وكان ذلك في درس الشيخ صالح العقاد حيث كان الشيخ فايز وشيخ آخر اسمه الشيخ عفيف العظمة _ و كان على معرفة قوية بالشيخ فايز_ يحضران الدرس أيضاً، فكان الشيخ عفيف كلما رأى الشيخ أبا الحسن يقول له: (لازم تقرأ على الشيخ فايز)، وكان للشيخ عفيف مكتبة في البزورية فمرة كان الشيخ أبو الحسن ماراً من جانب مكتبة الشيخ عفيف , فقال له: تعال معي الآن , فأخذه بيده إلى الشيخ فايز حيث كان له غرفة بالمدرسة الكاملية بالبزورية وهي غرفة آل الحلواني، وكان عند الشيخ فايز طلاب يقرءون القرآن , فلما انتهوا قال الشيخ عفيف للشيخ فايز: أتيت لك بواحد جديد , فقال الشيخ فايز بلهجة عاميّة: (لسَّا بتلملم وبتجبلي) فقال له: اسمع منه، فلما سمع تلاوته سُرَّ به وحدد له موعداً للقراءة عليه، فقرأ عليه ختمةً كاملةً برواية حفص وأجازه بها، ثم شجعه الشيخ على جمع القراءات،فجمع عليه القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة.
وكان أيضاً الشيخ محمد سكر حفظه الله قد بدأ بحفظ الشاطبية , فبدءا معاً وكانا يسمعان للشيخ صحيفة أو أكثر بقليل على حسب وقت الشيخ، فكان مرة يبدأ الشيخ محمد سكر ثم يعيد الشيخ أبو الحسن نفس الصفحة وفي الجلسة الأخرى يبدأ الشيخ أبو الحسن ويعيد الشيخ محمد إلى أن انتهيا من الجمع , وكان قد استغرق الجمع معهما خمس سنوات، وكان الشيخ أبو الحسن قد بلغ من العمر ثلاثين عاماً أو يزيد.
كما قرأ على الشيخ فايز في هذه الأثناء بعض كتب القراءات والشذور في النحو , ولازمه ملازمةً تامةً حتى توفي الشيخ فايز رحمه الله تعالى.
· ومن مشايخه الشيخ العلامة المربي الكبير الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله تعالى.
اجتماعه به:
في أثناء جمعه للقراءات أسند إليه إمامة جامع الفاخورة في حي قبر عاتكة بالوكالة، وعندما توفي الشيخ أبو عمر النداف رحمه الله تعالى إمام جامع الذهبية _ الإمام الذهبي حالياً _ أسند إلى الشيخ أبي الحسن بالأصالة الإمامة والخطابة في جامع الذهبية، وفي هذه الأثناء كان الشيخ عبد الكريم الرفاعي يعطي الدروس في بيوت الحي، فلما استلم الشيخ أبو الحسن جامع الذهبية كان الشيخ عبد الكريم يأتي إلى جامع الذهبية ويقرأ العلوم في غرفة المسجد فقرأ عليه الكثير من العلوم: الأصول والفقه والمنطق وعلم التوحيد واللغة العربية وغيرها.
ثم أسند للشيخ عبد الكريم إمامة وخطابة جامع زيد بن ثابت وأخذ يدعو الناس. و لمّا توافد الشباب إلى مسجد زيد، فرَّغ الشيخ عبد الكريم الشيخ أبا الحسن لإقراء القرآن الكريم. وطُبعت بعد ذلك الإجازة في حفظ وتجويد وإتقان القرآن برواية حفص فقط _ وكان لطباعتها دورٌ كبيرٌ في استقطاب الشباب وحفظهم للقرآن الكريم _ ثم بعد ذلك طُبعت إجازة جمع القراءات العشر وكل ذلك بتوجيه ورأي الشيخ عبد الكريم رحمه الله وجزاه عن المسلمين خير الجزاء.
7_ أولاد الشيخ:
للشيخ ستة أولاد ذكور وهم: حسن رحمه الله، وصلاح الدين، ومحمد أيمن، ومحمد هشام، ومحمد نزار_ كاتب هذه الترجمة_، وبدر الدين.
كما أن للشيخ تسع بنات. وأكثر أصهار الشيخ هم من أهل العلم وحفظة القرآن الكريم وهم: الشيخ درويش نقاشة رحمه الله، والشيخ محمد سعيد كوكي، والشيخ عبد السلام العجمي، والشيخ عمر شاكر، والشيخ أسامة حجازي كيلاني رحمه الله_وهو من أحد المتميزين في إتقان القرآن وجمع القراءات _ والشيخ أحمد الكردي، والشيخ فايز محضر، حفظهم الله تعالى جميعاً.
8_ وأختم هذه اللمحة بأبياتٍ من الشعر كتبها فضيلة الشيخ المقرئ الجامع الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله تعالى، وكان قد كتبها في مصر عندما كان يدرس اللسانس في الأزهر الشريف سنة 1401هـ والشيخ أيمن هو أحد الذين جمعوا القراءات العشر على الشيخ وهو أحد المبرّزين في هذا الفن حتى قال الشيخ أبوالحسن مرة في حقه: إن الشيخ أيمن سابق فسبقنا، وهذه أبيات القصيدة:
سموت يا سيّدي فوق البريّات مذ قمتَ تنشر علماً للقراءات
أضحيت قبلة أهل الشام قاطبةً في الفقه والتجويد والروايات
إذ هم فزعوا يوماً لنائبةٍ في الد هرِ جاؤوك يرجون الكرامات
أن يكشف الله إكراماً لجانبكم كرباً وهمّاً وغماً و البليّات
ماذا أقول لكم شيخي أبا الحسن مقدار حبكم قدر السماوات
¥