تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:40 م]ـ

ابن جبرين والرافضة (وأنفلونزا الخنازير)

د. عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف

فَوَا عَجَبًا كَمْ يَدَّعِي الفَضْلَ نَاقِصٌ وَوَا أَسَفًا كَمْ يُظْهِرُ النَّقْصَ فَاضِلُ

إِذَا وَصَفَ الطَّائِيَّ بِالبُخْلِ مَادِرٌ وَعيَّرَ قُسًّا بِالفَهَاهَةِ بَاقِلُ

وَقَالَ السُّهَى يَا شَمْسُ أَنْتِ خَفِيَّةٌ وَقَالَ الدُّجَى يَا صُبْحُ لَوْنُكَ حَائِلُ

فَيَا مَوْتُ زُرْ إِنَّ الحَيَاةَ ذَمِيمَةٌ وَيَا نَفْسُ جِدِّي إِنَّ دَهْرَكِ هَازِلُ

الشيخ العلاَّمة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - شفاه الله وعافاه - منَ العلماء الربانيين - نحسبه كذلك والله حسيبه - فهو عالِم بالله - تعالى - وعالِم بأمْر الله - عزَّ وجلَّ - فقد أمضى عمره في نشْر العلم الشرعي، فجلس للتدريس عشرات السنين، ودوَّن المؤلفات النافعة، وتولَّى الإفتاء، وظهرتْ صنائع المعروف على يديه، فعمَّ نفعُه، وكثر خيرُه.

وقد ابتُلي في الشُّهور الأخيرة بمَرَضٍ أقْعَدَهُ، وجَعَلَه حبيس الفراش، وها هو الآن يتعاطَى العلاج في ألمانيا، وبينا سماحته يكابِدُ أوجاعَ المرض وتداعياته، إذ بشِرْذِمة منَ الرافضة النَّوْكَى، يقيمون عليه دعوى التحريض على الإرْهاب، وإبادة الجنْس البشري، ويُطالبون بالقبْض عليه ومُحاكمته.

ولنا مع هذه الحادثة جملة وقفات منها:

1 - تذكِّرنا هذه الواقعة بالمَثَل العربيّ: "رمَتْنِي بدائِها وانْسَلَّت"، فالروافِض هم أرْباب الاغتيالات والتَّصفيات لمخالفيهم؛ إذْ جعلوا إبادة أهْل الإسلام دينًا وقربة، وكما هو مسْطور في كتبهم المعتبرة، ومتحقق عبْر أحداث التاريخ قديمًا وحديثًا؛ تقول كُتُب الشيعة عن داود بن فرقد: قلتُ لأبي عبدالله جعفر الصادق: ما تقول في قتْل الناصب (السني)، فقال: حلال الدم؛ ولكني أتَّقي (أخاف) عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطًا، أو تغرقه في الماء؛ لكيلا يشهد به عليك فافعل؛ "ابن بابويه في علل الشرائع" ص200، و"المجلسي في بحار الأنوار" 27/ 231.

وفي رجال الكشي يذْكر أحدُ الرَّوافِض وسائله في اغتيال أهل السنة، فيقول: "منهم من كنتُ أصعد سطحه بسلّم حتى أقتله، ومنهم من دعوته بالليل على بابه، فإذا خرج عليَّ قتلته"؛ رجال الكشي 342، وَقَتَلَ هذا الرافضي بهذا الغدْر والغيلة ثلاثة عشر مسلمًا.

"إنَّ مبدأ الاغتيال، وإصدار صُكُوك الجنة للقَتَلة من مبادئ الإمامة، التي هي أسُّ المذهب عندهم، وما الاغتيالات وخطْف الطائرات، وإطلاق الصواريخ على المدنِيِّين، وزرْع الألغام، وأخْذ المتفجّرات لحرم الله الآمن - إلا تطبيق لهذه المبادئ"؛ "بُروتُوكلات آيات قُم"، ص90، للقفاري، بتصرُّف يسير.

وانظر: "أصول الشيعة"؛ للقفاري 3/ 1231، و"علماء الشيعة يقولون"، إعداد مركز إحياء تراث آل البيت ص 116، "حتى لا تخدع"؛ لعبدالله الموصلي ص46.

2 - تكشِف الوقْعة طرفًا منَ الحُمق والنزق والزعارة عند الروافض؛ فالرافضة أهل كذِب وخيانة، وغدْر وفُجُور في الخصومة؛ كما بيَّنة شيخ الإسلام مبْسوطًا في "منهاج السُّنة النبويَّة في نقْض كلام الشيعة والقَدَريَّة"، والعلاَّمة الشوكاني في "طلب العلم".

بل وكُتُب الرافضة لا تنكر ذلك، بل تعترف بما لدى أتباعهم من سُوء الخُلُق والطيش والنزق، كما تقرُّ بالأمانة وحُسن الخُلُق عند أهل السُّنَّة؛ انظر: "أصول الكافي" 2/ 4، 11، و"أصول الشيعة"؛ للقفاري 3/ 1230.

وتُجلي هذه الحادثة وما قبلها من كيْد الرافضة: أنَّ القومَ لا ينشطون إلا في ظلِّ الاضطرابات والفِتن والمتغيّرات؛ ولذا قال ابن تيميَّة: "فلينْظُر كلُّ عاقل فيما يحدث في زمانِه، وما يقرب من زمانِه من الفِتن والشُّرور والفساد في الإسلام، فإنه يجد معْظم ذلك من قِبَل الرافضة، وتجدهم من أعظم الناس فتنة وشرًّا، وأنهم لا يقعدون عمَّا يمكنهم من الفِتَن والشرور وإيقاع الفساد بين الأمة"؛ "منهاج السنة النبوية" 6/ 372.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير