وأهل السُّنة أن يُناصِح بعضُهم بعضًا، وأن يتعاونوا على البِر والتقوى.
فهذا الأمر الذي يحصل منهم بالنسبة لعدنان أو غيره؛ فعدنان لا نعرف عنه إلا خيرًا، وأنا أعرفه أكثر من أربعين عامًا؛ فهو رجل على عقيدة أهل السنة والجماعة، ولا معصوم إلا مَن له العصمة.
فإذا أخطأ -هو وغيره- فإن خطأه يناصَح عليه، ويُبين له الصَّواب، أما أن نصِفَه بكذا، أو نصِفَه بكذا؛ فهؤلاءِ الذين يفعلون هذا ويزعمون أن لهم شيخًا يَرجعون إليه؛ فشيخُهم قد ضلَّ -في هذا الباب-، قد أخطأ -في هذا الباب-، قد غلط -في هذا الباب-.
ويجب علينا -فيما بَيننا- التَّناصح؛ فإنَّ الله -جلَّ وعلا- يقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخرِجَتْ لِلنَّاس تَأمرُونَ بِالمعرُوفِ وتَنهَوْن عن المُنكَرِ}؛ فهكذا صفتُنا -أمة محمد-صلَّى الله عليه وسلَّم- كلها عدلًا خيارًا.
فأن يقول قائل مِن المسلمين: إمَّا أن يقولَ فلانٌ بما أقولُ به؛ وإلا فسأنتقدُه، وسأبدِّعُه وسـ .. وسـ .. وسـ .. إلخ، وإلزام النَّاس باللَّوازم (مَن لا يُبدِّع المبتدِع؛ فهو مُبتدِع)! هذا فيه نظر؛ لا يَلزمني أن أبدِّع أحد، أنا أتمسَّك بالسُّنَّة وأدعو إليها، ومَن ارتكب بِدعةً ننصحه -إذا كنا نستطيعُ نُصحَه-.
واحذروا -معاشرَ الشَّباب- من هذا المنهجِ الفاسِد، ومن هذه الطريقة التي لا تجلب إلا الضَّررَ والفَوضى والنِّزاع، واللهُ -جلَّ وعلا- يقولُ: "وَلا تَنازَعُوا فتفشَلُوا وتَذْهَبَ رِيحُكُم واصبِرُوا إنَّ اللهَ معَ الصَّابِرين"
وقلتُ لكم: إنَّ علامةَ أهلِ البِدع أن يَنتقدَ بعضُهم بعضًا -علنًا-، وأن يُضلِّل بعضُهم بعضًا؛ هذه علامة أهلِ البِدع.
وأمَّا علامة أهلِ السُّنَّة: فيُصوِّب بعضُهم بعضًا، وينصحُ بعضُهم بعضًا، ويتآلفُون ولا يَختلِفون.
وكان أصحابُ رسولِ الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- يَختلِفون على المسألة، وكلٌّ له -في ذلك- رأي، ثمَّ يقومون ويُصافِح بعضُهم بعضًا، ويَجتمعون في مجالِسهم وعلى ولائِمِهم، وغير ذلك.
هدانا الله للسُّنَّة. نعم.
(سؤال) نفس السُّؤال -شيخَنا-حفظك الله-؛ يقولُ السَّائل: هؤلاءِ الذين يُبدِّعون ويُضلِّلون؛ بدعوَى أن هناك [جَرح وتعدِيل] والجرحُ مُقدَّمٌ على التَّعديل؟
(الجواب) هذه القضيَّة أخذوها سُلَّمًا لغير هذا الأمر.
هذه القضيَّة عند رجالِ الحديثِ: إذا أتَوا براوٍ فيه مقال، فيه نِسيان، فيه سَهو، فيه غفلة. . فيه كذا .. فيه كذا، وثَبت أو نُقل أنه إنسان مُدلِّس، أو إنسانٌ يَروِي المناكِير؛ فيَنبغي أن نُبيِّن الحقَّ، وننتقدَ هذا الإنسانَ، ونقولُ: لا يُروَى عنه حديثُ رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حتى يتوبَ إلى اللهِ وتَثبُتَ عَدالتُه.
وقال الشيخ محمد عيد عباسي في تقديمه لكتاب عدنان منهج الاعتدال: «فما زلت منذ ثلاثين سنة أعرف أخي العزيز الشيخ عدنان أبا حازم حفظه الله سباقا إلى طلب العلم وتحصيله، منذ التحق بركب الدعوة السلفية وشارك في الأخذ عن أستاذنا العلامة محمد ناصر الدين الألباني -شفاه الله -منذ أكثر من ثلاثين سنة، ولقد كان لأخي عدنان منزلة خاصة عند أستاذنا، فكان يلقي دروسه في بيته ويبات فيه، حتى رغب شيخنا في مصاهرته، ثم طلب العلم على كثير من كبار العلماء وبخاصة سماحة الإمام الجليل عبد العزيز بن باز رحمه الله» (كتب التقديم في 10ربيع الآخر 1420).
وهذا شهادة الشيخ عبدالله العبيلان في الشيخ عدنان:
سائل يقول: هل تنصح فضيلة الشيخ بسماع أشرطة الشيخ عدنان عرعور في المنهج؟
أجاب الشيخ العبيلان:
"عدنان عرعور هذا من كبار دعاة السلفية في العالم الإسلامي، وهو كما زكاه كبار علماء هذا العصر ومنهم الشيخ ناصر الدين الألباني، وقد سألنا عنه قريبا سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز فأثنى عليه وذكره بخير فليس بمصلحة يا إخوان أن يُخالَف من هو على طريقتنا من هو وعلى منهجنا وإن حصل خلاف ففي المسألة سعة، وينبغي علينا أن نجلس ونتحاور، وأن (كلمة غير مفهومة) كل واحد منا للآخر، وأما كل واحد (كلمة غير مفهومة) يسب الثاني ويشتمه فهذا لا يحبه الله ولا رسوله"
الملف الصوتي من هاهنا
http://www.salafishare.com/26K6KD8H5LM5/7ZQJNGL.mp3 (http://www.salafishare.com/26K6KD8H5LM5/7ZQJNGL.mp3)
أو
¥