ينخر في المجتمعات , ولا علاج لهم إلا بالقتل والاستئصال من الأرض , لأنهم المفسدون في الأرض على مدار التاريخ كله.
زرته في بيروت أواخر أيامه مع بعض الأخوة الكويتيين والسوريين والمصريين , فوجدت هذا الشيخ المهيب , والكهل الوقور , يتوقد حماساً يفوق حماس الشباب , ويعرض الأمور ويحلل الأحداث بعين الناقد البصير والسياسي المحنك والخبير المجرب , وأن تظل راية الإسلام مرفوعة , يسلمها الجيل الحاضر إلى الذي يليه , حتى يقضي الله أمره , ويحقق وعده فالنصر آت لا محالة , والعزة لله والرسول للمؤمنين , فلنثق بموعود الله ولنحسن التوكل عليه, ونخلص النية له , والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ولقد اختاره الله إلى جواره بمدينة بيروت يوم 14/ 6/1394ه ,14/ 7/1974م حيث دفن في مقبرة الشهداء في المرج وقد بكاه العالم الإسلامي , فقد كان القائد الفذ والرجل الصلب الذي استعصى على الوعد والوعيد والترغيب والتهديد , ولم يتنازل قيد شعرة عن حقوق المسلمين ومقدساتهم في فلسطين ولم يفرط بشبر من أرض المسلمين ولا باع الأرض والعرض بثمن بخس كما يفعل المنهزمون والمستسلمون وعبيد الدينار والكرسي من الأذناب والعملاء وأشباه الرجال من الأقزام المهازيل والدمى المتحركة وأحجار الشطرنج , ولم يهب اليهود رجلاً كما هابوه ولم يكرهوا أحداً كما كرهوه ولم يحاربوا أحداً كما حاربوه , كما هللت بريطانيا لموته وصدرت جريدة التايمز البريطانية مقالها الذي عقبت فيه على وفاه الحاج أمين الحسيني بهذه الكلمات: (مات عدو الصهيونية والإمبراطورية البريطانية).
رحمك الله يا أبا صلاح رحمة واسعة و جزاك عن الإسلام والمسلمين والذود عن مقدساتهم خير ما يجزي عباده الصالحين وجمعنا الله بك في جنات النعيم مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً , والحمد لله رب العالمين.
ـ[النذير1]ــــــــ[01 - 01 - 08, 02:37 ص]ـ
الفقيه المجاهد .. الحاج محمد أمين الحسيني مفتي فلسطين
إخوان أون لاين - 10/ 07/2006
أمين الحسيني مع عبد الرحمن عزام
إعداد: عبده مصطفى دسوقي*
عبده مصطفى دسوقي
تمر السنون تلو السنين، والأيام تتعاقبها الأيام وينجلي ليلٌ ويطلع نهارٌ، وما زالت ذكرى المجاهدين خالدةً في الأذهان، تشع النورَ في القلوب والبدان، وتضيء الطريق المستقيم للسائرين على طريق رب العالمين.
إنَّ اللَّهَ عز وجل حفظ ذكرى المجاهدين في اللوح المحفوظ، ورفع ذكرَهم في الدنيا والآخرة.
إن شخصيةً مثل الحاج أمين الحسيني لتبعثُ في النفس رهبةً، وتشعل في القلب جذوةَ الإيمان، فمنذ ميلاده حتى وفاته وهو لم يُغمد له سلاح، فقد ظلَّ سلاحُه مشهرًا دائمًا على أعداء الله، وكانت أسلحته متعددةَ الجوانب، فامتلك سلاح الكلمة، وسلاح الحكمة، وسلاح الساعد، لقد أُوذي كثيرًا فصبر واحتسب، وشُرِّد كثيرًا فحمد وشكر.
النشأة والتكوين
ينحدر الحاج أمين الحسيني من أسرةٍ شريفةٍ هاجرت من اليمن في القرن العاشر الهجري- السادس عشر الميلادي إلى فلسطين، وتنتسب أسرته إلى السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم)، وُلد حسب الروايات عام 1895م أو1897م، وتلقى دراسته الأولية في مدارس القدس، ثم التحق بالأزهر الشريف، إلا أنه لم يكملْ فيه والتحق بمدرسة الضباط بإسطنبول قبيل الحرب العالمية الأولى، وعُيِّنَ ضابطًا في الجيش التركي، وشارك في الحرب العالمية الأولى.
جهاده
¥