ـ[الخريبكي]ــــــــ[08 - 07 - 08, 09:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. أما الحوار الذي نقلت تفاصيله فلا أدري ما وجه الإستدلال به في المسألة التي ذكرت
أما بالنسبة لقولك انني أسعى أن أقرأ التاريخ قراءة موضوعية فالقراءة الموضوعية مستحيلة لأن الإنسان أولا وأخرا هو مجموعة من المبادئ.
وهذا منهج غربي دخيل لم يعرفه المسلمون أما نحن معاشر المسلمين فعندنا مرجعية ننطلق منها ألا وهي المرجعية الإسلامية التي تقتضي الإنصاف والصدق والتجرد والتثبت من الأخبار وحسن الظن والبراءة الأصلية والولاء للإسلام وأهله وتعاليمه.
والمفكرون الذين ينادون ليل نهار بالموضوعية لم يستطيعوا التخلص من ميولاتهم وأهوائهم الشخصية ومن هؤلاء الدكتور عبد الله العروي الذي رضع منذ نعومة أظفاره سموم المستشرقين وشبهات الصليبيين الحاقدين فتجده في كتاباته لا يألوا جهدا في الإستهزاء بالإسلام وببعض تعاليمه ومظاهره.
في حين تجد أثار الإنبهار بالحضارة الغربية بادية في جل كتاباته.
ـ[أبو العباس السوسي]ــــــــ[09 - 07 - 08, 12:16 ص]ـ
الاخ الفاضل الخريبكي، أحييك وأشكرك كثيرا أننا نناقش بعض ماجريات تاريخنا المغربي المعاصر، وأرجو ان يستمر نقاشنا كما هو النقاش بين المشتغلين بالتاريخ خاصة والعلم عامة.
أما بالنسبة للدكالي وغيره فنطلب لهم الرحمة والمغفرة، ولنقفل المباحثة في هذا الباب.
أما ما لحظته حين حديثك هو استشهادك بكتاب "التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير" لعبد الكريم الفلالي، وأقول بأنه في عرفي ليس بثقة بتاتا، حيث أن تاريخه المزعوم هذا متهافت من أوجه كثيرة نقتصر على ذكر اثنين:
- أولا: أنه وليد بطانة سياسية هي التي شكلته وأوعزت إليه بكتابة ما كتب، ومن ثم فهو ليس مؤرخا وإنما كاتبا مخزنيا فاقدا للاستقلال الذاتي في مشروعه. وأكثر من ذلك، وهذا من باب الإعلام، أن كتابه ذاك، ردٌّ ثقافي مدون على عدد من الأشخاص والأسر المشهورة في المغرب من لدن من تجب طاعته، وتتعين مسافعته، كما يقول المراكشي. وغالبا ما تكون الكتابات بالإيعاز والاستملاءات موجهة ومقننة، كما هو معروف في عدد من الكتابات الاستعمارية المكتوبة بأقلام مغربية وعربية مسلمة مثل كتاب "سمط اللئالي، في سياسة المشير ليوطي تجاه الأهالي" للطرابلسي مدير جريدة السعادة.
- ثانيا: أن هذا التاريخ المدون بقلم كاتب وموظف مخزني قائم على أسطورة شخصية ابتكرها كاتبه مفادها أن كتابه قائم على الاستمداد من عدد كبير من الوثائق التي كانت تحرق في حمام شعبي بفاس، وقد أخذ منها ما أخذ. بالله عليكم على هذا كلام يصدق. والناظر في هذا الكتاب يكتشف حيل مؤلفه في الاتيان بوثائق تؤكد مذاهبه الذواهب، لكنها في الغالب وثائق لا تظهر للعيان وإنما هي للتزويق فقط.
من وحهة نظري الخاصة، فهذا المؤلف الفيلالي مطعون فيه غير ثقة في تاريخ المغرب، إذ إنه يطعن في رجالات المغرب ويتنقهم واحدا تلو الاخر، فهل تنقص السلطان محمدا الخامس في كتابه؟ وأسأل سؤالا واحدا يؤكد كلامي: لم لم يطبع الكتاب المومة إليه في المغرب وطبع في مصر؟
أما قولك بأني أبرئ الصوفية من العمالة، فما قلت ذلك، ويبدو أنك لم تقف على مقصودي، غفر الله لي ولك، وإنما أردت أن الهمالة ليست حُبُساً على طائفة أو تيار فكري بقدر ما هي وليدة موقف شخصي بالذات.
أما قولك بأن الصوفية يهملون الواقع وينزوون في الخلوات والزوايا وعندهم أصل هو التسليم للأمر الواقع للأمر الواقع وعدم الاعتراض على قضاء الله. فإن كنت تقصد هذا على عهد الحماية، فالدعوة الى التسليم بالحماية أو دخول النصراني الكافر كانت خطابا فقهيا ايضا سائدا خلال تلك الفترة من تاريخ المغرب: 1912 - 1956، فقد دعا بعض الفقهاء المغاربة الى عدم مدافعة فرنسا والرضوخ للقدر يمكن وسمهم بـ "القدرية" كانت إدارة الحماية تمتلك ترسانة عتيدة وضخمة من كل شيء: المال والعلم والبشر .. (وازن بين الوضع المغربي على عهد الحماية ودخول نابليون الى مصر) ما أريد قوله أيضا في هذا الباب أن هذا الخطاب القدري لم يكن مرتبطا بتيار أو مدرسة أو طائفة .. وهذا ما أريدك أن تفهمه ايها الاخ الفاضل.
أما حديثك عن الحاضر فأنا متفق معك في بعضه وهو الخطاب الجديد المغلب للتصوف بما هو تركة فكرية تراثية قادرة على التصدي للارهاب، وهي استراتيجية أمريكية مستقاة من دراسات الانتبرولوجيين الأمريكيين أمثال ديل إيكلمان وواتربوري وادموند بورك ..
أما شهادتك في العروي فيجب ان تترفق في خطابك وتزن كلامك بميزان العقل، والله أشهد أني لست ممن يدافع عنه لأجل شخصه فما بيني وبينه علاقة حتى أقول بذاك، ولكن الرجل باحث بحث وألف واجتهد .. فانظر في ما كتب وتأمله وتأن في ما تقوله، وإن كانت لك دلائل على مذهبك فقلها ولكن في بحث علمي تصف فيه ما قلته وتأتي عليه بالدليل والبرهان. وتطلع ايضا على كتابه الاخير "الاصلاح والسنة" ففيه قضايا كثيرة.
¥