تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخبرني الشَّيخ أنه بعد أن درس القرآن في بلجرشي ذهب إلى السُّودان لطلب الرِّزْق هناك، ثم إلى الحبشة _ أقول أنا خالد: وهذا ديدن كثير من أهل منطقتنا قبل الحكم السعودي، وقد سافر جدي أيضا وكثير من أبناء بلجرشي وغيرها لطلب الرزق هناك، فسبحان مغير الأحوال، وهذا مثال على عدم الاغترار بما في أيدينا، فإن الدنيا لا تدوم على حال _ فلم يجد الشيخ المداني رَحِمَهُ اللهُ معيشة يرضاها في السودان أو الصومال، ثم ذهب إلى اليمن، وحين وصل إلى زبيد، وجد بها العلماء والتعليم، ووجد أن العلماء تصرف لهم رواتب من أوقاف مسجد بني رسول، والطلاب تصرف لهم إعاشة من تلك الأوقاف، فقرَّر أن يبقى هناك لطلب العلم، فمكث سبع سنوات، ثم اشتاق إلى بلدته بلجرشي، فرجع إليها، وبقي مدَّة يسيرة، ثم رجع إلى اليمن، وبقي سبع سنين أخرى يطلب العمل ثم عاد إلى بلجرشي، وبقي بها مدَّة، ثم ذهب إلى زهران وافتتح بها مدرسة، وكان يصلي بهم، ويدرسهم، ولم يعد إلى بلجرشي إلا بعد أن أقام لهم من يقوم مقامه في التعليم والإمامة منهم، فلما عاد إلى بلجرشي، أقام في منطقة " زبيدة " وافتتح مدرسة للبنين _ أقول أنا خالد: وقد درس والدي حفظه الله عليه بعض القرآن الكريم _ وكان يصلي بالنَّاس في مسجد الغازي بزبيدة جميع الفروض، عدا يومي الجمعة والسبت فقد كان يصليهما في المسجد الجامع في السوق _ أقول أنا خالد: سوق السبت الَّذِيْ كان من أكبر الأسواق في المنطقة الجنوبية كما في مذكرات الفقيه أحمد الزيداني رَحِمَهُ اللهُ من أهل القرن الحادي عشر _ يصلي بهم الجمعة ويعض النَّاس ويذكرهم يوم السبت، وقد كان قريب الدَّمعة في خُطَبِه، وعندما يقرأ القرآن، وقد قرأ عليه الشيخ مُحَمَّد الفقيه حفظه الله بعد عام 1371 هـ كتاب شرح الشنشوري في الفرائض، وكتاب إرشاد الفحول للشوكاني.

وقد أصيب الشيخ رَحِمَهُ اللهُ بالفالج آخر عمره إلى أن توفي رَحِمَهُ اللهُ.

وقال عنه الشيخ إبراهيم الحسيل في كتابه " غامد وزهران " ص 355 (باختصار وتصرف):

من أعيان فقهاء بلجرشي، له فضل كبير في التعليم وتحفيظ القرآن في بلجرشي، في الفترة الَّتِيْ أعقبت حكم الأشراف وبداية العهد السعودي قبل افتتاح المدارس، وتخرَّج على يديه الكثير من حفظة القرآن، وقد توفي رَحِمَهُ اللهُ بعد عمر طويل.

وذكر الحسيل أن من أغرب ما حُكي من قصصه، أنه بعد أن أتى من اليمن، وبقي مدَّة في بلجرشي، عُرضت عليه مسألة مواريث فيها مناسخات، فأخطأ فيها، ثم رجع من فوره إلى اليمن، وبقي مثل المدَّة الَّتِيْ قضاها في الطَّلب الأول، وهي عشر سنوات كما قَالَ الحسيل.

وقال عنه الشيخ مُحَمَّد بن جمَّاح حفظه الله كما أخبرني:

درست على الشيخ القرآن والنحو والفقه والسيرة، وكان الشيخ يدرسنا القرآن ويشرح الأحكام من الآيات، وكان سريع الدمعة، زاهدا، عابدا رَحِمَهُ اللهُ، وقد بقيت أدرس على يديه قرابة ثلاث سنوات، ختمت على يديه القرآن وغيره.

(5) من أهالي قرية الجلحيَّة ببلجرشي، وقد أخبرني الشيخ محمد بن جمَّاح أن الشيخ عبد الله بن سعدي العبدلي الغَامِدِيّ قد جالس الشيخ عدَّة مجالس قبل أن يدرسوا هم عليه، ثم رجع إلى بلدته ولم يواصل الطلب عند الشيخ، وقد أخبرني الشيخ مُحَمَّد بن جمَّاح حفظه الله أن الشيخ قد رحل إلى اليمن وطلب العلم في زبيد، وحكى لي قصَّة غريبة حدثت للشيخ علي أبو حشيش مع أحد شيوخه ممن كان يرى جواز " الدَّعَّة = مثل الشيشة " تاب الشيخ بعدها من شُرب " الدَّعة "، وقال شيخهم صاحب القصة إنه سيعلن ذلك على الملأ وسينشر حكمه بتحريمها بين النَّاس، وسأفردها بالكتابة إن شاء الله في وقت آخر.

(6) محمد بن صالح بن سليم من مدينة بريدة في منطقة القصيم، أخذ العلم عن أعمامه عبد الله وعمر، والشيخ محمد بن مقبل رحمه الله، قاضي محكمة بلجرشي حينها وذلك من عام 1371 – 1373 هـ، وقد انتقل بعدها للمدينة، حتى أصبح رئيسا لهيئة التمييز بالمنطقة الغربية. انظر ترجمته في كتاب " غامد وزهران وانتشار الأزد في البلدان " لإبراهيم الحسيل.

وقد حصلت بينه وبين الشيخ ومن معه من أهل الدعوة في بلجرشي مشكلة، أتت لجنة للفصل فيها بينهم، كانت بسبب وشاية سيئة من أحد المغرضين ضد الشيخ ومن معه عند القاضي، ثم طلب الشيخ ومن معه أن يفتح لهم الشيخ السليم درسا، فَفُتح هَذَا الدرس، وسأطلب من الشيخ مزيدا من الإيضاح حول هذه القصة إن شاء الله، فهذه قيدتها حتى لا أنساها.

(7) انظر لقاء الشيخ حفظه الله مع مجلة " إشراقة الباحة " الَّتِيْ أصدرها مركز النشاط الصيفي بثانوية بني سالم عام 1418 هـ ص 65، وقد نسي الشيخ حفظه الله أن يذكره ضمن مشايخه الذين درس على يديهم، في المختصر من كتاب " رحلتي مع الإيمان "، وعندما سألته عن شيوخه قبل مدَّة لم يذكره، ثم لمَّا وجدته وأخبرت الشيخ بذلك تذَكَّره، وسرد عليَّ الكتب الَّتِيْ درسها عليه كما هنا، فالحمد لله على توفيقه.

(8) لم أسأل الشيخ عنهم إلى الآن، ولعلي أدوِّن ذلك في وقت لاحق إن شاء الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير