تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأساس رفض بعض الألفاظ الشائعة في الشعر الحديث مثل الخطيئة، والصلب، والفداء، وغيرها من الألفاظ التي تناولها في هذا الكتاب. وأخيرا كانت وقفة البحث الطويلة مع منهج أبي فهر في تحقيق التراث، ومن خلال فصل خاص رصد البحث هذا المنهج في كتبه المحققة رصدا تاريخيا ملاحظا تطور المنهج ونموه، وظهر بالمدارسة استكمال أبي فهر لعدة المنهج في التحقيق بل تجاوز ذلك المنهج إلى قضايا تزيد علىه، ومن ثم رصد البحث جزءا من الفصل لمعرفة الروافد الثقافية لهذا المنهج وتوضيح أثر هذه الروافد على منهجه في التحقيق. واتضح من خلال هذا وذاك أن منهجه يكاد يشكل لنا مدرسة مستقلة في التحقيق يسير على نهجها أفراد قلائل ممن يهتم بالتحقيق. وأخيرا فهذا البحث ما هو إلا مدخل لدراسة نتاج أبي فهر، ولفت نظر الباحثين إلى أهمية هذا النتاج الذي غفل عنه الكثير من الدارسين. وأنه مايزال هناك في نتاجه مجالات كثيرة تحتاج إلى دراسة وإعادة نظر بما يمكن أن يفيد في حقل الدراسة الأدبية. * * * * وفي الرسالة الثانية يقول الأستاذ: عمر حسن القيام: حين صحت عزيمتي على دراسة شخصية شاكر والكشف عن منهجه في القراءة والتفسير والنقد كان الإطار الذي وضعته لذلك هو: «محمود محمد شاكر الناقد» الأمر الذي يقتضي التوقف عند أغلب إنجازاته، في النقد وقراءة التراث ونشره، وصراعه الفكري مع التيارات المعاصرة. حين توغلت في ارتياد الآفاق المعرفية لشاكر وحاولت نقدها والإبانة عنها، وجدت نفسي أمام ناقد بعيد الغور، واسع الآفاق، تتسم كتابته بالجدل والاعتراض، والإشارات الكثيرة إلى الظواهر، والدفاع المستبسل عن كيان ثقافي متكامل هو الثقافة العربية الإسلامية. فكان أن عدلت عن الخطة السابقة، وأجمعت أمري على الكشف عن منهج شاكر من خلال موقفه من قضية الشعر الجاهلي بغية توفير أكبر قدر ممكن من التركيز والتحليل في الدراسة، محاولا التيقظ لحق العلم والدرس الأدبي المنصف الذي يحاول أن يقول ما لـ «شاكر» وما علىه. لقد كانت قضية الشعر الجاهلي إحدى القضايا الكبرى المؤثرة في بنية الثقافة العربية المعاصرة وقد أثارت جدلاً واسعاً بعد طروحات د. طه حسين في كتابه «في الشعر الجاهلي» عام 1926م. وكانت سبباً في وجود غير قليل من الدراسات التي تصدت مباشرة لنقد مظاهر الخلل والزيف في تلك الطروحات. ويبدو أن شاكرا أدرك مبلغ التهافت الذي ركب آراء طه حسين، وأدرك أن وراء الأكمة ما وراءها، فقابل ذلك بالإهمال وربما بالازدراء حين رأى هذا النزق الفكري الذي أطبق على قضية الشعر الجاهلي، وانحرف بها عن كونها قضية أدبية تعالج بالدراسة والتحليل والنقد، لتصبح دلالة على رؤية تزدري إنجازات الأسلاف ولا تصبر على سبر أغوارها، واستخراج ما فيها من ركاز العلم والإبداع. كان كتاب ابن سلام الجمحي «طبقات فحول الشعراء» التربة التي بذر فيها شاكر البذور الأولى لآرائه المتعلقة بالشعر الجاهلي، ثم اتسع إطار البحث النظري فيما كتبه في «فصل في إعجاز القرآن» الذي قدم به لكتاب «الظاهرة القرآنية» لصديقه مالك بن نبي سنة 1958م، ثم كانت دراسته «نمط صعب ونمط مخيف» سنة 1969م، واحدة من أدق إنجازاته النظرية والتطبيقية حول قضية الشعر الجاهلي، وعليها كان الاعتماد في المقام الأول في هذا البحث، وفي سنة 1975م ألقى شاكر مجموعة من المحاضرات في الشعر الجاهلي وغامر المغامرة الجريئة حين طلب أن يكون أصل الأصول في دراسة الأدب والتاريخ معا هو النظر في كتاب الله تعالى باعتباره حادثة أدبية فريدة في تاريخ البشرية، وتجليا مذهلا للغة بحسب مفهوم الإعجاز. ويهدف هذا البحث إلى دراسة مجمل الموقف النقدي لمحمود محمد شاكر من الشعر الجاهلي، وذلك بفحص أصوله النظرية ودراسة جهوده التطبيقية في هذا المجال، والكشف عن مفهوم المنهج وضوابطه ومحدداته، ومدى سيطرة شاكر على مقولاته النظرية في المعالجة التطبيقية، وذلك ضمن إطار تاريخي يحاول تحليل الظاهرة في سياقها، ويطمح إلى وصف قراءة شاكر ونقدها من خلال علاقاتها مع القراءات الأخرى التي يكاد يجمعها الخروج على الطرائق النقدية الموروثة ولا سيما بعد انعطافها نحو البلاغة وقواعدها. وكان لقلة الدراسات النقدية حول شاكر أثر حقيقي في مبلغ الصعوبة التي واجهتني في كتابة هذا البحث الذي شرعت فيه مجردا من العون

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير