تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولكن الذي يهمنا من كلامه الصريح قوله (وهما من تلاميذه)، فهذا يقوي جانب التلمذة. والله تعالى أعلم.

? ومما نذكره هنا عن حياة الشيخ في المعهد ما أخبرني به شيخنا العلامة

عبد الرحمن بن ناصر البراك أن ابن عثيمين رحمه الله تعالى كان يجلس مع الطلاب الأكِفَّاء [غير المبصرين] ليساعدهم في استذكار دروسهم ويقرأ لهم ما يحتاجونه.

فلله دره من طالب علم كان في عون إخوانه فكان الله في عونه، ورفع قدره. نسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته.

? واستمر الشيخ في الرياض حتى نهاية عام 1373هـ بعد أن انتهى من دراسة السنة الثالثة في المعهد العلمي.

وفي هذه السنة افتتح المعهد العلمي بعنيزة وكانت بداية الدراسة فيه في شهر ربيع الثاني عام 1373هـ، وكان المشرف عليه هو شيخه، أعني الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ... واحتاج المعهد في عنيزة إلى معلمين، فاضطر الشيخ أن يرجع إلى مسقط رأسه، لينتفع به أبناء بلده، وتعيَّن مدرساً في المعهد سنة 1374هـ، وأخذ السنة الرابعة من المعهد بالانتساب، ثم انتسب لكلية الشريعة حتى أتمها.

كل ذلك وهو يدرس في معهد عنيزة العلمي.

وهذه المسألة لم يحررها الكثير ممن كتب في ترجمة الشيخ.

واستمع إلى الشيخ نفسه وهو يروي مسيرته في المعهد والكلية، مؤرخة بالسنين في اللقاء الذي نشر في مجلة الدعوة العدد 1776.

قال رحمه الله تعالى:

" أتممنا دراسة المعهد لأننا بدأنا من السنة الثانية، وفي ذلك الوقت كان نظام القفز معمولاً به، أي أن الطالب يدرس في الفترة الصيفية دروس السنة المستقبلة، ثم يمتحن فيها في الدور الثاني، ويرتقي للسنة الثالثة.

فأنا قفزت، يعني: قرأت ثانية، وتخرجت منها طبيعياً، ثم قفزت وأدركت الثالثة، ثم أخذت الرابعة في سنة 74هـ بالانتساب؛ لأن المعهد العلمي كان قد فتح، وكان يحتاج لمدرسين، فرجعت في العام 74هـ إلى عنيزة، وبدأت التدريس في معهد عنيزة من عام 1374هـ، وأخذت السنة الرابعة بعد ذلك بالانتساب، وبقيت منتسباً حتى أتممت – ولله الحمد – كلية الشريعة .. " أ هـ.

- ولكن مع هذا فقد بقي إشكال آخر: هل انتظم الشيخ في الدراسة في كلية الشريعة؟ وهل ترك عمله في المعهد للدراسة في الكلية؟ ثم رجع إلى المعهد مرة أخرى؟.

قال الشيخ رحمه الله تعالى في أول حديث صحفي معه بمجلة اليمامة العدد 953 لسنة 1407هـ:

" بعد أن تخرجت التحقت بكلية الشريعة، ودرست فيها أول سنة، ثم فتح المعهد العلمي في عنيزة، وبعد مضي سنة من افتتاحه صرت أدرس في المعهد، ومنتسباً في الكلية .. ".

وعلّق مجرى الحوار وهو فهد راشد العبد الكريم بعد انتهاء الحوار بعنوان كتب تحته: لقطات: " خلال السنة الدراسية الأولى التي قضاها منتظماً بكلية الشريعة بالرياض درس على سماحة الشيخ ابن باز في أول صحيح البخاري .. " أ هـ بحروفه.

فيظهر من هذا النقل أن الشيخ رحمه الله تعالى درس في كلية الشريعة منتظماً لمدة سنة، ثم أتم باقي السنوات بالانتساب.

ومن النقل السابق يظهر أنه درسها انتساباً لحاجة المعهد في عنيزة إلى معلمين.

فهذا موضع يحتاج إلى تحرير، وسؤال لقرناء الشيخ في الدراسة، وبالطبع فقد كان الشيخ يتردد على الكلية بين الحين والآخر بصفته منتسباً.

يقول الشيخ عبد العزيز المسند: " فالرجل – رحمه الله تعالى – أعرفه عن كثب، لأنه عندما كان منتسباً للكلية كنت مديراً لها، وكان يأتي لماماً إلى الرياض ليأخذ بعض الدروس، ويقابل بعض الأساتذة بالكليات، فقد كان لديه استعداد جيد، ونشر العلم، فهذا من حسن حظه ". (1) أ هـ

وعلى كل فقد أتم الشيخ كلية الشريعة عام 1377هـ، وتخرج في دفعتها الثانية وعمره حوالي ثلاثين عاماً، وإذا ثبت أن الشيخ درس منتظماً في كلية الشريعة فإنه سيكون قد استفاد وتأثر بكبار العلماء الذين انتدبوا للتدريس في هذه الكلية، والتي افتتحت سنة 1373هـ.

ومنهم مشايخه الكبار الذين درس عليهم في المعهد وغيرهم ..

وستختلف عدة مشايخه ويضاف إليهم آخرون. والله تعالى أعلم بالصواب.


يتبع بإذن الله ...

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير