تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:02 م]ـ

درسة الجبرين وقصة أول ظهور إعلامي

لجينيات

(بيننا وبينكم يوم الجنائز)،تذكرت هذه الجملة الجميلة لأحد أئمة السلف وأنا أتأمل جنازة شيخنا ووالدنا الشيخ العلاّمة د عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين -رحمه الله - آلاف الشباب والشيوخ والأطفال الذين قدموا من كل مكان،حتى امتلأت بهم أروقة الجامع الكبير بمدينة الرياض وساحاته،رأيت الحب في عيون الناس التي تبكي حزنا على فراقه.

رأيته في صرخات البكائين التي تعالت في الجامع،وفي الطريق إلى المقبرة،والتي كنت من أوائل الواصلين حيث وقف أبناء الشيخ في سيارة الإسعاف يطالبون الناس بالتراجع للوراء لإنزال الجنازة والجميع يرجع ثم يتقدم في حالة غريبة فالجميع يريد أن يحمل الجنازة والجميع يريد أن يكون من أقرب الناس لها قبل أن توارى الثرى وتودع الوداع الأخير وبسرعة تم إنزال الشيخ في قبره ثم رفعت عباءته أمام الحاضرين، فعم الصمت أرجاء المقبرة وقبلها كانت الأصوات تتعالى في هذه الأثناء أخذت أحدث نفسي وأظنه حديث الآخرين هل مات الشيخ حقاً،والله لم أتمالك نفسي ولا الحاضرين الذين أخذوا يجهشون بالبكاء حزنناً ووجداً على فراق شيخنا ووالدنا وحبيبنا رحمه الله. نعم لقد مات الرجل الصالح،والعالم الناصح، مات من فسّر القران وأبان للأمة سنة محمد عليه الصلاة والسلام.

فعلاً هذا الحب الخالص لله،هذه القلوب ما أحبت ابن جبرين لكثرة ماله،ولا لعظمة منصبه،وإنما أحبته لله،أحبته لنشره العلم،أحبته لجلوسه الساعات الطويلة في المسجد يُعلم أبناء المسلمين الكتاب والسنة،ويفقههم في الشريعة،ويبين لهم معالم العقيدة.

وأحسب إن شاء الله أن هذا من (عاجل بشرى المؤمن) (وانتم شهود الله في أرضه) لقد أتيح لي في الخمس سنوات الأخيرة أن أتعرف على الشيخ عن قرب وخاصة حينما تأسست قناة المجد العلمية فقد كان من أوائل من استشرته في القناة فأيّدها ونصرها ووقف معها جزاه الله عني خير الجزاء.

ومن الأمور التي أحمد الله عليها أنّ أول ظهور إعلامي في الفضائيات لشيخنا كان عبر برنامج (ملفات خاصة)،والذي كنت أعده وأقدمه على شاشة قناة المجد الفضائية،ذهبت للقاء شيخنا وأنا متوجس خيفة من أن اعرض عليه المشاركة وخاصة أنني اعرف رأيه- رحمه الله- في التصوير فتحدثت إليه،وطرحت الفكرة على استحيا وخشيت أن تكون كما عرضتها على الشيخ العلامة عبد الله بن غديان (فقد عرضت عليه الظهور في المجد فقال أعطني موجزا عن القناة فأعطيته وكلما رأيت البشر في وجهه زدت من الحديث عن المجد والمدح والثناء لها وبعد أن فرغت من العرض وشربت الماء قال الشيخ توكلوا على الله،الله يقويكم لن اخرج في وسائل الإعلام).

أعود إلى شيخنا الذي فاجأني بموافقته على التصوير وتم تحديد الموعد وقام مخرج البرنامج بتهيئة مكان التصوير والذي كان في مجلس الشيخ.

دخل شيخنا المجلس وأنا في غاية الإحراج لأن فريق العمل لم يبق شيء في مكانه فدخل الشيخ وهو يبتسم سألني عن الإضاءة ولماذ تستخدمون الألوان الزرقاء فيها كنت اشرح لشيخنا والابتسامة لاتفارق محياه،ومن يعرف الشيخ يعرف أن لابتسامته فعل كفعل السحر،لكّنه السحر الحلال الذي يدخل حب صاحبه إلى سويداء القلب،بدأنا تصوير البرنامج وقدمت الشيخ -رحمه الله- ومن المواقف الطريفة أنه في أثناء التصوير كان الشيخ يسترسل في الكلام ويفيض فيه ثم قال وأتذكر كلمة نفيسة للملك عبد العزيز وتوقف عن الكلام واخرج نضارته ثم اخرج كل ما في جيبه الأعلى من أوراق فأراد المخرج إيقاف التصوير فأشرت له بالاستمرار طبعا الشيخ (ولا كأن أمامه كاميرا) بدأ يبحث بين الأوراق حتى اخرج ورقة من تقويم أم القرى كان يحتفظ بها فقلّبها وقرأ للمشاهدين كلاما نفيسا للملك عبد العزيز يؤكد أنّ هذه الدولة قامت على التوحيد والسنة استمر الشيخ في الإجابة عن الأسئلة حتى تم البرنامج ونشر ضمن سلسلة ملفات خاصة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير